الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السلطان الاُلعوبان و فرص حل المعضلة الكوردية

عبدالله جاسم ريكاني

2014 / 10 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


السلطان الاُلعوبان و فرص حل المعضلة الكوردية
عبدالله جاسم ريكاني
لم يكن السيد اردوغان يوماً ما، صادقاً في وعوده بحل المعضلة الكوردية في تركيا، و لكن الصدق ليس من الخصال او الصفات الرئيسية للسياسيين عامة. المحللون و المراقبون السياسيون للشأن التركي و خاصة فيما يتعلق بالمعضلة الكوردية، اكتشفوا ان خطة اردوغان كانت تتضمن تقديم بعض التنازلات السياسية لحزب العمال الكوردستاني مثل، القبول للحزب بادارة المناطق ذات الاغلبية الكوردية، مقابل الحصول على دعم ال PKK، في تغيير الدستور التركي بما يضمن لاردوغان المضي قدماَ في تغيير نظام الحكم البرلماني الحالي في تركيا، الى نظام اوتوقراطي، رئاسي على غرار نظام الرئيس الروسي بوتين.
لقد عرف السيد اردوغان في الفترة الاخيرة من حكمه، بحركاته الاُلعوبانية (الزيك زاك) و الراديكالية و خاصة بعد فوزه الساحق في انتخابات الرئاسة التركية، عام 2014، و بإستطاعته و بكل سهولة التنكر لقراراته ووعوده، خاصةً اذا ما فاز في الانتخابات البرلمانية المزمع عقدها في عام 2015، لانه بعد هذا الفوز، سوف لن يحتاج الى اي مساعدة انتخابية من ال PKK حتى عام 2019.
لقد تمكن اردوغان من الحصول على 52%من الاصوات في انتخابات 2014، حتى بدون دعم من حزب PKK. و هذا يعني، انه ليس بحاجة الى ان يقوم باية تنازلات لحزب PKK قبل الانتخابات المقبلة. بل، انه يتطلع الى الاستفادة من الوضع المزري و الاداء الفاشل لاحزاب المعارضة التركية و خوف الاتراك من حدوث انتكاسة اقتصادية في بلدهم ان خسر اردوغان، للفوز ب 330 مقعداً في البرلمان التركي، الامر الذي يوفر له الارضية المناسبة لتغيير الدستور التركي عن طريق الاستفتاء العام و التهيؤ لاقامة نظام رئاسي اوتوقراطي.
لقد لاحظ المراقبون، عدم تأثّر عدد الاصوات التي حصل عليها اردوغان بقضايا الفساد المالي و الاداري الشهيرة التي تم اكتشافها و التي طالت العديد من وزراء حكومته و افراد عائلته و نوابه في البرلمان، كما لم يتأثّر ايضاً بالفشل المريع لسياسته الخارجية في الشرق الاوسط والعالم الغربي، بالاضافة الى سيطرته شبه الكاملة على قنوات الاعلام الرئيسية في تركيا. كل هذه الاسباب، لم توفر فرصة للمعارضة لتوصيل رسالتها الى الجمهور التركي حتى في حالة امتلاك المعارضة لبرامج و مشاريع بديلة صادقة و موضوعية.
و في النتيجة، فإن اردوغان، سوف لن يفعل الكثير لحل المسألة الكوردية قبل شهر حزيران من عام 2015، موعد الانتخابات البرلمانية المقبلة. و لهذا السبب، و لان حزب PKK، قد ادرك بدوره هذه الخدعة الاردوغانية، فإنه سيضطر الى العودة الى نضاله المسلح من جديد، لاجبار اردوغان على التفكير مجدداً، بان عودة اللاستقرار و الخوف و العنف الى الشارع و المجتمع التركي، سوف لن يكون في صالحه في انتخابات 2015. و بالتالي، فإن PKK، قد يجبر اردوغان على الوفاء بوعوده التي قطعها على نفسه في المضي قدماً في مسيرة السلام و حل المعضلة الكوردية.
و هذه، على ما يبدو، لعبة خطرة و حساسة جداً، لانه و حسب هذه المعطيات، قد يضطر حزب (الحركة القومية التركيةMHP)، الى دعم خصمة اللدود اردوغان نكاية بالكورد. و هذا قد يفسر لجوء اردوغان في الاونة الاخيرة الى اللعب على الوتر القومي و الوطني التركي و تبني خطاب يشبه خطاب MHP. و لكن الخطورة تكمن في حالة عدم استطاعة اردوغان السيطرة على اللعبة كلياً، و خاصة اذا تمكن احمد داود اوغلوا الذي يعرف بميوله القومية و بتشدده حيال المسألة الكوردية، من قلب اللعبة الاردوغانية مع PKK، لصالح خطه المتشدد و بشروطه و ليس بشروط السيد اردوغان.
لقد اضاع السيد اردوغان فرصته في حل المعضلة الكوردية، لانه كان بمقدوره استغلال شعبيته العارمة في الوسط التركي، في التغلب على كل التحديات و قيادة الامة التركية نحو حل هذه المعضلة المزمنة. و بدلاً من تبني سياسات الاستفتاءات و مسوحات الرأي العام، كان عليه محاولة تغيير الوعي الجمعي التركي حول مشروعية الحالة الكوردية في تركيا و كيف انهم قد عوملوا و منذ الاف السنين كمواطنين من الدرجة الثالثة و الرابعة. كما كان بامكانه اقناع الشعب التركي، ان اعطاء الكورد حقوقهم اللغوية و الثقافية و الادارة الذاتية الحقيقية، سوف يحول دون تقسيم تركيا في المستقبل و يزيد من قوة و مصداقية ما يسمى بالديموقراطية التركية. كما ان منح الكورد حقوقهم، هي الفرصة الوحيدة امام اردوغان، اذا اراد عدم اظهار ال PKK، كبطل قومي في عيون الكورد في كوردستان الشمالية.
جماهير اردوغان و المصوتين لحزبه، سيقفون الى جانبه، اذا ما اظهر ارادة و عزيمة حقيقية و دافع بشدة عن وجهة نظره في حل المعضلة الكوردية، كما وقفت معه، عندما دافع بشدة عن سرقات ابنه و حزبه ووزرائه. و اذا اختار عدم القيام بذلك، فإنه بقصرنظره هذا، و نظرته الاستعلائية و السلطانية الفوقية، يكون قد خان الترك و الكورد معاً.
31/10/2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا قالت وزيرة الخارجية الألمانية عن صحفيي غزة؟


.. لبنان وإسرائيل .. مبعوث بايدن يحمل رسالة إنذار أخيرة من تل أ




.. المحكمة العليا الإسرائيلية تنظر في قانون منح صلاحيات واسعة ف


.. مراسل الجزيرة يرصد الأوضاع من داخل مدرسة لتوزيع المساعدات بش




.. استشهاد سيدة إثر استهداف قوات الاحتلال منزلا لعائلة المقادمة