الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذكرى اغتيال (كريم بلقاسم)

سميرة الغامدي

2014 / 11 / 1
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


في 18 تشرين الثاني 1963م (الفرار الأول لعصابة البعث الرث) اختلف الذين اغتالوا (كريم قاسم) العراق الداعم لنضال الفلسطينيين وجهاد الجزائريين، وقبله اغتيل (كريم بلقاسم) في 8 تشرين الأول 1970م في فندق بمدينة فرانكفورت، ألمانيا.
(كريم بلقاسم) مولود 14 كانون الأول 1922م في قرية تيزرى نعيسي بايت يحي موسى (دائرة دراع الميزان) ولاية تيزي وزو بالجزائر وسط أسرة ميسورة الحال كان أبوه حسين تاجرا كبيرا عيّنته فرنسا كحارس للغابة واقترحت عليه منصب قايد لكنه رفض.
انضم إلى مدرسة Sarroy بالعاصمة ونال منها شهادة الدراسة Certificat D etude عرف النضال مبكرا إذ انخرط في صفوف حزب الشعب بعد 1945 ومنذ 1947 آمن بفكرة الثورة كخيار وحيد لذلك لجأ إلى السرية وتحصن بالجبال يكون الخلايا العسكرية لليوم الموعود.
عند اندلاع الثورة كان أحد مفجريها وأحد قادة جبهة التحرير الوطني منذ النشأة إذ شارك في الاجتماعات التي سبقت أول تشرين الثاني 1954م قبل 60 سنة (عضو مجموعة الستة)، وأصبح قائدا للمنطقة الثالثة "القبائل"،وقاد العمليات العسكرية الأولى ضد المراكز والقوات الفرنسية في منطقة القبائل، وأشرف على هيكلة وتأطير المجاهدين بالمنطقة بمساعدة اعمر اوعمران ومحمدي السعيد.شارك في مؤتمر الصومام وصار عضوا في لجنة التنسيق والتنفيذ بعد مؤتمر الصومام.
بعد تأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية شغل منصب وزير القوات المسلحة في التشكيلة الأولى. وزير الشؤون الخارجية في الثانية، ووزير الداخلية في التشكيلة الثالثة.شارك في مفاوضات ايفيان وكان من بين الموقعين عليها.

