الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنجيلهم وقرانهم مزيف

كور متيوك انيار

2014 / 10 / 30
السياسة والعلاقات الدولية


إنجيلهم وقرانهم مزيف

كور متيوك
عندما تقدمت الوساطة الايقادية بالورقة الاطارية للحل ، لاطراف الصراع في اواخر شهر اغسطس من العام الحالي والتوقيع عليها من قبل رؤساء الايقاد وبعد استئناف المفاوضات ، خرج البعض يتحدثون إن البروتوكول هي بمثابة انجيل وقران ، ولن يقبلوا اي تفاوض حولها رغم الخلاف الكبير من قبل الاطراف الاخرى ، وهم بذلك حاولوا إن يغلقوا الباب امام اي وفاق واتفاق يعيد البسمة الى هذه البلاد الحزينة والمتوشحة ببياض الحسرة والالم منذ الخامس عشر من ديسمبر 2013م .
الوضع اصبح الان اكثر اتضاحاً من سابقاتها ولقد ابدى الاطراف واكدا على جاهزيتهم لتوقع اتفاقية للسلام وكيف يريدان ذلك . رفض زعيم التمرد د. رياك مشار التوقيع على البروتوكول في اغسطس اشاحت في نفق السلام الضبابية وعدم اليقين حول امكانية تذليل العقبات وتقريب وجهات النظر بين الاطراف لطي صفحة الحرب في هذه البلاد الذي عاني شعبه الكثير من ويلات الحرب .
إن الورقة الاطارية التي تم التوقيع عليها من قبل فرقاء الحركة الشعبية بتنزانيا مهد الثورات والتحرر الافريقي فتح باباً يدخل منها السلام ، رغم صعوبة اعادة توحيد الحركة في المدى القريب إلا إن الاطراف ربما اصبحت مستعدة اكثر من اي وقت مضى للعمل من اجل السلام واعادة الاستقرار ، وإن قبول الرئيس كير بفكرة توحيد الحركة من اساسها بغض النظر عن الفكرة من عدمها ، وتعهده بإزالة كافة العقبات التي تعيق التوصل الى اتفاق للسلام ومنها إقالة مستشاره للشؤون القانونية والذي اكد رفض البرلمان تعيينه وزيراً للعدل العام الماضي بعد جولات ماراثونية ، إلا إن كتلة الحركة الشعبية الذي يسيطر على البرلمان رفض ذلك باغلبية ساحقة بعد التصويت وهذا يؤكد إن قطاع عريض كانت لها مواقف تجاهه من قبل الاحداث ومازالت .
سيواجه الرئيس معارضة شديدة من قبل المستفيدين من الوضع بشكله الحالي وسيحاولون بكل ما يملكون من اجل ثني الرئيس في اتخاذ تلك القرارات لكن ما يجب إن يدركه هولاء إن الاوان قد فات لمقاومة التغيير واعادة الوضع الى ما قبلها والى الافضل لذلك عليهم القبول بالوضع الجديد الذي يدعمه الشعب بكاملها ويعض اليها بالنواجز .
ومن المؤكد إن د. رياك مشار سيواجه معارضة شديدة ايضاً داخل قواته وقادته السياسيين وخاصة فيما يتعلق بفكرة توحيد الحركة إلا إنه لقادر على اقناعهم بان السلام اهم من الاستمرار في الحرب ومحاولة اقصاء احد اللاعبين من المشهد ، وطالما إستطاع إن يجمع كل هولاء حوله في وقت الحرب فلابد إنه يستطيع توحيدهم خلفه ليعملوا من اجل السلام ومن اجل الشعب في مناطق القتال والنساء في مخيمات اللاجئين بدول الجوار ، وداخل البلاد في كل من اعالي النيل ، جوبا ، جونقلي ، وتقارير المنظات العاملة في تلك المخيمات تشير الى تردي الوضع الصحي ، بالاضافة الى ارتفاع حدة التحرشات الجنسية والاغتصابات ، لذلك من المهم جداً إن يعمل الجميع من اجل السلام .
لقد كان واحد من اكبر التحديات التي تقف امام التوصل الى اتفاق للسلام هي قضية الفيدرالية واستطاع الاطراف الاتفاق حوله بشكله العام ، بالاضافة الى صلاحيات رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والتقارير الصحفية تشير الى ان هناك تقدماً كبيراً حصل في هذا الصدد خاصة بعد القمة المصغرة لرؤساء الايقاد التي عقدت في جوبا مؤخراً حيث اشير الى موافقة الحكومة على منح رئيس الوزراء بعض الصلاحيات التنفيذية لادارة الحكومة وتاكيد الحكومة استعدادها الكامل للعمل مع الحركة الشعبية في المعارضة ( التمرد ) وبقية اصحاب المصلحة وهذا يعد اختراقاً كبيراً منذ بدء التفاوض .
رغم هذا التقدم الكبير في اتجاه السلام إلا إن اصوات متسلقين للاسفل بدلاً من الصعود الى الاعلى طفت للسطح رافضة الاساس الذي قام اليه اجتماعات اروشا وهي اعادة توحيد الحركة ، رغم انهم كانوا اكثر الناس دفاعاً عن بقاء الحركة الشعبية متحدة ، وهذا يؤكد إنهم كانوا يخدعون الشعب بادعاء القومية لكن عندما ادركوا ؛ إن بقاء الحركة متحدة يمكن إن يكون حقيقة لامحالة واصبحت مسالة وقت ، راجعوا انفسهم ليعبروا عن حقيقة ما يجيش بهم دواخلهم ، وهم نفس الاشخاص الذين اعتقدوا في بادئ الامر إن تشظي الحركة سيعود اليهم بالنفع وشغل مناصب كبرى ، لكنهم انتظروا ... وانتظروا ... وانتظروا ... وانتظروا ... وانتظروا ... وانتظروا ... حتى ملوا الانتظار ؛ فخرجوا يصرخون للشعب معتقدين إن الشعب لايراهم ولايسمعهم ، لكن كان الشعب يسمعهم ويعرف ماذا يريدون لذلك لم يشغل احد باله بهم لانهم في خاتمة المطاف سيكشفون عن حقيقة انفسهم ، ولم يخذلوا الشعب .
إنهم نفس اولئك الذين خرجوا قبل هذه الاحداث يقسمون الحركة الشعبية الى ثلاثة مجموعات واليوم ايضاً خرجوا ليعيدوا نفس التقسيمات ، ولقد تناسوا إنهم سبقوا وتقدموا بنفس الاطروحات من قبل ومر الايام ومايقارب العام لكن لخيبة املهم الكبير ، فالشعب يريد إن يعود اكثر تماسكاً ووحدة من ذي قبل ، وهم الان يشعرون بالوحدة ، يشعرون بالعزلة القومية لذلك يحاولون القيام بما يمكن ربما ينجحون لكن هيهات وهيهات فإرادة الشعوب تنتصر دوماً .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد زيارة بوتين للصين.. هل سيتحقق حلم عالم متعدد الأقطاب؟


.. كيربي: لن نؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح وما يحدث عمليات




.. طلاب جامعة كامبريدج يرفضون التحدث إلى وزيرة الداخلية البريطا


.. وزيرة بريطانية سابقة تحاول استفزاز الطلبة المتضامنين مع غزة




.. استمرار المظاهرات في جورجيا رفضا لقانون العملاء الأجانب