الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنصار الله.. السلاح والديمقراطية

أنس القاضي

2014 / 10 / 31
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


على "الحوثيين" التحول إلى حزب سياسي وترك السلاح ، بهذا الصيغة ينادي البعض ،ومن واقع مسئولية وطنية أكثرهم ، مع أنه ليس هناك تعارضاً بين السياسة والسلاح ، فالحرب الشعبية هي تمظهر سياسي للصراع الاجتماعي (الطبقي) وحل ديالكتيكي للتناقضات ، أو ممارسة ثورية للأيدلوجية السياسية ؛ فالبندقية أداةً سياسية ، وأحزاباً عُمالية/ إشتراكية عريقة تمتلك السلاح ، وتشارك في العملية الانتخابية ، وبعضها في العمل السري كالشيوعي الهندي "النكساليين" ، وغيره ، وبعضها في كفاح جبهاوي كحزب العُمال الكُردستاني والإتحاد الديمقراطي في سوريا ،وأحزاب وحركات مقاومة كحزب الله اللبناني، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والمقاومة السورية لتحرير لواء اسكندرون ، وغيرها ووضعها مُختلف في ظروف الاحتلال، لكنها تناضل نضالاً سياسياً بحتاً، فلا تعارض بين السياسة والعمل المسلح ،وما فصائل الحزب الاشتراكي اليمني الأولى إلا جبهات ومُنظمات مُسلحة وقطاعات فدائية ، وكل الأحزاب الماركسية اللينينة في العالم تؤمن بالعمل المسلح، وإن كانت في هذه الفترة تناضل سلمياً ، لمتغير دولي له علاقة بتوغل الرأسمالية وسيادة القطب الإمبريالي الأمريكي الواحد وهذه الحالة تزول الآن بقطب أخر صاعد ،إنما هل يجب على كل هذه الأحزاب في العالم أن تترك بنادقها ليعترف بها نُشطاء دكاكين المجتمع المدني الأمريكي بأنها أحزاباً سياسية .
الطلب يجب أن يُطرح بشكل أخر وهو على أنصار الله ترك السلاح والالتزام بالديمقراطية (اللبرالية /الإصلاحية) في الوصول السلمي إلى السُلطة والتغير (الإصلاحي) للنظام ، لا التغير الجذري ، و- أنا- مع جزء من هذا الطلب وهوَ انتهاج الديمقراطية ،وأختلف مع جزئية (إصلاح النظام) الذي بُني على أساس طبقي لخدمة أعداء الشعب الطبقة المُتخمة من جوعه وعرقه وتشرده ودمه ، كما أن الأحزاب الشيوعية تؤمن بالتحول الديمقراطي السلمي ، من بعد موجة الديمقراطية التي جاءت من بعد عام 90 ، وإن كانت ديمقراطية غربية ، إلا أنه من المهم أن تؤمن بها الجماهير وتكتسبها في إطار إيمانها في النضال لنيل حقوقها ، مع احتفاظ كل بلد بخصوصياته ،التي قد تتقبل العمل المسلح ويكون أكثر جدوى، أو التي يكون بها العمل السلمي فعالاً ومؤثراً ،و هي قطعاً خصوصية علاقات وأنماط الإنتاج وشكل الدولة ، وليست خصوصية ثقافية بتنوعها فهي عامل ثانوي ، ومازال العمل المُسلح في اليمن فاعلاً ، فلم تُبنى بعد القاعدة المدنية والديمقراطية بعد التي تؤمن النضال السلمي ، واليمن ليست بحاجه إلى تغير الشكل الانتخابي إلى قائمة نسبية وفقط، كما كانت تناضل أحزاب اللقاء المُشترك ، بل بحاجة إلى إسقاط المراكز المُسيطرة عسكريا واقتصاديا والبناء من جديد،على اُسس وطنية، و خارج يد الوصاية الأمريكية التي وضعت سُمها في كل شيء في أحزاب البلد وتوجه وإعلامه واقتصاده وجيشه واستخباراته ومناهجه ..الخ
على أنصار الله ترك السلاح لا خلاف على هذا المطلب الموقع عليه "بمؤتمر الحوار الوطني" ومعالجته ضمن حزمة معالجته كقضية وطنية ، هل بوسع أنصار الله اليوم التكرم بوضع السلاح جانباً كحسن نية كما يُفكر البعض ، هل الأمر له علاقة بالظرف الذاتي لحركة أنصار الله ، أم له علاقة بالظرف الموضوعي للبلد ، بمعنى أخر هل إن قامت حركة أنصار الله بتعميم لمناصريها ، وقواعدها بالتخلي عن السلاح ستتفتح ورود المدنية ،سيتخلى الجميع عن السلاح بما فيهم المواطنين المدنيين ، وستُصبح اليمن مُتحضرة ، وسيصبح مقاتلي القبائل عمالا وطلابا وفلاحين وموظفين حكوميين ،وسيصبح البرلمان معبراً عن مصالح الشعب ،والحكومة خاضعة لإرادته،وستترك الطبقات المُسيطرة للشعب المضي في درب التقدم الاجتماعي على حساب مصالحها كطبقات طُفيلية ،هل ستزدهر اليمن بتعميم من أنصار الله وكبسة زر من - السيد- ،وستحل كل هذه التناقضات التاريخية ، أليست هذه هي المثالية والهيجلية التي تعوذ منها كارل ماركس !!
من المهم أن يتنحى السلاح جانباً ، ويُعزز أكثر مناخ الحريات الاجتماعية والديمقراطية الحقيقية ، لتشارك أوسع جبهة شعبية من المواطنين في العمل السياسي والنقابي والثقافي إلى جانب رفع الإنتاج، للتأثير في مجرى العملية السياسية وتوجه الدولة ،ولن يكون هذا إلا بعد بناء الأُسس الأولية للدولة وأهما جيش وطني يحمي مصالح الشعب لا قِلاع وشركات القوى المُسيطرة ، وتُضمن بالتالي أوسع المصالح الاجتماعية ، وأغلبية الطبقات اليوم في اليمن – عدا الكمبرادور- يجمعهم مطلب بناء الدولة المدنية الديمقراطية العادلة، وهوَ المطلب الذي اتفقت عليه كل المكونات السياسية في الحوار الوطني وفي اتفاقية السِلم والشراكة ،ولأن القوى الشعبية بلجانها الثورية ،هي أصحاب المصلحة المُباشرة في هذه المكتسبات فهُم من عليهم أن يصنعوها ،لا أعضاء مؤتمر الحوار الوطني ! ومُستشارين الرئيس وفقط ، لأن التحولات العميقة والجذرية في المجتمعات هي ما تصنعها الشعوب ، لا ما تتفق عليها النُخب !

