الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاصوات النشاز

طه رشيد

2014 / 10 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


غالبا ما تتصاعد اصوات قبيحة عند الازمات لا تضيف للازمة الا توترا جديدا، وللاسف فان اصوات هؤلاء تنطلي على بعض الناس الطيبين الذين بدورهم يطلقون صيحاتهم بدافع العرق او الطائفة ! ولكن خطورة هذه الصيحات كونها تصب في نفس مجرى الاصوات المبرمجة الغثة التي لا تريد الا اعادة عجلة التاريخ الى الوراء ! فهي تكره الاكراد وتتهمهم بالعمالة الى اسرائيل او امريكا، ناسية ان الكرد شعب قدم الكثير على درب النضال الوطني والطبقي . واصوات اخرى تكره السنة معتقدة بانهم " شلع" عملاء لصدام متناسية ما فعله صدام بالسنة حين انتفض ضده الضابط الشهم محمد مظلوم . اما كره الشيعة فحدث ولا حرج، فاتهامهم بانهم ايرانيون او صفويون او رافضة اصبحت معروفة للجميع وينكرون عليهم حتى المقابرالجماعية التي خلفها صدام وصمة عار في جبين نظامه. هذه الاصوات النشاز تتلاقح وتتفاعل فيما بينها وتقدم التنازلات لبعضها البعض على مذبح الوطن وهي لا تمهد الطريق للحرب الاهلية فحسب بل تدعو لها نهارا جهارا على طريقة " عليهم يا اخوتنا النشامه عليهم".
قبل اسابيع اتهموا الكرد ببيع دشاديش للضباط والجنود الذي هربوا امام داعش في محيط الموصل، اي انهم يشجعون الجيش على الهرب !
اي منطق فظ لا ينسجم مع الحقيقة التي كشفتها بعد حين بعض القنوات الفضائية ووكالات الانباء والتي تحدثت عن البطولات التي تقوم بها فصائل البيشمركة والانصار الشيوعيين، والصامدين من الاهالي في مناطق عديدة،وبينهم عدد كبير من الشابات اللاتي قدن معاركا واستشهدن دفاعا عن شرفهن الوطني ..
هذه الاصوات النشاز التي ذكرتها تساهم مساهمة فعالة في اعلام "داعش" دون ان تدري، وان كانت تدري فتلك الطامة الكبرى !فكيف نواجهها وباي سلاح ؟ هل نستعير سلاح العدو؟ ام نستخدم سلاحا لا بد له ان يفوق سلاح العدو خاصة ونحن على يقين باننا على حق وكل الدواعش، من اي لون او جنس او عقيدة، على باطل . وان لنا امكانات تفوق امكانات العدو عدة وعددا، ومع هذا ينتصر الباطل على الحق !
والجواب ليس صعبا اذ انهم متوحدون على هدف واحد ونحن مختلفون على وطن واحد قابل ان يتشظى الى اوطان عديدة اذا ما استمر الحال على هذا المنوال، رغم ان بصيص امل بدأ يلوح في الافق بعد تحرير جرف الصخر من قبضة الدواعش.
ولكن لكي نحقق نصرا مؤكدا على مدى المستقبل، فليس امامنا سوى رفض الطائفية رفضا قاطعا والوقوف بوجه المحاصصة الطائفية واقرار قانون يحاسب كل من يحاول ان يمارس سلوكا طائفيا قولا او فعلا. والوقوف صفا واحدا بوجه الارهاب من اي جهة جاء.والبقية سطروها انتم اعزائي القراء !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوكرانيا تعتبر الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة خطوة تم


.. الناتو يعلن عن خطة شاملة لتسليح وتمويل الجيش الأوكراني




.. نافذة إنسانية.. شبح الجوع يعود إلى شمال غزة مع استمرار إغلاق


.. وزير الإعلام السعودي: دور الحكومة أصيل في تنظيم الحج ولا أحد




.. -عن روح أبي-.. طفل من غزة يوزع التمر صدقة عن والده الشهيد