الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المحاكم الثورية - الورقة المحروقه

محمد الحاج ابراهيم

2005 / 8 / 25
حقوق الانسان


في مؤتمر مؤسسة القذافي الخيرية قالها صراحة القذافي الابن:المحاكم الثورية كانت خطيئة كبرى راح ضحيتها كثر من أبناء الشعب الليبي قتلا وتشريدا ومصادرة، ودعا إلى إصلاح النظام الثوري الليبي مؤكدا وقوع العديد من الانتهاكات لحقوق الانسان في ليبيا خلال تربع أبيه ملكا جمهوريا فرعونيا على العرش بعد السنوسي البائد.
المشروع الاصلاحي الجديد على الأغلب سيكون ضحيته أعضاء المحاكم الثورية وضباط المخابرات بالاسم، كما كان ضحية المشروع الثوري مثقفو وسياسيو وفنانو ليبيا بالاسم أيضا، وفي الحالتين يخرج النظام بريئا من كل الجرائم التي أمر بارتكابها في المجتمع الليبي منذ عام 1969م، ومن الاعتداءات الخارجية التي عوض لضحاياها من دم وثروة الشعب الليبي.
النظام الليبي أحد أركان النظام الثوري العربي الذي كان وراء تغييب المجتمع عن الدور الطبيعي الذي ينتج حاجاته المعرفية والسياسية والاقتصادية،وهو النظام الذي أعلن العداء لأمريكا طيلة العقود الثلاثة الماضية، وهونفسه الذي يدعوا اليوم العدو التاريخي رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جورج دبليو بوش لزيارة ليبيا، وذلك للمصالحة معها حتى لايقع بما وقع به النظام الثوري العربي العراقي، الذي ضيّع إمكانات العراق البشرية والاقتصادية، ودفع ملايين الدولارات من دم الشعب العراقي العريق، كما دفعها النظام الليبي وحرم مواطنيه منها ليبعده عن أي خطوة نحو التنمية الوطنية،وفي المحصلة تجد أن هذه القيادات كانت تتسلى بالمال العام كأي مقامرلايعنيه غير إرضاء غروره الشخصي والنفسي في الكسب الذاتي الفرعوني،ليكون لهم أمجاد الفراعنة في هذا القرن مع الفارق الكبير بين الاهرامات التي لازالت معلما تاريخيا لمن بناها وبين النهر الصناعي العظيم الذي وأدوه قبل الولادة دون رقيب أو ناقد يُكلّفه نقده لهذا المشروع الخاسر حياته، هذه النماذج من القيادات كانت وراء احتلال فلسطين وهزائم الأمة العربية المتتالية بعدها، وذلك بأسباب مشاريعهم ومحاكمهم الثورية.
يتساءل المرء عن هؤلاء القادة/ عارضي الأزياء التي تملأ صورهم شوارع مدنهم وقراهم،واحدة يُدخّن السيجار، وثانية على ظهر الجواد،وثالثة على ظهر الجمل،ورابعة بالقبعة الأمريكية،وخامسة بالقبعة الروسية،و..و…و..الخ/ كيف يفكرون؟! ويقرنهم بالمراهقين الذين يحصرون اهتمامهم باللباس وتسريحة الشعر وبالنتيجة يفشلون في دراستهم ويرسبون في امتحاناتهم،فيقول:ألا يرسب هؤلاء في قيادة مجتمعاتهم؟!ويجيب نعم يرسبون وقد رسبوا لأن كل ماأنتجوه هو الهزائم المعنوية لهم ولأمتهم، والخسائر المادية والاقتصادية لمجتمعاتهم،وذلك عبر تضخيم الذات الفرعونية المتكونة من توسيع السجون السياسية وتكفير الرأي الآخر وزراعة القهر المادي والمعنوي لمثقفي مجتمعاتهم الذين يمثلون الدلالة الحقيقية لتقدم وتراجع هذا المجتمع أو ذاك،فأصبح تقدم وتخلف المجتمع يُقاس بعدد السجون ونزلائه من سجناء الرأي الذين خضعوا للمحاكم الثورية التي يعترف القذافي الابن أنها لم تكن شرعية وكانت خطيئة كبرى ولم يقل كانت جريمة كبرى بحق المجتمع.
رُبّ سائل يسأل:كيف يجرؤ القذافي الابن على البوح بهذه الحقائق التي تدين نظام الأب القائد،ويضع احتمالات الدوافع لهذه التصاريح عبر الأسئلة التالية:
1-هل هي محاولة انقلاب أبيض يقوم بها الابن ليضمن نهاية عزيزة للأب؟.
2-هل هناك تخوفا من افتراض انقلاب ما معد للإطاحة بهذا النظام يُرتبه الأمريكان؟
3-هل السعي باتجاه أمريكا يعني الحصول على ضوء أخضر لقيادة الابن واستمرار القذافيين بالحكم ثلاثين سنة أخرى وتفويت الفرصة على الانقلابيين الجدد؟
4-هل مايجري هو توريث ثوري للحكم تصفق له الجماهير بشعارات مناقضة لشعارات الفاتح أبدا؟
حكام تلعب على براءة وخوف الشعوب مستهترة بقدراتها ،وشعوب لها دور واحد هو التصفيق للمتناقضات كيفما كانت على قاعدة-الوطن مزرعة لمن يحكمه-……وألله غالب.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أسوأ أزمة نزوح في العالم-.. الأمم المتحدة: مقتل أكثر من 12


.. الإفراج عن أسانج: انتصار لحرية التعبير؟ • فرانس 24




.. -حفاضات وكلاب واحتضان جثث-.. شاب فلسطيني يكشف تعرضه للتعذيب


.. جدل على وسائل التواصل بعد اعتقال عارضة الأزياء اليمنية خلود




.. المحكمة الجنائية الدولية تدين زعيما مرتبطا بتنظيم القاعدة با