• أنصار الله "الحوثيين" هي حركة اجتماعية ثورية يمنية ،تشكلت كحاجة إجتماعية لمواجهة عسف السُلطة في ست حُروب قامت بها السُلطات اليمنية على مُحافظة صعده معقل الحركة ، وهي حراك إجتماعي طبيعي نتاج السياسات النيولبرالية والإفقار الإجتماعي في هذه المناطق الريفية والمدنية بشكل عام أيدلوجيتها "المسيرة القرآنية" تنتمي إلى المدرسة الزيدية قام بتحديثها المؤسس الروحي للحركة السيد حسين بد الدين الحوثي ،وهي متأثرة بالتجربة الخُمينية الإيرانية وحزب الله .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ثورة الكادحين اليمانية
وليد مهدي ( 2014 / 10 / 31 - 14:18 )
انس القاضي ...
رفيق شيوعي يماني ومناضل وصوت وقلم يساري اممي من طراز نادر
ليت الماركسيين هنا يسمعوا ويقرأوا حرفك بعينين ...

الماركسية ﻻ-;- تعني التخلي عن الشعب تحت اي ذريعة كما يفعل المتمركسون المتلبررون اليوم
الماركسية تعني الكفاح مع الشعب ان كان خياره الدفاع عن هوية وتحقيق الاستقلال حتى لو كانت صبغة هذا الخيار اسلامية

بوركت ايها العزيز


2 - ثورة الكادحين اليمانية
وليد مهدي ( 2014 / 10 / 31 - 14:18 )
انس القاضي ...
رفيق شيوعي يماني ومناضل وصوت وقلم يساري اممي من طراز نادر
ليت الماركسيين هنا يسمعوا ويقرأوا حرفك بعينين ...

