الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وانتخبنا ......أصوات سرقت ,ومع ذلك تونس انتصرت

سيدة عشتار بن علي

2014 / 10 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


وانتخبنا ....في الحبر البنفسجي غمسنا الأصابع وبصمنا ....فعل بسيط لكنه يصنع مصيرا ...توجه التونسيون الى صناديق الاقتراع وفي داخل كل واحد منهم زفرة مكتومة ,زفرة بحجم قرون من الألم والمعاناة فما تجرّعه التوانسة في فترة حكم الاسلاميين سيظل محفورا في الذاكرة ..كفّرونا وجوّعونا وذبّخوا أبناءناوجنودنا بايادي دواعشهم الّتي فتحوا لها الابواب على مصراعيها ....اغتالوا خيرة مناضلينا ومثقفينا ....انتهكوا حرمة وطننا نكّسوا علمنا ...سخروا من تاريخنا ..لم يفقد التّونسي ذاكرته وهو في طريقه الى مراكز الاقتراع ففي الذّاكرة كانت تغلي صور ابناء سليانة الّتي فقأت أعينهم برش الاخوانجية ....في الذاكرة صوت نحيب المغتصبة التي اغتصبها زبانيتهم لانهم ضبطوها في خلوة مع حبيبها ,صدى عويل الثكالى الحاضنات لجثث ابناءهم الجوعى التي لفظها البحر في نفس الليلة التي كانت فيها حكومة النهضة تقيم فيها الاحتفالات والليالي الملاح من اموال شعب جائع ...لم يغادر الذاكرة التونسية ايضا صور مناضلينا ومثقفينا الذين وقع اغتيالهم بالرصاص والسم ..جنودنا الذين وقع ذبحهم من الاذن الى الاذن لحظة الافطار في شهر مقدّس.. اعتداءاتهم على الفنانين والمثقفين ...ابناءنا المراهقين الذين استغلّوهم وقاموا بغسل أدمغتهم ودمروا حياتهم بارسالهم الى الجهاد في سورية في نفس الوقت الذي كانوا يرسلون فيه ابناءهم الى امريكا وفرنسا لحمايتهم ومواصلة دراستهم ...لم يفقد التّونسي ذاكرته واختار الوفاء لوطنه ...اختار الحياة لم يغتر بشطحاتهم الانتخابية فقد عرفهم وخبر كل اساليبهم ...لم يهزم الجوع ابناء تونس ....لم تنفع معه الرشوة ...لم يبع صوته كرامته فقد اصبح مؤمنا بان الكرامة قبل الخبز ....اصبح يعرف ان هؤلاء يضحكون على العقول والذقون باسم الله ورسوله ...اصبح يدرك ان هؤلاء لا يعترفون لا بدولة المؤسسات ولا بقانونها ودستورها وسوف يخيرونه بين ترشف رضاب الافعى قطرة قطرة وبين ركوعه بين يدي دواعشهم لتضاف رأسه الى جبال الرؤوس المكدسة عبر تاريخهم ....كل المؤشرات قبل ايام من الانتخابات كانت لا تنبئ بخير والتونسي كان يعاني من حالة احباط شديد وهذا ما يفسر الصمت الذي اختاره الكثيرون فالصدمة والاحساس بالذنب والشعور بالاجدوى التجربة جعل الكثيرين يمتنعون عن التصويت بعد ما شهدوه في تجربتهم الانتخابية الاولى بعد الثورة وما جرته عليهم من وبال اضافة الى المساعي الحثيثة التي كان الجماعة ...جماعة النهضة يقومون بها وكل الدلائل كانت تشير الى انهم سينجحون هذه المرة ايضا في استحمار عقول الاغلبية وشراء ذممهم كما المرة السّابقة مراهنين على فقدان الذاكرة امام اغراء المال مستغلين في ذلك الفقر والجوع الذي عملوا ما بوسعهم لترسيخه حتى يتسنى لهم الدوس على بطون البؤساء لابتزاز بصماتهم واصواتهم عند الحاجة اليها مطبقين بذلك حكمة الطغاة جوّع كلبك يتبعك والجوع كافر كما يقال هذا اضافة الى الصّمت المشبوه حول مصادر تمويل هذا الحزب والذي ثبت حسب عدة اخبار وبراهين ان مموّل داعش هو نفسه مموّل الاخوانجية والاخطر من ذلك هو مساعيهم للتزوير في نتائج الانتخابات عبر اختراق فروع الهيئة العليا للانتخابات حسب الملف الاستقصائي الذي اعده الصحفي معزّ الباي وقامت بنشره آخر خبر فالهيئة العليا حسب هذا الملف مخترقة بنسبة 60 أو 80 بالمائة من طرف النهضة وجميع هذه المظاهر والممارسات من تلقي اموال خارجية ورشوة وشراء الاصوات تدخل في باب الفساد السياسي وهو مصطلح يشير الى انتهاك مبدا النزاهة ولا شيء يدل على أن هناك رقابة ومحاسبة من شأنها ان توقف كل متجاوز عند حدوده وحسب القانون ....كل هذا جعل نسبة كبيرة من التونسيين تعيش حالة من الاحباط كانت نتيجته قرارهم بمقاطعة الانتخابات فما الجدوى من بصمتي مادامت النتيجة محسومة مسبقا ....المهم دعنا من الصامتين ولنتحدث عن المصوتين ومن ساهموا في تغيير مصير تونس وما شهدوا عليه أثناء هذه الانتخابات ....مهازل حدثت ومع ذلك تونس انتصرت ...تجاوزات لا يمكن لقطيع من الحمير ان يسكت عنها سوف ينهق ويشهق رفضا وتنديدا وكل الدلائل كانت تشير ومازالت الى تواطئ الهيئة العليا للانتخابات عيني عينك مع حزب النهضة والعمل قدما على دفعه للفوز واغتصاب اصوات التونسيين او طمسها ان كانت لا تخدم النهضة فالهيئة لم تحاسب هذه الأخيرة على التمويلات الخارجية لدعم جملتها الانتخابية وهذا مخالف تماما لما تنص عليه الشروط العالمية لقيام انتخابات حرة نزيهة والمال السياسي لعب دورا كبيرا في هذه الانتخابات على حساب الاحزاب التي كانت تعتمد على تبرعات المنتسبين اليها مثل حزب الجبهة الشعبية هذا اضافة الى ان اغلب رؤساء مكاتب الاقتراع كانوا من النهضاويين الملتحين وذوات الحجاب النهضاوي بامتياز
محاولة تعطيل سير المراقبة ومنع المراقبين المعينين من طرف الاحزاب المنافسة للنهضة من القيام بحقهم وواجبهم ومضايقتهم وانا شخصيا كنت حاضرة على عين المكان ولاحظت ذلك
_أغلبية التوانسة المقبلين على مكاتب الاقتراع أسماؤهم غير موجودة ضمن سجلات الهيئة الفرعية رغم انهم كانوا مسجلين وهذا حصل في تونس كما حصل في الخارج
_في بعض المكاتب التي تغيرت دون أي إشعار مسبق ، الناخبون النهضاويون،وصلهم العنوان الجديد عن طريق رسائل خاصةوما خفي كان أعظم
كلّ هذه المهازل والتّجاوزات لم نسمع صوتا يدينها من الهيئة العليا اللّامستقلّة للانتخابات فقد كان كل تركيزها موجّها نحو ايجاد حلول او اختلاقها لتذليل الفارق بين حزب نداء تونس وحزب النهضة ......أصوات سرقت ,ومع ذلك تونس انتصرت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ومع ذلك جاءت النهضة في الرتبة الثانية
عبد الله اغونان ( 2014 / 10 / 31 - 11:26 )
انتخبنا
لانعرف بالضبط على من تعود نا الدالة على الفاعل؟