قبل 60 سنة بعد تأسيس اللجنة للوحدة والعمل في آذار 1954م اقترح مصطفى بن بولعيد تنظيم لقاء مع كريم بلقاسم وأعمر أو عمران للتنسيق والتعاون، وضع حد لصراعات المصاليين والمركزيين، وتوسط حمو بن يحي من برج منايل في القضية، وتم اللقاء في قبيلة بحي حيدرة بالعاصمة وحضره كريم وأعمر أو عمران وديدوش مراد، والزوبير بوحجاج وسويداني بوجمعة، ثم عقد لقاء آخر في مقهى العريش يحي بحي القصبة حضره بن بولعيد الذي تغيب عن الاجتماع الأول ونوقشت خلاله قضية الإعداد للثورة المسلحة، وحصل الاتفاق على كل القاضايا ولكن ديدوش وكريم لاحظا بأن بولعيد يرى أن بلاد القبائل غنية بالرجال وفقيرة من السلاح وغير مؤهلة لتكون منطقة مستقلة ولم يناقشاها لأنهما يجهلان المنطقة وأوضاعها، وفي اجتماع آخر في منزل الإسكافي مراد بوكشورة بحي الراييس حميدو (بونات بيسكاد سابقا) ما يلي:
أوراس النمامشة؛
شمال قسنطينة؛
الجزائر الوسطى؛
وهران والغرب الوهراني.
فاغتنم كريم بلقاسم الفرصة وسأل بوضياف عن منطقة القبائل قال له أنها مجاورة للعاصمة وتدخل ضمنها ويتولى قيادتها ديدوش مراد. بمساعدته هو وأعمر أو عمران، واستفسر أوعمران عن رؤساء المناطق فسماهم له بن بولعيد-الأوراس- رابح بيطاط –الشمال القسنطيني- والعربي بن مهيدي -وهران-. فاعتراض كريم وأوعمران على ذلك التقسيم وقالا له: إن الأوراس والقبائل هما المنطقتان المؤهلتان للقيام بالعمل الثوري الإيجابي لحسن تنظيمهما، وتوفرهما على 1700 رجلا مسلحا ومدربا بينما الجزائر ووهران ضعيفتان... وأن منطقة القبائل جديرة ومؤهلة لأن تكون في مستوى المناطق الأربعة، ففهم ديدوش مراد وأدرك خطأ ملاحظته السابقة وافتتح أعضاء اللجنة الثورية للوحدة والعمل بصواب رأي كريم وأوعمران.
وفي اجتماع 03 جوان 1954 الذي حضره ديدوش مراد ومحمد بوضياف وبن بولعيد وكريم بلقاسم وأوعمران في منزل بحي القصبة تم الاتفاق على جعل القبائل منطقة مستقلة بقيادة كريم بلقاسم ومساعده أعمر أوعمران، وأخبر ديدوش مراد زملائه في الاجتماع بأنه اتفق مع بيطاط على تبادل المناطق، فيتولى هو الشمال القسنطيني، وبيطاط الجزائر الوسطى، كما أبلغهم بوضياف بأنه سيتولى التنسيق بين أعضاء الداخل، والأعضاء الثلاثة في الخارج. دعا كريم بلقاسم رؤساء الدوائر السبع لمنطقة القبائل إلى اجتماع نظم في فندق سان مارتان بشارع الشأن، وقدمهم إلى أعضاء اللجنة الثورية للوحدة والعمل وهم:
محمد عموش المدعو موح الطويل عن دائرة ذراع الميزان؛
زعموم علي عن تيزي وزو؛
سي الشريف (علي ملاح) الكولونيل عن تيقزيرت؛
زعموم محمد المدعو سي صالح عن القبائل السفلى؛
سي السعيد (محمد أعزورن) عن الغذازقة؛
قمراوي عن البويرة.
وتولى هؤلاء القادة السبعة تقديم قوائم الرجال الذين يعملون تحت قيادتهم، وتأكد بوضياف حينئذ بأن بلاد القبائل أقوى لربما حتى من الأوراس نظرا لمشاهدته وسمعه منهم. وفي اجتماع لجنة: 22 بحي المدية يوم الأحد 25 جويلية 1954 تم تعيين كريم بلقاسم قائدا للمنطقة الثالثة (منطقة القبائل) الكبرى والصغرى، حوض الصومام وجبال الحضنة، بمساعدة أعمر أوعمران فجندا مع 450 رجلا. وفي 10 أكتوبر 1954 حضر كل من كريم بلقاسم وبوحجاج إلى مقهى بشارع أوجان روب ومن هناك اقتيدوا إلى منزل خاص ومستقل بحديقة وكان موضوع الاجتماع تحديد اليوم الساعة لبدء الكفاح المسلح. وحصل تردد بين أيام 14-15 و25و31 أكتوبر ويوم 1 و2 تشرين الثاني ثم اتفقوا على ليلة الاثنين أول تشرين الثاني 1954م على الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، كما اتفقوا على اللقاء من جديد يوم: 22 أكتوبر لمراجعة المنشور الأول الذي سينشر بالمناسبة وكلف محمد بوضياف بتحريره. في يوم: 24 أكتوبر 1954 حضر كل من كريم بلقاسم، وبولعيد وديدوش مراد ورابح بيطاط وبن مهيدي وبوضياف إلى منزل الإسكافي مراد بوكشورة بحي بوانت سيكاد بالعاصمة وراجعوا منشور أول نوفمبر وأكدوا بصفة نهائية تاريخ أول نوفمبر لإعلان الثورة وبداية العمل المسلح ضد الاحتلال وأعوانه، واتفقوا على الاحتفاظ بالسر حتى لا يكتشف الأمر ويفشل، ولم يبلغوا رؤساء الأفواج بذلك التاريخ إلا قبل 48 ساعة من الموعد حتى ينظموا أنفسهم ورجالهم ويحدوا أهدافهم ووسائلهم. كانت البادية ليلة الصفر أول نوفمبر 1954 في القبائل وكل مناطق الجزائر الأخرى غربا وشرقا، شمالا وجنوبا وحاولت الإدارة الاستعمارية أن تستهين بالأمر، وزعمت أن مرتكبي هذه الحوادث فلاقة وخارجون عن القانون، وأجانب وقطاع طرق، دفعوا من جهات أجنبية على رأسها المعسكر الشرقي الشيوعي وبالغ الجنرال سبيلمان فأطلق عليهم اسم الموسخين أو المتسخين ولكن تحت الرماد داء دويا على أي حال ستظهر الأيام والشهور والأعوام على مدى سبع سنوات ونصف.
انطلقت الثورة بمشاركة 1200 مجاهد على المستوى الوطني بحوزتهم 400 قطعة سلاح، وبضعة قنابل تقليدية استهدفت الهجمات مركز الدرك والثكنات العسكرية ومخازن الأسلحة ومصالح إستراتيجية أخرى، فشملت هجومات المجاهدة مناطق من الوطن وقد استهدفت عدة مدن وقرى عبر المناطق الخمسة:
باتنة- أريس- خنشلة- بسكرة- بالمنطقة الأولى.
قسنطينة- سمند بالمنطقة الثانية.
العزازنة- تيغزيرت- برج منايل- ذراع الميزان المنطقة الثالثة أما المنطقة الرابعة فقد مست كل من الجزائر بوفاريك والبليدة، بينما كانت سيدي علي وزهانة ووهران على موعد مع اندلاع الثورة في المنطقة الخامسة. واجهة الولاية الثالثة معارك ضاربة ضد العدو الفرنسي حققت انتصارات كبيرة، وأصبحت مضرب الأمثال في الصمود، بالإضافة إلى مواجهة القوات الاستعمارية، واجهت الولاية الثالثة القوى المضادة للثورة ومنها حركة بلونيس التي تمركزت بقرية بلوزة وتسببت في مضايقات واعتداءات على الثوار والشعب معا، حيث قاد البطل كريم بلقاسم عدة عمليات عسكرية مكلفا زميله أوعمران بمساعدة رابح بيطاط في المنطقة العاصمة وما جورها. فأصيب الاستعمار بالهلع مما تمخص عنه حصار مختلف المناطق خاصة الأوراس والقبائل اللتين قامتا بأعنف وأكثف العمليات، فأراد البطل كريم بلقاسم استرجاع أنفاس المجاهدين، فأمرهم بالذوبان في الطبيعة، والكف عن القيام بأية عملية لمدة أسبوعين وانتظار رد فعل المستعمر الفرنسي، وباعتراف من السلطات الاستعمارية فإن حصيلة العمليات المسلحة ضد المصالح الفرنسية، عبر كل المناطق الجزائر ليلة نوفمبر قد بلغت 30 عملية خلفت مقتل عشرة أوروبيين وعملاء، وجرح 23 منهم، وخسائر مادية تقدر بالمئات من الملايين من الفرنكات الفرنسية.
سميرة الغامدي العراقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مئوية كريم قاسم
عبدالخالق بصري ( 2014 / 11 / 2 - 15:16 )

