الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من رسائل مليكة مزان المفتوحة إلى أحمد عصيد ( 3 )

مليكة مزان

2014 / 10 / 29
الادب والفن


احتجاجاً على موتكَ بداخلي ..
سأشعل حرائقي ...
سأدلي بحقائقي ...

موتكَ بداخلي نزيف يصيب الوطن بفقر في الدم .
وأنا ، تعلمُ ، من أي نزيف أخاف على وطني !

لو كان موتك عادياً لهان الأمر ، فـ " الموت ليس هو الخسارة الكبرى .. الخسارة الأكبر هو ما يموت فينا ونحن أحياء " .

ملعون ، إذاً ، هو " يوبا " ، كل " يوبا " ... !
ملعونٌ من لا يستحق أوجاع أنثاه !
ملعونٌ من ، في شريعة الحب ، يصنع تعاسة امرأة !
ملعونٌ من ، وراء كل باقة ورد ، يخفي لؤمه القاتل !

ملعون هو ...
ملعون ...
ملعون ...

***

لأنك الملعونَ أبداً ستمضي ، ها هي سيلينا ، ثاني ضحاياك بعد نوميديا ، يسوقها إليﱠ-;- الوجعُ فتطرق أبواب ضميري المستيقظ دوماَ .

تطرقها ، لا لتصرخ في وجهي كأيما امرأة تغار عليك حد الجنون :

ـ اسمعي ، سيدتي ، إنه حبيبي أنا . هو لي وحدي ، عليك بنسيانه !

بل تطرقها لتدلي بشهادتها الموجعة على هامش سماعها لخبر موتك بداخلي .

تطرقها ، وقد اتخذت قرارها التاريخي الإنساني الشجاع بضرورة مساعدتي على إعادة موميائك إلى ضريحها الملكي القديم .

تطرقها ، ودون أن تنتظر مني إذناً بالدخول أراها تندفع نحو الداخل ، وأراني أقول لها بما تستحقه مومياؤك من مراسيم دفن جديد ، وبما يليق بامرأة مثلها من ترحيب :

ـ مرحباَ أيتها العاشقة المتوسطية ، ترى ما الذي دعاكِ إليﱠ-;- فجأة ؟

أهو أحد ملاعينكِ أم ماذا ؟

ثم مستدركة أقولُ :

بل معذرة ، معذرة ، تفضلي أولاً بالدخول .

***

وكأنها لا تجد وقتاً لتشكرني على ترحابي أسرعت إلى أول أريكة في غرفة الضيوف المميزين لتجلس على حافتها وتقول :

ـ صاحبة " أنت اكتشافي الأليمُ " ، دعاني إليكِ عجزي عن معرفة كيف أصالحه دون أن أعود إلى مخاصمته ، وكيف أخاصمه دون أن أسرع لأن أصالحه !

وبلغتك ِ :

دعتني إليكِ حيرتي في كيفية إحيائه دون أن أضطر إلى إماتته ، وكيفية إماتته دون أن أضطر إلى إحيائه ...

قلت ضاحكة :

ـ بلغتي هو مومياء تستحق عناء كل عالمة آثار مثلي ، عالمة يدهشها في البدء اكتشاف المومياء العجيبة ، لكن حين تقف على مختلف التعفنات التي تهدد المومياء تفضل أن تعيد كل ما اكتشفته إلى أسراره القديمة .

أما بلغتك فهو رجل يستحق أن تعجز ، مثل عجزك هذا ، كل امرأة تورطت في حبه .

وسواء كان رجلاً مومياء ، أم مومياءَ رجل سيبقى دائماً ذاك الاكتشاف المذهل المؤلم ، لذا اهدئي ، عزيزتي ، لست الوحيدة من مضت تحتار في أمره .

تسرع سيلينا مبتسمة في مكر إلى أن تقذفني بهكذا سؤال :

ـ هل تريدين القول بأنك المتورطة أيضاً في اكتشافه ، الحائرة دوماً إزاء حبه ، العاجزة عن اتخاذ أي موقف واضح منه مثل كل عشيقاته ؟

قلت :

ـ أجل ، أنا كذلك تماماً .

ردت سيلينا ساخرة :

ـ هذا قد يجعل لجوئي إليك حماقة ومضيعة للوقت ، لكن لا بأس ، لنحاول معا أن نصنع خلاصنا النسائي الجماعي من هكذا اكتشاف . قولي فقط من أين نبدأ خلاصنا منه ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟


.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا




.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس