الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تونس بعد مسرحية الانتخابات في 26 أكتوبر انتظروا التقاء أقوى البيروقراطيات في السلطة: التجمع العائد والنهضة

بشير الحامدي

2014 / 10 / 29
مواضيع وابحاث سياسية



الثورة لا تستدعي أحدا من خارج مسارها ليحقق أهدافها.
الانتخابات لا تحقق شيئا لا من الديمقراطية من وجهة نظر الأغلبية التي لا تملك ولا من الحقوق الأخرى لهذه الأغلبية: إنها مجرد خيار من خيارات أخرى ضد الأغلبية لديمومة النظام القائم.
في الوضع الحالي في تونس الانتخابات لم تفرز ثوريين للبرلمان البرجوازي بل أفرزت بيروقراطيات حزبية ببرامج لبرالية ضمن سيرورة انقلابية بدأت منذ هيئة بن عاشور مرورا بانتخابات 2011 وصولا إلى حكومة مهدي جمعة وانتخابات أكتوبر 2014 .
الوضع برمته هو وضع استكمال قوى الانقلاب على مسار 17 ديسمبر لكل عناصر انقلابها.
انتخابات 26 أكتوبر لن تغير شيئا في الأوضاع كما يتوهم البعض. لقد كانت فقط لتشريع وضع اكتملت شروطه في الواقع : وضع السلطة في يد أقوى البيروقراطيات الحزبية المرتبطة بمافيا المال والسلاح والإعلام وبالقوى الاستعمارية.
الانقلاب استكمل كل عناصر انقلابه.
القوى الاستعمارية يعنيها تحقيق ـ استقرار في وضع مأزوم ـ عموما في بلد كتونس.
تونس ليست مصر.
وضع ـ استقرار في وضع مأزوم ـ في مصر حققه الجهاز الأكثر تنظيما : العسكر
في تونس الوضع مغاير ـ استقرار في وضع مأزوم ـ ستحققه أقوى البيروقراطيات الحزبية.
لذلك انتظروا التقاء أقوى البيروقراطيات في السلطة النداء والنهضة.
لا تنسوا فالتحالفات لا يمكن أن تناقض المصالح السائدة على الأرض.
مصالح مافيا الانقلاب ومصالح القوى الاستعمارية المرتبطة بها ستحتم أن يضع التجمع العائد يده في يد النهضة وليلتحق من يريد أن يلتحق.
هذا هو الانقلاب وهذه هي مساراته. وهذا ما ستؤدي إليه انتخابات 26 أكتوبر 2014
وضع كهذا سيتطلب عودة كل الشركاء إلى مائدة الوفاق الطبقي باسم المصلحة العليا لتونس والاستقرار ومكافحة الارهاب ووو.
الوفاق الطبقي سيتزعمه في هذا الطور البيروقراطيتان الأكبر تمثيلية في البرلمان الانقلابي : النداء والنهضة.
بيروقراطية الاتحاد الاعم التونسي للشغل والتي لعبت هذا الدور سابقا ستجد نفسها مجردة من هذه الزعامة التي طالما اتخذتها واق لخفاء خيانتها للمسار الثوري. البيروقراطية النقابية ستجد نفسها من جديد بين سندان الحكومة ومطرقة قواعدها التي لن تستطيع تلجيمها إلى مالا نهاية ضد الدفاع عن مصالحها في وجه حكومة ستواجه الطبقات الفقيرة من أول يوم تتكون فيه بإجراءات استغلال وتفقير جديدة مؤلمة.
وضع الوفاق في ـ الفوق ـ سيواجهه وضع رفض في ـ التحت ـ وهذا الرفض سيتطور إلى حالة احتجاج فانتفاض ليؤكد ما دأبنا على الإصداح به دوما وهو أن المهام التاريخية للأغلبية لا تتوقف عند الاحتجاج والانتفاض بل مطلوب أن تستقل هذه الأغلبية سياسيا وتنظيميا عن النظام و أجهزة النظام و أن تواجه مسلحة باستقلالها الذاتي فمهامها تبقى دائما تحطيم مركزية النظام وإسقاطه والإطاحة بالطبقة السائدة وبالقوانين السائدة .
مهام الأغلبية هي فرض قوانين الأغلبية وليس الخضوع لديمقراطية الأقلية التي تملك.
مهام الأغلبية هي افتكاك كل ما يعود إليها في الحاضر والمستقبل والماضي أي كل الموارد والحقوق.
لاشيء يمكن أن يتغير دون ذلك.
لاشيء يمكن أن يتغير ما دمنا في مربع الأحزاب والجمعيات والشخصيات والشاشات والمبادرات والمؤتمرات والانتخابات...
لاشيء يمكن أن يتغير دون تلك الخطوة العملاقة في اتجاه القاع الاجتماعي الجذري : الخدامة والبطالة والشباب وكل المفقرين والمبعدين والمهمشين يعني الطبقة التي لا تملك ودون استقلال هذه الملايين تنظيميا وسياسيا عن ممثلي رأس المال.
لاشيء يمكن أن يتغير إن لم يعد هؤلاء للنضال ومواصلة تنفيذ المهام الثورية على القاعدة الطبقية الاجتماعية الاقتصادية.
لاشيء يمكن أن يتغير إن لم نعد للتعبئة على الحق في الشغل وعلى المحاسبة وعلى المديونية وعلى السيادة وعلى الحق في الموارد والثروة والقرار يعني مطالب الأغلبية التي صاغها 17 ديسمبر الثوري في شعار جامع :الشعب يريد اسقاط النظام.
ـــــــــــــــــــــ
بشير الحامدي
29 أكتوبر 2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هل يحلم الكاتب بالسلطة البروليتارية في تونس اليوم؟
حميد خنجي ( 2014 / 10 / 30 - 18:29 )
شكل من اشكال الوجود خارج التاريخ.. والعيش -هنيئا- في جزر الوقواق، البعيدة عن حقائق واقع العالم المعاصر

اخر الافلام

.. فوز الغزواني برئاسة موريتانيا وخصمه يشكك في النتائج |الأخبار


.. ما السيناريوهات المتوقعة في الجولة الثانية من الانتخابات الت




.. نتائج الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية.. هل هي


.. الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية بفرنسا.. تحالفات ومسا




.. ملء خامس لسد النهضة.. كيف تتفاعل مصر مع إعلان إثيوبيا؟ • فرا