الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إعزيزة ( ملفات إجتماعية ) وخيارات نقدية

عادل الشامي

2014 / 11 / 2
الادب والفن


بتاريخ 29 / 9 / 2014 وعلى منتدى المسرح ببغداد قدم العرض الموسوم أعزيزة للمخرج باسم الطيب حيث استمر العرض 9 ايام متتالية . وقد تناول العرض وبحسب ما ذكر في الفولدر التعريفي للعرض ملفات اجتماعية تحاكي مشاكل المجتمع العراقي بأعتماد العرض على فرضية الخرافة القديمة (ال إعزيزة) وكما معروف في المجتمع البغدادي بأن( ال إعزيزة ) هي مصدر شؤم يعتمد عليها المشعوذون والسحرة في زرع المشاكل والعراك في البيوت بذلك رحل مخرج على بساط مخيلته ليخلق عرضا يتناول هذه المشاكل وطرح عدد من التساؤلات للبحث عن حلها .
و وفق المنظومة الجمالية التي اشتغل عليها المخرج فهي لم تكن منظومة لعرض مسرحي خالص كما ورد في كلمة المدير العام لدائرة السينما والمسرح والراعي الرسمي للعرض كون هكذا عروض تعتبر من الفنون المجاورة للمسرح وهذا واضح ايضا في الفولدر التعريفي حيث وصفه مخرج العرض (PERFORMANCE) فن ادائي يعتمد على الطرح الفكري عبر الفنون المختلفة .
- اعزيزة ليس كولاجاً مسرحياً
يعتمد الكولاج المسرحي من جانب النص على القص واللصق من المشاهد المسرحية المكتوبة ، ويشار ايضاً الى الكولاج المسرحي من قبل بعض النقاد على انه حيلة الورشة المسرحية على التأليف ، هذا كون الورشة المسرحية تعتمد على أفكار المشاركون فيها ، فيما النص المؤلف يعتمد على طرح المؤلف لافكاره بعدها يقدم النص عرضاً متبنى من قبل كادر العرض.
الا ان عرض (إعزيزة) لم يكن كولاجاً يعتمد المشهد المكتوب في نصهِ الأصلي بل اتخذ العرض مشاهداً قد طرحت ضمن الورشة والتي توجت بعرض " إعزيزة"
وفي تطور الكولاج المسرحي من الجانب الجمالي في الرؤيا الإخراجية ذهب الكولاج الى ان يأخذ موقفاً محايداً او ما يسمى بـ " الحيادي الفعّال" كما يطرحها المخرج المسرحي صادق مرزوك في سلسلة مقالاته " بقعة ضوء في جريدة الصباح" اي ان المخرج يكون حيادياً في طريقة الاشتغال المشهدي فهو يلجئ الى تكوين المشاهد الواحد مختلفاً عن الاخر في الأُطر الفكرية الإخراجية وبهذا يكون المخرج غير مقيداً في الرؤيا الجمالية،
هذا ما كان مفقوداً أيضاً لو اعتبرنا " أعزيزة" عرض كولاجياً بنظامه التقليدي ، كون المخرج كان يعتمد على المشهد اليومي " الآني " اما عن المنظومة الجمالية فهو قد ادخل الاستقصاء المشهدي في العرض حيث ان المتلقي كان يستقصي الأحداث من موقع الى اخر ببساطة ، وقد كان المخرج نبها لإيقاع العرض حيث اشتغل مشاهد قد تكون بسيطة في الباحة و التي من خلالها يدخل المتلقي الى مواقع الأحداث ، بهذا حقق المخرج إيقاعاً موحداً غير منفصل عن إيقاع مواقع احداث العرض.
الا ان الكولاج الذي لوحظ في عرض " أعزيزة" كان محققاً في القص والصق بين الفنون فقد لوحظ في العرض مشاهد تشكيلية من خلال المعرض التشكيلي الذي قدم من قبل مؤده " احمد نسيم" حيث كان يقود المتلقي الى لوحاته التشكيلية ومن خلالها يروي قصة كل لوحة بمشهد أدائي .
وكذلك لوحظ عرضا سينمائياً ثلاثي الأبعاد قدمه "أمير ابو الهيل" الذي عرض من خلاله مسيرة الحروب والقتل فمن خلال هذا المشهد التقني كان المتلقي يتحسس قوة الصوت واهتزاز الارض وغيرها من تفاصيل تشير الى رغبة عرض " عزيزة" في مشاركة المتلقي لأحداث العرض ليكون قريباً من هموم الطرح الفكري والجمالي .
وقد اشتغل العرض على القص من الفن الفوتوغرافي في المشهد الذي قدمه " أمير عبد الحسين" الذي اعتمد على استوديو التصوير الفوتوغرافي ليلتحق هذا الفن مع مَشاهد الفنون الاخرى، فمن خلال هذا المشهد يقدم لنا " أمير عبد الحسين " مجموعة من صور المجتمع لا شك ان المتلقي سيكون حالة موجودة من ضمن مجموعة الصور التي قدمها المصور الفوتوغرافي .
كما قدم كل من " غسان اسماعيل . احمد سعدون. أمير البصري. حيدر سعد . شروق الحسن. هند نزار. باسم الطيب . مصطفى الصغير" مشاهداً تعتمد الطقسية ومشاركة المتلقي بالحدث المباشر في التكوين الفكري والجمالي للعرض.
بهذا يكون العرض قد قدم نوعا جديدا من الكولاج المعتاد عليه في الفن المسرحي او الفن التشكيلي .

ـ أعزيزة ليس عرضاً مسرحياً منفصلاً

لو رجعنا الى تاريخ المسرح العربي لوجدنا في مراجعهِ ان المسرح العربي بدأ بعروض المسرح المنفصل اي ان المسرح كان عبارة عن غرف منفصلة تُقدم من خلالها المشاهد المسرحية سواء كانت تلك المشاهد معززة بالسينوغرافيا او تبقى معتمدة على الاثاث الموجود أصلا في تشكيل الغرفة المنزلية وتوظيفها وفق مشهد مسرحي غير منفصل فكرياً وجمالياً عن المشهد المسرحي المكون في الغرفة الاخرى .
اما في المسرح العراقي فكان وجود المسرح المنفصل واضحاً ففي عرض مسرحية " ترنيمة الكرسي الهزاز" المخرج الراحل عوني كرومي ، كان العرض يعتمد على سينوغرافيا المكان ذاته وهو منتدى المسرح الذي استطاع المخرج من خلالهِ ان يغادر العلبة المسرحية المعتادة متجها نحو فضاءات البيت البغدادي الذي أثثهُ المخرج وفق فرضية النص المسرحي حيث استطاع ان ينقل المتلقي من غرفة الى اخرى في إطار طرح فكري موحد وشكل جمالي متغير وفق شخصيات النص المسرحي .
بذلك يكون عرض " أعزيزة" خارجاً عن إطار فكرة المسرح المنفصل ذلك كون العرض كان معتمداً على تنقل الجمهور ليكون جزاء من العرض ، تتضح صورة هذا الطرح خصوصا في مشهدي " بغداد بعد خمسون عام " ومشهد المصور الفوتوغرافي " اضافة لمشاركة المتلقي الفعلية من خلال الحركة والحوار في جميع مشاهد العرض .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أون سيت - الأسطى حسن .. نقطة التحول في حياة الفنان فريد شوقي


.. أون سيت - أولاد رزق 3 .. أعلى نسبة إيرادات .. لقاء حصري مع أ




.. الكاتب علي الموسى يروي لسؤال مباشر سيطرة الإخوان المسلمين عل


.. بيت الفنان الليبي علي غانا بطرابلس.. مركز ثقافي وفضاء إبداعي




.. العربية ويكند | جيل بايدن تقود الرئيس بايدن إلى خارج المسرح