الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ثمن الموت السوري في عالم - الأبوة-!
فلورنس غزلان
2014 / 11 / 1ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس
ثمن الموت السوري في عالم الأبوة:ــ
ثمن السوري أرخص من أي بضاعة أو حاجة...سواء في أسواق السياسة العالمية والعربية، أو في سوقنا السوري نفسه، وحتى في المرتبة العائلية...هناك من لهم حق " القوامة"!، وهناك من يحكم عليهم أن يظلوا قابعين في " بير السلم" ...على رأي أخوتنا المصريين...، فحين تُعَبر الضحية بطريقة موتها المُختار عن غضبها ورفضها لما نفعل بأنفسنا ووطننا...ومايجري لإنسانِهِ" الأضعف" ـ حسب مقاييسنا المجتمعيةــ ..فترحل عن هذا العالم بطريقة مأساوية لصبية بالكاد وضعت قدميها على أول درجة من درجات الشهرة والعمل والفن ...متصورة في أعماقها أن رحيلها بهذا الشكل لابد وأن يحدث صدمة تخلخل هذا التعود على الموت ..تهز الضمير الذي أدمن موت السوري وكأنه مجرد خبر صغير لايخرج عن نطاق تسويده لسطر في صفحة الأخبار...يمر سريعاً دون ضجة ...دون إبهار أو استغراب...دون توقف على إشارة مرور الموت السوري ...التي لاتتوقف عن الاهتزاز بلونها الأحمر....لكن هذا اللون لم يعد سوى رسماً في لوحة تزيين الكون ...وخريطتها..
نجلاء...لم تتعد الثانية والعشرين من عمرها...حاولت أن ترسم طريقها كفنانة ، لها أحاسيسها..ابتعدت ..وهربت من جحيم الموت...منعزلة ...هناك في الجنوب الإفريقي...اختارت أن تضع حداً لنهايتها...فربما موتها التراجيدي...يهز القلوب التي تحجرت...ويجعل السوري يتساءل قبل غيره ...لماذا؟، وماهي الأسباب؟...وإلى متى؟ربما يحلل القاريء مأساتها ويسقطها على واقع ابنته وأخته ورفيقة دربه....ربما يحاول أن ينبش بين السطور....ويصل لنتيجة وسبب عن نقص الفهم وضعف الوعي عنده قبل غيره...عن هذا التردي وهذه الدونية التي ينظر فيها لمكانة ابنته في الأسرة ، القابلة لأن يُضحى بها من أجل إنقاذ العائلة، والقابلة للموت ....بســـــهولـــة....ودون تفكير من أجل دوام حياة العائلة أو من أجل .....شرفها!...أن تموت بيدها لابيد الأب أو الشقيق، أو أن تباع بيد الأب في سوق النخاسة ....كخادمة لعائلة فلاحة تركية ...كما حدث لفاطمة ...ولم يتعد ثمنها الأربعة آلاف ليرة تركية......يابلاش!!!!، أو أن تقتل على يد الأب وعلى وقع زغردات الأم كما حدث لهدى وأمينة ...وعائشة وربى، وريحانة....ذبحاً، رجماً أو شنقاً....فكل الموت مباح ومسموح به...طالما أن موضوعه ....امرأة ...وحين تكون سورية...تكون السلعة قابلة للتخفيض في مواسم الموت السوري الطويل، وتكون صيداً ثميناً يُزف للبيوت الواطئة....التي لاتجد نفسها فيها سوى موضوع جنس أو يد عاملة...عبدة تُعَنف صباحاً ومساء....وتُستخدم جسداً وكياناً...بالضبط كما يستخدم الفلاح حماره أو دابته، بل ربما يتعاطف أكثر مع دابته...ويرفق بها ...أكثر من فاطمة ...التي بيعت ...واستُلبت من كل صفة إنسانية ولا تزال على يد أب رمت به الحروب إلى تركيا ورمى بابنته...إلى جحيم السحق والسحل....لمجرد أنها مُلك يمينه!...له الحق في تقرير نوعية حياتها !...أن تودي بنا الحروب نحو الهاوية...فلماذا نودي نحن بأبناءنا نحو الموت البطيء ...فنسدد لهم ضربة " أبوة"!...تميت فيهم معنى الارتباط الأسري وتقتل بهم بالتالي معنى الارتباط الوطني فالإنساني؟!...لأننا نساعدهم على الكفر بقيمنا المنخورة...وايثارنا للذكورة هو علتنا الأولى والأخيرة...وأحد أسباب ضياعنا وتيهنا...في بحر الحرب وبحر وجدان نؤجره حسب العرض والطلب ...وحسب السوق، فأي أبوة تلك التي تسمح لنا المتاجرة ببناتنا...وهذا حلال زلال!...لاتعاقب عليه الأديان...وبنفس الوقت تصبح قيمتها أقل من قيمة السكين التي تذبح بها...حين تتجرأ على سطوة " الأبوة"!..
موتان ..موت الفنانة الواعدة نجلاء الوزة، وفاطمة التي أعتبرها الميتة الحية...التي باعها والدها في تركيا...من يدري ربما يوقظ فيكم هذا الموت النوعي...والمختلف عن الموت تحت التعذيب .. ببراميل الأسد....أو برجم داعش...وشنق الفقيه...ربما يجعل عقلكم يتململ في فراش العادة والتعود..فيستيقظ فيكم قلم أو عقل ...ويصرخ في جموعكم...علنا نوقف هذا الموت بكل ألوانه.
ــ باريس 1/11/2014
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ما الذي قدمته إيران إلى لبنان منذ بدء الهجوم الإسرائيلي؟
.. فرنسا.. مظاهرات في باريس تنديدا باستهداف المدنيين في لبنان و
.. أطفال يروون تفاصيل قصف مدرسة نزحوا إليها في دير البلح بقطاع
.. كاميرا الجزيرة ترصد غارات إسرائيلية عنيفة على الضاحية الجنوب
.. كيف استعدت إسرائيل للقضاء على حزب الله؟