قبل ثورة تموز، خاض المعارك البطولية في حرب فلسطين الأولى عام 1947-1948، التي تعتبر القضية المركزية العربية الأولى، أو بعد الثورة وتبنيه المواقف القومية في الصميم وفي مقدمتها كفاح الشعب الفلسطيني والجزائري ونضال شعب عمان (مسقط) ودعم حركة التحرر الوطني العربية.
فمواقفه من الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي معروفة، وقد خصص مليوني دينار (2 مليون دينار) لدعم الثورة سنوياً، وهذا المبلغ كان كبيراً في ذلك العهد إذ كان يشكل نحو 2% من الموازنة السنوية، إلى حد أن أنتقده أحد قادة الأحزاب الوطنية متهماً إياه بتفريط أموال الشعب العراقي!!

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=439807

اخر الافلام

.. كيف تساهم ألمانيا في دعم اتفاقية أبراهام؟| الأخبار


.. مروان حامد يكشف لـCNN بالعربية سر نجاح شراكته مع كريم عبد ال




.. حكم غزة بعد نهاية الحرب.. خطة إسرائيلية لمشاركة دول عربية في


.. واشنطن تنقل طائرات ومُسيَّرات إلى قاعدة -العديد- في قطر، فما




.. شجار على الهواء.. والسبب قطع تركيا العلاقات التجارية مع إسرا