الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة مفتوحة إلى المؤتمر الوطني السوري المنوي عقده بباريس ما بين 26 28 .08 . 05

محمد سعيد آلوجي

2005 / 8 / 26
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


سبق أن كتبنا عن هذا المؤتمر مقالة بعنوان "هل نحن أمام مؤتمر معارضة أم مؤتمر مولاة" وحتى لا نتهم بأننا نقف موقفاً سلبياً من نشاطات قوى المعارضة الوطنية والقومية الديمقراطية الجادة، والساعية إلى تغيير النظام السوري بشكل سلمي وبالوسائل المشروعة المتاحة. دون اللجوء إلى الاستعانة بالتدخلات العسكرية الخارجية أو الداخل. لا سيما وأننا لم نتلقى أصلاً الدعوة لحضور هذا المؤتمر.
لذا رأينا أن نوجه رسالة مفتوحة إلى قوى المعارضة بجميع أطيافها الوطنية والقومية الديمقراطي لا سيما إلى أولئك الذين سيحضرون هذا المؤتمر والراغبين منهم إلى إيجاد مبادئ وآليات عمل مناسبة لتغيير نظام الحكم الحالي في البلاد إلى نظام ديمقراطي يقر دستورياً بحقوق جميع المواطنين السوريين وشرائحهم القومية والطائفية، والدينية التي تنبذ الإرهاب ووسائل العنف، وأن يعاد إلى الجميع كامل حقوقهم المغتصبة والمحجوبة عنهم. أم إلى أولئك الساعين إلى إيجاد نظام ديمقراطي بديل عن نظام حكم البعث وجبهته الشكلية. يقر بكافة مبادئ حقوق الإنسان دون أي نقص أو لبس أو تفريق، أو تمييز بين كل مكونات وشرائح الطيف السوري. بعربه وكرده وباقي قومياته وتكويناته الدينية والطائفية.
وفي رأينا فإن المشاكل السورية لا تقتصر على المشاكل الوطنية فقط. حيث أن بلدنا غير محتل، ولا يتهدد وحدته أي مشروع استعماري أو تقسيمي، ولا يمكن أن تحيد عنه التهديدات الخارجية المحاقة به بسبب السياسات الخاطئة للنظام البعثي. إلا إذا تضامنت المعارضة مع بعضها البعض، وسعت بكل جد وإخلاص إلى إيجاد نظام حكم ديمقراطي في البلاد، أو أن تسعى تلك السلطات دون أية مواربة إلى إجراء تغييرات شاملة وجذرية على مجمل مناهج حكمها. فاتحة المجال واسعاً أمام المعارضة الوطنية والقومية الديمقراطية للمشاركة في حكم البلاد بغية إيجاد حلول مناسبة وديمقراطية لكل المشاكل السورية دون استثناء على أن يسبق ذلك إلغاء العمل بالأحكام العرفية والمشاريع والقوانين الاستثنائية في البلاد والسماح بحرية الأحزاب وإطلاق سراح السجناء السياسية وووو. وإن كنا نشك بقدرة هذا النظام إلى تغيير نفسه. فلم يمضي سوى أيام قليلة على مؤتمرهم العاشر الذي لم يوصي بأية تغييرات على مناهج البعث ونظام حكمه للبلاد...
هذا ونرى بأنه كان من الأفضل أن يسمى مؤتمر باريس بـ "المؤتمر الوطني القومي الديمقراطي السوري" ليكون مؤهلاً لاستيعاب كل قوى المعارضة السورية الشريفة دون استثناء.

وطالما أن الداعين إلى عقد مؤتمر باريس رفضوا سلفاً أية "محاولات للغزو العسكري الخارجي ورفض فرض أي تغييرات في سورية بشكل عسكري سواء اً من الداخل أو الخارج"
لذا فإننا نرى بأن يتطرقوا في مناقشاتهم إلى بعض من الأمور نذكر منها:

1. أن يناقش المؤتمرون بكل جد وإخلاص متطلبات المرحلة الراهنة والمستقبلية لاستيعابها والوصول إلى اعتماد الآليات اللازمة للاستفادة منها وتسخيرها لصالحهم. كذلك أن يتطرقوا إلى التركيبة الأثنية "العرقية" والطائفية والدينية لسوريا كوطن للجميع. دون أية فوارق على الإطلاق. للتمكن من اعتماد ما يوافق تلك الشرائح وحشد أكبر تجمع منهم ولو بعد حين. إن كانوا جادين فعلاً في مساعيهم بغية تغيير النظام بشكل سلمي وإيجاد نظام حكم بديل ديمقراطي شامل وبأسرع وقت ممكن.