الماركسية ﻻ-;- تعني التخلي عن الشعب تحت اي ذريعة كما يفعل المتمركسون المتلبررون اليوم
الماركسية تعني الكفاح مع الشعب ان كان خياره الدفاع عن هوية وتحقيق الاستقلال حتى لو كانت صبغة هذا الخيار اسلامية

بوركت ايها العزيز


3 - ثورة الكادحين اليمانية
وليد مهدي ( 2014 / 10 / 31 - 14:18 )
انس القاضي ...
رفيق شيوعي يماني ومناضل وصوت وقلم يساري اممي من طراز نادر
ليت الماركسيين هنا يسمعوا ويقرأوا حرفك بعينين ...

الماركسية ﻻ-;- تعني التخلي عن الشعب تحت اي ذريعة كما يفعل المتمركسون المتلبررون اليوم
الماركسية تعني الكفاح مع الشعب ان كان خياره الدفاع عن هوية وتحقيق الاستقلال حتى لو كانت صبغة هذا الخيار اسلامية

بوركت ايها العزيز


4 - ثورة الكادحين اليمانية
وليد مهدي ( 2014 / 10 / 31 - 14:18 )
انس القاضي ...
رفيق شيوعي يماني ومناضل وصوت وقلم يساري اممي من طراز نادر
ليت الماركسيين هنا يسمعوا ويقرأوا حرفك بعينين ...

الماركسية ﻻ-;- تعني التخلي عن الشعب تحت اي ذريعة كما يفعل المتمركسون المتلبررون اليوم
الماركسية تعني الكفاح مع الشعب ان كان خياره الدفاع عن هوية وتحقيق الاستقلال حتى لو كانت صبغة هذا الخيار اسلامية

بوركت ايها العزيز


5 - ثورة الكادحين اليمانية
وليد مهدي ( 2014 / 10 / 31 - 14:18 )
انس القاضي ...
رفيق شيوعي يماني ومناضل وصوت وقلم يساري اممي من طراز نادر
ليت الماركسيين هنا يسمعوا ويقرأوا حرفك بعينين ...

الماركسية ﻻ-;- تعني التخلي عن الشعب تحت اي ذريعة كما يفعل المتمركسون المتلبررون اليوم
الماركسية تعني الكفاح مع الشعب ان كان خياره الدفاع عن هوية وتحقيق الاستقلال حتى لو كانت صبغة هذا الخيار اسلامية

بوركت ايها العزيز


6 - ثورة الكادحين اليمانية
وليد مهدي ( 2014 / 10 / 31 - 14:19 )
انس القاضي ...
رفيق شيوعي يماني ومناضل وصوت وقلم يساري اممي من طراز نادر
ليت الماركسيين هنا يسمعوا ويقرأوا حرفك بعينين ...

الماركسية ﻻ-;- تعني التخلي عن الشعب تحت اي ذريعة كما يفعل المتمركسون المتلبررون اليوم
الماركسية تعني الكفاح مع الشعب ان كان خياره الدفاع عن هوية وتحقيق الاستقلال حتى لو كانت صبغة هذا الخيار اسلامية

بوركت ايها العزيز


7 - ثورة الكادحين اليمانية
وليد مهدي ( 2014 / 10 / 31 - 14:19 )
انس القاضي ...
رفيق شيوعي يماني ومناضل وصوت وقلم يساري اممي من طراز نادر
ليت الماركسيين هنا يسمعوا ويقرأوا حرفك بعينين ...

الماركسية ﻻ-;- تعني التخلي عن الشعب تحت اي ذريعة كما يفعل المتمركسون المتلبررون اليوم
الماركسية تعني الكفاح مع الشعب ان كان خياره الدفاع عن هوية وتحقيق الاستقلال حتى لو كانت صبغة هذا الخيار اسلامية

بوركت ايها العزيز

اخر الافلام

.. ليس معاداة للسامية أن نحاسبك على أفعالك.. السيناتور الأميركي


.. أون سيت - تغطية خاصة لمهرجان أسوان الدولي في دورته الثامنة |




.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غ


.. تعمير - مع رانيا الشامي | الجمعة 26 إبريل 2024 | الحلقة الكا




.. ما المطلوب لانتزاع قانون أسرة ديموقراطي في المغرب؟