الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ابيي و ما وراء اقنعة القومية

كور متيوك انيار

2014 / 11 / 1
السياسة والعلاقات الدولية



القناع ( 1 )
في شهر اكتوبر من العام الماضي اجرى مواطني ابيي استفتاءاً شعبياً ، شارك فيه ابناء ابيي من كافة ارجاء البلاد ، ومن كافة دول العالم ، رغم العراقيل التي وضعت من الحكومة السودانية ، رغم الاساءات والتجريح من قبل وزراء الحكومة ، وخيروا مواطن ابيي إما الركوع امامهم او امام الحكومة السودانية ، وبحيرة شديدة تساءلوا لماذا تقيمون استفتاء لانوافق عليه نحن ( حكومة الجنوب ) ولا يوافق عليه السودان ؟ واستمروا قائلين ماذا لو رفضنا انضمامكم الينا ؟ تحير مواطن ابيي ، لكن كانت لحظة مهمة جداً لكشف تلك الاقنعة الملبوسة للحفلات التنكرية ، لقد حاولوا بتصريحاتهم تلك إن يلجموا مواطن ابيي من قول كلمته إلا إن خيبتهم كانت كبيرة .
إن موقف وزراء الحكومة من استفتاء ابيي لم يفاجئ مواطن ابيي الذي عانى عقوداً وعقوداً بل فاجأة الحكومة السودانية نفسها ، فربما توقع استقطاب دبلوماسي كبير من قبل البلاد ووزارة الخارجية في محاولة للضغط عليها للموافقة على اجراء الاستفتاء والموافقة على نتيجتها ، لكن دبلوماسية الاخوة والابناء لايهتم بتلك الامور ؛ فمهمتها الاولى والاخيرة هي توظيف الابناء والاخوة وارسالهم الى الخارج .
القناع ( 2 )
البعض يتحدثون عن نجاح الحكومة التي تم تشكيلها في شهر اغسطس 2013م وبعد تلك المفاصلة وبعد إن إنتهى الحفلة التنكرية وازال الجميع القناع ، إلا إن هروبها من قضية ابيي والتركيز على قضايا هامشية يؤكد فشلها . والتشكيك في مواطنة مواطني ابيي والقول إنهم لم يحددوا هويتهم بعد ليس لسبب ؛ فقط لان دينق الور لم يعد يتفق مع الحكومة ، واصبح معارضاً وهذا حق له إن يقوم بما يراه مناسباً فكما اكدت الحكومة نفسها إنه كان يقوم بذلك بطرق سلمية .
كان ينظر لدينق الور كرجل وطني غيور عندما كان في الحكومة وكونه اصبح معارضاً فهذا ليس مبرراً للتشكيك في وطنيته ومواطنته وهذا ابتزاز إن يعترف بانتماءك عندما تتفق مع السلطة ويسحب عندما تختلف معها هذا ليس مواطنة بل هبة .
القناع ( 3 )
بعد الاستقلال ارتفعت الاصوات عالياً تقول إن البلاد لايمكن إن تعود للحرب مجدداً حتى لو من اجل قضية ابيي لان الشعب بحاجة الى الاستقرار والامن والتنمية ، وكاد الامر ينطلي على الجميع فبالفعل ، كان لابد للجميع ان يلتقط انفاسه ، لكن قادة الحركة الشعبية عندما تعلق الامر بمقاعدهم الوثيرة حرقوا البلاد باكملها ، وهتكوا نسيجنا الاجتماعي ، واستخدموا دعاية رخيصة محاولين التاكيد إنها حرب من اجل البقاء ، إنها حرب من اجل الديمقراطية ، حرب من اجل التنمية لكنها كانت قناع جديد تسقط .
ابيي بعد التوقيع على اتفاقية السلام الشامل وقبلها ، كانت قضيتها قوية وتقف خلفها منظومة سياسية مثل الحركة الشعبية تدرك اهمية التحرير ، واهمية ان يشعر المرء انه حر ، ولكن بعد التاسع من يوليو 2011م ، اصبحت القضية تضعف وتضعف ، حتى اختفى تماماً من الوجود ، لذلك ابيي لم يعد كما كان وخاصة بعد اكتوبر 2013م فلقد اكد الحكومة بما لايدع مجالاً للشك إن قضية ابيي ليس في سلم اولوياتها .
ففي بادئ الامر اعتقد الجميع إن رفض الحكومة للاستفتاء والتصديق بميزانية ومنح اجازات ، واجراء مواطني ابيي استفتاءهم رغم ذلك كانت عبارة عن تقسيم ادوار وبعد إن يتم الاستفتاء سيعود الحكومة لتمسك بالملف ، لكن خاب الامال بعد إن رفض البرلمان تمرير والتصديق على النتيجة ، و لا يمكن إن يلام البرلمان على ذلك فهي لم تتلقى التوجيهات اللازمة من قبل القيادة السياسية والتنفيذية لتقوم بالاجراء اللازم ؛ في الانظمة الديمقراطية التي تقوم على مبدأ فصل واستقلال الجهاز التشريعي والتنفيذي والقضائي ، فإن البرلمان ليس بحاجة الى ضوء احمر من السلطة التنفيذية لتقوم باجراء مهم كهذا ، وإن كان هذا يؤكد على شيء فإنه يؤكد إننا لانمارس الديمقراطية ولانعيشها بل إننا نخدع انفسنا رغم كثرة الحديث عن الديمقراطية .
القناع ( 4 )
رد فعل الحكومة حيال مقتل السلطان كوال دينق ، جاءت رد الحكومة بضرورة ضبط النفس وانتهى الامر ومرت مثل سابقاتها وفي كثير من المرات التي كان ينبغي لها إن تتخذ مواقف اقوى لم تفعل .
على مواطني ابيي وقياداتها المجتمعية مراجعة خططهم على المدى والقريب والبعيد حول كيفية متابعة القضية على الصعيد الوطني والاقليمي والدولي ومستقبل الاستفتاء الذي اجري العام الماضي دون انتظار لاحد وممارسة المزيد من الضغوط على الحكومة لتضطلع بواجباتها الوطنية دون تمييز ، مع الاخذ في الاعتبار إن القضية اصبحت معقدة حالياً بعد إن تدخل فيها عوامل عديدة ومنها سيطرة تيار معزول وله مواقف غير مشجعة وسلبية حول مستقبل قضية ابيي على مداخل ومخارج اتخاذ القرار في الدولة لذلك يجب القيام بالاتي : -
1- السبل المناسبة لإقناع قيادة الدولة على المستويين التنفيذي والتشريعي لإجازة نتائج الاستفتاء واعتمادها والمصادقة عليها .
2- فتح نوافذ تواصل دبلوماسي مع كل من الاتحاد الافريقي والامم المتحدة ومجلس الامن الدولي بصورة منعزلة عن القنوات الدبلوماسية الرسمية وبالتنسيق معها .
3- دراسة الخيارات المتاحة حول النتائج التي تمخضت عنها الاستفتاء وجدواها ، والتفاكر حول افضل الطرق الاستراتيجية للوصول الى حل نهائي .
ندعوا الحكومة على مراجعة اولوياتها وكخطوة اولى يجب التصديق واعتماد نتائج الاستفتاء من قبل مجلس الوزراء والبرلمان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة