الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تغعلها الحكومة العراقية؟

حسين ديبان

2005 / 8 / 26
الارهاب, الحرب والسلام


أخيرا قررت الحكومة البريطانية طرد أئمة الحقد والكراهية والجهاد الغير مقدس..أئمة القتل والذبح على الطريقة الإسلامية الشهيرة..أئمة النفاق والإنغلاق والإنعزال..أئمة نكران الجميل والمعروف ومبادلة الحسنة بالتفجير والإرهاب,وهو الأمر الذي كان متوقعا,وخصوصا بعد أن امتدت أيادي هؤلاء الى البلد الذي آواهم بعد تشرد,ومنحهم هويته بعد ضياع, ضامنا لهم قولا لا فعلا حياة كريمة شريفة, ماكانوا ليجدوها حتى في آخرتهم التي أصموا فيها آذاننا وهم يتحدثون زعيقا عن محاسنها ومباهجها, انها خطوة مباركة و أرجو لها أن تتسع لتطال دولا أخرى قبل أن يصيبها(الدول الأخرى) ماأصاب الشعب البريطاني في الشهر الماضي من عمل ارهابي حقير أزهق أرواح عددا من الأبرياء,وهو الحادث الذي سرع بإتخاذ هذه القوانين حماية لبريطانيا وشعبها من العابثين القتلة وناكري الجميل وجاحدي المعروف وتجار فتاوي القتل والتحريم والتجريم والعنف والغاء الآخر الغير منتمي لأفكارهم المنقرضة والموبوءة.


هذه القوانين التي تعتبر تاريخية بحق,اتخذتها الحكومة البريطانية نتيجة لمقتل ستون من مواطنيها الأبرياء , في حين أن أعداد الضحايا الأبرياء في العراق الجريح قد بلغت عشرات الآلاف ,ومازالت الحكومة العراقية مترددة باتخاذ إجراء واحد كفيل بوقف حمام الدم العراقي , والإجراء الذي أعني هو العمل على طرد شراذم العروبيين والمتأسلمين الذين يعيثون في العرق قتلا وارهابا وتدميرا , وعندما أقول طرد فأنا أعني وبصراحة تامة طرد كل العرب من العراق من خلال إعطاء مهلة زمنية يطلب فيها من غير العراقيين مغادرة العراق وكل من يبقى بعد انقضاء هذه المهلة الزمنية يعتبر ارهابيا وجب اعدامه وذلك بعد أن أعيد العمل بعقوبة الإعدام ,لأنه من دون اتخاذ إجراء كهذا لن يرى العراق الأمن ولا الأمان فالقتلة العروبيين والمتأسلمين قد قرروا بدمائهم الكريهة أن يعيدوا عجلة التاريخ الى الوراء,بحيث يعود العراق حكرا لأبناء معاوية والحجاج وصولا الى آخر عنقود القتلة من أبناء أمية قائدهم وملهمهم ومعيلهم صدام البائد,في ذات الوقت التي يتوفر للحكومة العراقية الكثير من المبررات لاتخاذ هكذا قرار,لم تتوفر للحكومة البريطانية مثلها حين أقرت قانونها الجديد آنف الذكر وهذه المبررات هي:


أولا- ومثلما ذكرت سابقا فإن بريطانيا قد سقط لها ستون مواطنا بريئا في حين أن الأرقام في العراق أصبحت بعشرات الآلاف من الأبرياء الأطفال والنساء والرجال , إضافة الى التخريب المتعمد لكل المرافق الخدمية والإقتصادية من محطات المياه والكهرباء الى أنابيب النفط والدوائر الحكومية الرسمية,والمقرات الحزبية والشعبية.

ثانيا- في بريطانيا كان المستهدفين بهذا القرار أناس عملوا على إثارة الحقد والبغضاء تجاه الآخر ولم يكونوا مشتركين مباشرة بالجريمة,أما في العراق فإن الذي سيستهدف بهكذا قرار لو إتخذ أناس اما هم القتلة والمجرمين الذين يرتكبون هذه الأعمال بأيديهم واما أناس لهم دور مباشر في الدعم والإسناد والتحريض.

ثالثا- في بريطانيا أيا يكن المستهدف بالقانون الجديد ,فهو اما يكون قد حصل على الجنسية البريطانية,أو قد منح حق اللجوء السياسي في بريطانيا,في حين أن العروبيين والمتأسلمين القتلة في العراق موجودون بشكل غير شرعي,من خلال عبورهم الحدود من البلدان المجاورة للعراق وخصوصا من سوريا عبر تسهيل نظام البعث السوري لدخولهم أملا في إعاقة العملية الديقراطية , وخوفا على عرشه فيما لو استقرت الأمور في العراق.

رابعا- اذا كانت عيون المنظمات الإنسانية الحكومية والخاصة التي تعنى بحقوق الإنسان كالمجهر على تصرفات الحكومة البريطانية, فإن إجراء كهذا تتخذه الحكومة العراقية لن يلومها عليه أحد,لفضاعة المجازر المرتكبة بحق العراقيين والحجم الكبير لأعداد الضحايا,ولكون عملية التحول الديقراطي في العراق لازالت في بدايتها ولا تقارن بأي حال من الأحوال بالديقراطية البريطانية.

خامسا- في حين أن بريطانيا يجمعها عدد من اتفاقيات الصداقة والتحالف مع كثير من الدول المعنية,فإن العراق وبإعتقادي لم يعد يجمعه مع ديكتاتوريات العرب إلا طيور الظلام والأجساد العفنة الذي يرسلها هؤلاء لتنفجر في أجساد العراقيين البريئة ,وللعمل على وأد التجربة العراقية الرائدة.

إن إجراء كهذا بات ضرورة ملحة,لقطع الطريق على هؤلاءالقتلة الإرهابيين المجرمين, ولوقف حمامات الدم في العراق,كما انه ضروري لكي يتنفس العراقيون الصعداء,ويجدوا طريقهم لبناء عراقهم الحر الديمقراطي وتعويض مافاتهم بفعل النظام الدكتاتوري البائد,ومن بعده فلول الإرهابيين العروبيين والمتأسلمين,فهل تنتهي الحكومة العراقية من حالة التردد السلبي وتغعلها؟أرجو ذلك!.

كاتب فلسطيني مقيم في بانكوك









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا: السجن 42 عاما بحق الزعيم الكردي والمرشح السابق لانتخا


.. جنوب أفريقيا تقول لمحكمة العدل الدولية إن -الإبادة- الإسرائي




.. تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي


.. وول ستريت جورنال: عملية رفح تعرض حياة الجنود الإسرائيليين لل




.. كيف تدير فصائل المقاومة المعركة ضد قوات الاحتلال في جباليا؟