المهم أن النهضة قدمت تضحية باستحقاقاتها قصد وأد الفتن

ودفعت جراء ذلك جزءا من شعبيتها اذ لامها كثير من أنصارها على التساهل وعدم

القيام بما خولوها القيام به

لكن النهضة مع ذلك مازالت في الصدارة والأكثر تنظيما وعاد فلول بن علي من النافذة

النهضة رابحة في كل الحالات فان شاركت في الحكم فبشروطها

وان كانت في المعارضة فأنصارها والمعارضون الجدد يسكونون معها

الديمقراطية ليست الاعتراض على فوز الاسلاميين والترحيب بفوز سواهم

فالمشاكل ليس لها اتجاه سياسي انها هي مع هذا وذاك

وسنرى الكرة في ملعبكم

وهنيئا على الفوز النسبي ياااااااا سيدة بن علي ...هههههه


2 - تحية تقدير و احترم للشعب التونسي
Jugurtha bedjaoui ( 2014 / 11 / 1 - 15:12 )
تحية تقدير و احترم للشعب التونسي و عمر طويل للبجبوج الرايس كما اتمنى من النور الدي غطى تونس الخضراء ان يواصل مسيرته الى كل ربوع شمال افريقيا ويطفى الظلام مرة واحدة وبلا رجعة تحياتي

اخر الافلام

.. فخر المطعم اليوناني.. هذه أسرار لفة الجيرو ! | يوروماكس


.. السليمانية.. قتلى ومصابين في الهجوم على حقل كورمور الغازي




.. طالب يؤدي الصلاة مكبل اليدين في كاليفورنيا


.. غارات إسرائيلية شمال وشرق مخيم النصيرات




.. نائب بالكونغرس ينضم للحراك الطلابي المؤيد لغزة