2. كما يتعين عليهم البحث مطولاً عن وسائل تمكنهم من بناء أوسع معارضة في المستقبل القريب يضم مختلف الشرائح الشعبية ومكونات الطيف السوري بكل ما للكلمة من معنى. سوءاً من المتواجدة داخل الوطن أم خارجه، ووضع آليات مناسبة لتنظيم العلاقة في ما بينهم بشكل قوي ومتين. بعد دراسة أسباب عدم حضور معظم المعارضين الحقيقيين لمؤتمرهم هذا، وأن يسعوا إلى تذليل كل العقبات المبدئية والفنية التي حالت دون حضورهم لهذا المؤتمر.

3. على المؤتمرين أن يناقشوا كيفية الاستفادة القصوى من المتغيرات الدولية الداعمة للساعين إلى إيجاد أنظمة حكم ديمقراطية. يراعا من خلالها حقوق الإنسان، كما نصت عليها المعاهدات والبروتوكولات والمواثيق الدولية بذلك الخصوص. لا سيما وأن سوريا قد وقعت على أغلبها، ومنها مواثيق الأمم المتحدة والجامعة العربية، والتي تنبذ الظلم والاضطهاد وتبيح المقاومة السلمية بكل أشكالها ووسائلها المتاحة. رافضة كل أشكال التمييز العنصري وانتهاك حقوق الإنسان والتعدي على الآخرين تحت أية ذرائع كانت إلخ... كما أنه يتعين عليهم إقرار الاتصال بالشرعية الدولية لمساعدتهم على التحرك بحرية وحمايتهم من قمع النظام السوري لهم لاحقاً. لا سيما وأن النظام السوري سوف لا يدخر وسيلة لمقاومتهم والقضاء عليهم.

4. كما يتعين على المؤتمرين مبدئياً تحديد مناسبات قومية ووطنية ودينية للتحرك من خلالها بشكل سلمي ومشترك لمطالبة النظام السوري بالرضوخ إلى مطالب المعارضة من خلال تسييرهم لمسيرات سلمية، والقيام بإعتصامات أو ما شابه ذلك سواء أكان ذلك داخل سوريا أم خارجها.
نذكر من تلك المناسبات على سبيل المثال لا الحصر "عيد العمال العالمي . عيد الجلاء. عيد المرأة. يوم الطفل. عيد نوروز. يوم ديني مقدس للمسلمين. يوم مقدس للمسيحيين.. كذلك حرب حزيران. يوم تطبيق الحزام العربي. يوم تطبيق الإحصاء الإسثنائي. الثامن من آذار بمناسبة إستلاء البعث على السلطة بالقوة ... وهكذا..".

5. تشكيل لجان متابعة وتنسيق لتطبيق بنود اتفاق مؤتمر باريس هذا. كذلك للاتصال بتلك الأحزاب والمنظمات التي لم تخلفت عن حضور هذا المؤتمر سواءً المتواجدة داخل الوطن أو خارجه. العربية منها أم الكردية أم الآشورية أم غيرها. عدى تلك التي تم استثناها من الحضور.
6. اعتماد الأساليب والوسائل التي تتيح لهم التحرك السليم بغية تطبيق بنود الاتفاق. مثل المسيرات والاعتصامات. والإضرابات والتجمعات، وكيفية الاتصال بمنظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني، والشرعية الدولية إن لزم الأمر. كذلك اعتماد الوسائل الإعلامية اللازمة، والتغطية المادية لتوفير مستلزمات النضال، ووضع الآليات اللازمة لها جميعاً.
7. إرسال نسخ من مقررات مؤتمرهم وتوصياته إلى جميع الأحزاب العربية والكردية التي لم تشترك في المؤتمر. لغرض كسب الدعم لتحالفهم، وانضمام أكبر قدر من تلك المعارضة التي لم تنضم إليهم بعد، كذلك بهدف كسب التأييد اللازم لتحقيق أهدافهم بغية الوصول إلى اعتماد وتطبيق نظام ديمقراطي سليم يوفر للجميع حقوقهم ومصالحهم القومية والوطنية دستورياً وبشكل سلمي ومشروع.

هذا ولا بد أن ننتظر نتائج هذا المؤتمر هل سيكون لصالح التغييرات القادمة. أم أن المؤتمر له أهداف أخرى

محمد سعيد آلوجي










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة