الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوقت الضائع

برهان المفتي

2014 / 11 / 2
الادب والفن


هكذا... أجمع من كل ساعة أحطمها بقايا زمن مخبأ في أجزاء الساعة المحطمة . أنا أعمل في شركة لتدوير الوقت ، نجمع الوقت المخبأ والضائع ثم نقوم بتدويره. نستلم كل يوم وجبات من الساعات القديمة في حاويات تصلنا من أماكن عديدة. ثم نقوم بفرز ما نجمع من الوقت إلى أوقات جميلة وأخرى غير ذلك، لا أريد لها توصيفاً .
قررت شركتنا هذا اليوم أن توزع علينا حوافز تشجيعية ! أوقاتاً جميلة من تلك التي جمعتها الشركة من الساعات التي حطمتها . أخذتُ حصتي وعدتُ إلى البيت. فتحتُ حجرة تدوير الوقت في ساعتي الجدارية ثم وضعتُ ما أستلمته من الشركة فيها لأستمتع بالوقت الجميل. نعم... كجزء من عمل شركتنا فأننا نوزع على زبائننا ساعات فيها إمكانية ملئها بالوقت الذي نقوم بتدويره، وبدأت شركتنا ذلك معنا ، وكان نصيبي ساعة جدارية.
تغيرتْ ألوان غرفتي، وتغيرتُ أيضاً، ألوان لا أعرفها ولم أرَها في حياتي، أبدأ بأن أكون شخصاً ليس أنا ! مَن سأكون ! مَن أكون ؟ مَن أنا ؟ لقطات سريعة..بعضها دقائق، بعضها ومضات ، تمضي مسرعة وتختفي، تتصاعد أصوات ، أسمع قهقهات لذيذة، همسات حارة، أشعر بخدر لذيذ، أسمع ضحكة في أذني اليمنى وهمسة في اليسرى، في شفتي طعم قبلة، على صدري عطر لقاء، ولكن مَن أنا؟ مَن أناااااااا؟ تعلو صرختي، تختفي اللذة وتمضي الهمسات كلما إرتفع صياحي. أرى أشكالاً وألواناً تخرج من ساعتي الجدارية، أضرب زجاجتها بقبضتي وأنا أصرخ : مَن أنا ؟
يدي تنزف، يدخل بعض بقايا الوقت الجميل وبعض اللون في جرح يدي، أشعر بأني زمن، لا شيء غير زمن، أراني دقائق زمن تتلاشى ،أراني أختفي، أختفي... مَن ن ن ن ن أنا ا ا ا ا ا !
.......
سيارة شركة تدوير الوقت، تأخذ حاوية فيها ساعة جدارية بزجاج مكسور، وهناك بقايا قميص من الزي الموحد الذي يلبسه موظفو شركة تدوير الوقت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا