الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العرب ... وثقافة القداسة

علوي أحمد الملجمي

2014 / 10 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


أخرج موسى قومه من ظلم فرعون وأنقذهم من جبروته وحررهم من سلطة الرب الأرضي. ولكنهم لما اعتادوا على العبودية قالوا لموسى: "اجعل لنا إلهًا كما لهم آلهة" يعنون صنمًا أو ربًا أرضيًّا يعبدونه ويقدسونه. إنها ثقافة العبودية.
لقد اعتاد العرب على التقديس والتبجيل، حتى إنهم لم يستطيعوا أن يفارقوها، فمن كفر منهم بولي القبر، ذهب إلى ولي الجامع، ومن كفر بالسابقين، آمنَ بولي الحزب والحركة، ومن كفر بالثلاثة اتخذ مثقفًا أو رمزًا أو زعيمًا أو ناشطًأ يعبده، ويبقى أسير فكره.
إنها عادة القداسة، التي لم تفارق العرب منذ أكثر من سبعة قرون، بعد أن عاش العرب أزهى عصورهم في غياب هذه القداسات، والأولياء و الآلهة الأرضيون.
أيها العرب ... أفي كل شيء لكم أولياء، في الدين والجوع والسياسة. حتى السياسة، لكل حزبٍ ولي حوله يطوفون، وباسمه يهتفون، يبجلونه ويقدسونه، في كل بيت صورته، وفي كل مقال ومنشور حمده وتبجيله. لكل قومٍ وليٌّ، قوله وفعله، وحربه وسلمه صواب. هو الحق، وكل الناس باطل.
إنَّ فكرة القداسة لم تعدْ حكرًا على التيار الديني، كما إن الولي (المُقَدس) لم يعد صاحب القبر والضريح فحسب. بل اتسع الخرق، وزادة الهوة؛ فأصبح أرباب السياسة والثقافة أضرحةً تمشي على الأرض. إنَّ ظاهرة تبجيل الأشخاص والآراء، والتي تتحول في ـ الغالب ـ إلى تقديس وعبادة تنتج جيًلا معاقًا في تفكيره، مستعبدًا في أفعاله.
ويكفي أي دارسٍ اجتماعي أو سياسي أن يقرأ مناوشات مواقع التواصل الاجتماعي ليرى بُعْدَ الشعوب العربية عن الحرية والتحرر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بدأت معركة الولايات المتأرجحة بين بايدن وترامب؟ | #أميركا


.. طالبة تلاحق رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق وتطالبها بالاستقا




.. بايدن يقول إنه لن يزود إسرائيل بأسلحة لاجتياح رفح.. ما دلالة


.. الشرطة الفرنسية تحاصر مؤيدين لفلسطين في جامعة السوربون




.. الخارجية الروسية: أي جنود فرنسيين يتم إرسالهم لأوكرانيا سنعت