الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مَرَّة

تغريد الكردي

2014 / 10 / 29
الادب والفن


تحتَ أشعّةِ الشمسِ الملتهبةِ يمشي مرتجفاً يُحدّثُ نفسَهُ كيفَ يتخلّصُ من هذا المَطَبّ , الليلة عُرسُهُ و خِطابٌ بيدِهِ " خطيبتُكَ كانتْ نزيلةَ مصحّةٍ عقليّةٍ ".. حاولَ إطالةَ الطريقِ ما استطاعَ , أخذتهُ الخطواتُ لمقهىً قديمٍ منزوٍ بينَ محالٍ فارهةٍ .. النسائمُ الباردةُ أعادتْ لهُ صمتاً هو بأمَسِّ الحاجةِ اليهِ و طلبَ فنجانَ قهوةٍ .. يُحرِّكُ أصابعَهُ حولَ حافّةِ الفنجانِ برجاءٍ و استسلامٍ عَلّهُ يُجيب السؤالَ " لماذا أُسَلِّمُ للقدرِ نفسي ؟ " .. يسمعُ والديهِ " هيَ فتاةٌ ممتازةٌ من عائلةٍ نعرِفُها لسنواتٍ .. لا تبقَ متردّداً , ثلاثونَ عاماً كافيةٌ , حاولْ البدءَ من جديدٍ ".. رسائلُ التهنئةِ على جوّالهِ تقطعُ أفكارَهُ و رسائلُ أخرى تُكرِّرُ عبارةً لا تتأخرْ . في شبّاكِ المقهى رأى عينيها للمرّةِ الاخيرةِ مليئةً بالدموعِ بعدَ أن صفعَها و هيَ تطلبُ منهُ " لنهربَ معاً.. أنا و أياكَ قادرونَ على تقريرِ مصيرِنا , لا تجعلْنا نسخةً مكرّرةً لكلِّ قصصِ العشقِ " .. لم تكن رغبةً في الحياةِ بحدِّ ذاتِها قدر ما كانتْ راغبةً بحياةٍ معهُ هوَ دونَ العالمِ.. جَفَّفتْ دموعَها.. أبتلعتْ كلَّ الغضبِ بلحظةٍ و بهدوءٍ انسابتْ كلماتُها " كلُّ شيءٍ فينا يأتي مرَّةً فقط.. الحبُّ , الحياةُ , الموتُ .. أشياءُنا لا تتكرَّر إمّا نأخذُها أو نعيشُ بدونِها " .. ودَّعَ الفنجانَ الباردَ بنظرةٍ يشكرُهُ " متأكِّداً ليستْ مرّتكَ الأولى تسمعُ و ترى ما رأيتَ " .. إكتملَ العرسُ .. و لسنواتٍ أخرى تَعوّدَ الجلوسَ في ذاتِ المقهى القديمِ يروي لفنجانٍ باردٍ قصّةَ عاشقةٍ ساقَها قدرٌ مجنونٌ ذاتَ مرَّةٍ لمصحّةٍ عقليّةٍ .. و استسلَمتْ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنانة الجميلة رانيا يوسف في لقاء حصري مع #ON_Set وأسرار لأ


.. الذكرى الأولى لرحيل الفنان مصطفى درويش




.. حلقة خاصة مع المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي وأسرار وكواليس لأ


.. بعد أربع سنوات.. عودة مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي بمشاركة 7




.. بدء التجهيز للدورة الـ 17 من مهرجان المسرح المصرى (دورة سميح