الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعد أن نفدناه

احمد الطالبي

2014 / 10 / 29
الحركة العمالية والنقابية



حدث الإضراب العام يستحق أن يتناوله الجميع بالدرس و التحليل و إبداء الراي ، وذلك من أجل استكناه مضامينه وربطه بسياقاته ، وكذلك ربطه بمتطلبات المرحلة و استشراف المستقبل ، من حيث هو مستقبل أجال قادمة ، ستسائلنا يوما عن ما قدمناه لها ، كنقابات ، بل حتى كأفراد واعين بما يتطلبه الدفاع عن مستقبل البلاد واستقرارها ، ليس من منظور الإستبداد، بل من منظور المواطنة و الحقوق و الكرامة و العدالة الإجتماعية ، حتى نرسم ذلك الخط الفاصل بين النظرتين إلى مفهوم الإستقرار : نظرتنا و نظرتهم ....

ففي السياق إذن جاء الإضراب ، بصيغة -العام- بعد مرحلة من التوثر الذي عاشته مختلف بلدان شمال إفريقيا للمطالبة بالديمقراطية ، والعدالة الإجتماعية ، والتي أوصلت الحركات التي ترفع شعار - الغسلام هو الحل ، إلى مواقع السلطة والحكم ، غير أنه لم يترتب عن ذلك سوى مزيدا من الإستبداد ونكران الحقوق والتضييق على الحريات الجماعية و الفردية ، مما أفرغ تلك الإنتفاضات من أي مضمون تقدمي ، ....

لم يخرج المغرب عن تلك الحالة ، إذ لم يفرز حراكه سوى ، مسخا سياسيا ن صاحبته تراجعات خطيرة على مختلف المستويات ، وتجلى ذلك المسخ في أكذوبتين :

- أكذوبة الدولة في الإصلاح بحيث يشعر لمرء أن لا شيء تغير بالنظر إلى الإعتقالات المستمرة و الشطط في استعمال السلطة ، وتوظيف الدين من طرف الدولة بغرض إعاقة الإنتقال إلى الديمقراطية و الحداثة ، وكذا تعزيز نفود المخزن في أجهزة الدولة ....

- أكذوبة بنكيران ، في محاربة الفساد و الإستبداد ، وتحقيق نسبة نمو اقتصادي تخرج المغرب من عنق الزجاجة الذي لم يكن سوى بسبب الفساد و الإستبداد الذي بموجبه تتخذ ثروات الشعب المغربي طريقها إلى أرصدة المفسدين ...

في هذا السياق ، وبعد استنفاد كل الإمكانيات وبعد باطة الجأش و الصبر الذي تحملت الشغيلة المغربية الكثير من تبعاته ، جاءت الدعوة إلى إضراب عام وطني إنذاري من أجل دق ناقوس الخطر ، وتحميل الحكومة مسؤولية ما سيترتب عن عدم الوفاء بالتزاماتها ، وهو ما يجب أن تقوم به أخلاقيا خارج ضغط الإضراب ، و إلا فهي : حكومة مارقة ، عاصية ، كافرة بالوطن ، يعني حكومة صوابص ...

ومشروعية الإضراب يستمدها من دستور البلاد أولا ، ثم من مشروعية المطالب العادلة للشغيلة ثانيا ، و أخيرا يستمدها من صبر النقابات و الشغيلة معا طيلة مدة ، وهي تواجه تعنث الحكومة و سخرية بنكيران ومزايداته الفارغة ، بل وخبثه عندما يستعمل كلمة - المغاربة- في تخريجاته ، كأن الشغيلة و كل المناضلين ليسوا مغاربة ، وقد بات الآن واضحا
أن المغاربة الفقراء وهم سواد الشعب ، ساخطون على بنكيران وعلى الدولة معا .. خاصة و أن الدولة سخرت كل أجهزتها للتشويش على الإضراب مما يعتبر نوعا من القمع و التهديد ، وقد تورط بنكيران وبوقه الخلفي في هذا التحريض على الشغيلة بكل الوسائل ، لكن رد الأخيرة كان قاسيا في تنفيد القرار ، مما يعزز مصداقية قرار النقابات ...

و إذا كان من دروس يجب استخلاصها ، فيمكن أن نقول اختصارا :

- أن الحكومة برفضها الحوار تهدد استقرار البلاد ، وعليها أن تتحمل مسؤوليتها ، بل يجلب على الشعب محاكمتها ...
- على النقابات أن تعزز مكتسب الوحدة النضالية التي تجلت في القرار الموحد ، كما عليها أن تصلح أعطابها الداخلية بتعزيز الديمقراطية ، والرفع من مستوى الوعي و التأطير ...
- على الشغيلة أن تستوعب خطورة العدمية و النقد المجاني الذي لا يخدم مصالحها في شيء ، بل مفروض فيها المساهمة في بناء النقابة من الداخل و ليس هدمها من الخارج ، فتلك خدمة غير مؤدى عنها للمخزن ...

وكل إضراب عام وبلدي و الشغيلة بألف خير ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصوات من غزة| في يومهم العالمي.. العمال يعانون البطالة وقسوة


.. لمن ستذهب أصوات العمال الأميركيين في الانتخابات المقبلة؟




.. كل يوم -د. أحمد غنيم لـ خالد أبو بكر: قانون التأمين الصحي ال


.. الشرطة في جورجيا تفرق محتجين حاولوا اقتحام البرلمان احتجاجا




.. العالم الليلة | عنف الجامعات يثير انقساماً في أميركا.. وجورج