الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أفكار في سطور(2)

اسماء محمد مصطفى
كاتبة وصحفية وقاصّة

(Asmaa M Mustafa)

2014 / 11 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


أفكار في سطور(2)
ـ أسماء محمد مصطفى

ـ البلد الذي يعتمد اقتصاده على مصدر واحد كالنفط ، مؤكد أنه يتعرض للأزمات ومنها الإفلاس بسبب الألاعيب السياسية التي تستهدف أسعار النفط .. وبلد كالعراق كان يمكن أن ينشط في الزراعة والصناعة والثروة المائية والسياحة ليخلص رقبة اقتصاده من سيف الجلاد الذي لاتعنيه سلامة رقاب الشعوب وأمنهم ، لكن بوجود ساسة فاسدين لصوص يهدرون أموال العراق وظروف حرب وإرهاب مستمرة وإنفاق مسرف على أمور غير مجدية وغياب تنشيط مصادر أخرى لدعم الاقتصاد ، يمسي مستقبل العراق الاقتصادي مظلما .. وإن كنا نتمنى العكس ، لكن ليس بالتمنيات وحدها ينهض العراق .

***

ـ نسمع كثيرا كثيرا كثيرا .. في العمل والشارع وعلى شاشات الفضائيات ونقرأ أكثر في شبكات التواصل منشورات وتعليقات من أفواه وأقلام عراقيين أن الشعب العراقي شعب متخاذل ومنافق وله سلوكيات غير حضارية ولايستحق الحياة ويستحق أن يحكمه الطغاة ... ووووووو ..
في كلامهم ألم لما يحصل ورفض لهذه الأخلاقيات التي لاتليق بالإنسان ، ولكن هل بالكلام والاستهجان وحده تتغير الأوضاع والاخلاق الى الأفضل ؟
لو حسبنا عدد المستنكرين لهذه الاخلاقيات لوجدناه عددا كبيرا ، وهم يشكلون جزءا من الشعب العراقي ، إذن ، ماداموا كُثراً ، فلماذا الشعب كله متهم ومدان ؟ أليسوا جزءا من الشعب الذي يدينونه ؟ لماذا يستنكرون فقط بالكلام ولايغيرون ولايعملون او يحاولون أن يعملوا على تغيير اخلاقي نحو الافضل ؟ أم إنهم يحاولون ولاينجحون ؟ أم إنهم بياعو كلام فقط ويمثلون جزءا فاعلا في التردي الاخلاقي ويدعون العكس او لايشعرون بمايفعلون ؟ أم إنهم كسالى ينتظرون من يغير واقعهم بدلا عنهم ؟ أم إنهم قلة ضعيفة غير مؤثرة في الحقيقة لاتقوى قيمها على الصمود بوجه الاخلاقيات الرديئة الشائعة ؟
إن نظرة الانسان او الشعب الى نفسه تؤثر على حاضره وماضيه سلبا او ايجابا ، ولذا حين يكرر الناس القول إنهم شعب لايستحق الحياة ، فإنهم يجذبون الى واقعهم مايحول كلامهم الى واقع يحيلهم الى أموات .. وعليه انتبهوا الى ألفاظكم بحق أنفسكم واحترموا ذواتكم أكثر وحاولوا ان تغيروا ونقطة البدء منكم ومن أطفالكم ومقربيكم . فليس بالامتعاض والشكوى يتغير الانسان او الشعب او واقع البلد .

***

ـ التربية تسبق الثقافة ، والثقافة لاتكتمل إلاّ بالأخلاق :
حين يختلف ( مثقفان ) او جماعتان في الآراء او التوجهات ، او يتبنى أحدهما رأياً مغلوطاً فكرياً او نقديا مستفزا للآخر ، او قد يكون صائبا ولكنه لايلقى قبولا لدى البعض ، فإنّ من حق أي إنسان أن يبدي اعتراضه او يقول كلمته ووجهة نظره بموضوعية ، غير أن اللجوء الى أسلوب التسقيط الأخلاقي وتشويه سمعة المُختلَف معه ، في منافذ النشر ، إنما هو أسلوب يلجأ اليه الضعيف الذي لايمتلك الحجة لإثبات وجهة نظره ..
بأي حق تُستغل وسائل الإتصال والنشر للتشهير والإساءة ؟ وإذا كان من يفترض بهم أنهم منتمون للوسط الثقافي يرتكبون هذه الأفعال المشينة ولاتأتي ردود أفعالهم موضوعية ، فبماذا يختلفون عن الجهلة والسفهاء ؟ وهل شرف الآخرين لعبة او علكة تلوكها الأفواه ؟
التربية تسبق الثقافة وكل التسميات الأخرى .. والثقافة أخلاق وليس مجرد قراءة أكداس من الكتب او تأليف أكداس مماثلة منها . فليتأكد أحدهم من قيمه وأخلاقه قبل أن يطلق على نفسه تسمية مثقف.
هذا رأينا في ضوء مانلاحظه من (خرابيط) بعضهم تجاه البعض الآخر في فيس بوك ومواقع ألكترونية مختلفة .

***
ـ بعض الذين ينتمون الى الوسط الصحافي او الثقافي يردون على الطائفيين بنبرة جاهلة وطائفية أيضا ..
إذا كانت هذه حال أصحاب القلم ، فلاعتب على الآخرين ..
للقلم رسالة وهدف تربوي قبل شيء ، وأصحاب الاقلام الانفعالية والطائفية بهم حاجة الى إعادة صياغة لهم ولأسلوبهم وأقلامهم .

***
ـ ينتقدون العنف والظلم والهمجية .. وهم عنيفون ظالمون همجيون .. أسلوبهم الفظ وغير الإنساني يدلل على حقيقتهم .. يتحلق حولهم ويصفق لهم أشباههم من المتصيدين في الماء العكر ..
الانتقاد الذي يفتقر الى الموضوعية ، ويهدم ولايبني ، ويحرض على العنف ، ويشوه ، ويحرق الأخضر بسعر اليابس ، يمارسه مرضى نفسيون لايدركون أنهم كذلك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توسع الاحتجاجات الجامعية في أنحاء العالم


.. إجراءات اتخذتها جامعات غربية بعد حرب إسرائيل على غزة




.. استشهاد فلسطينيين أحدهما طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزلا شر


.. على خطى حماس وحزب الله.. الحوثيون يطورون شبكة أنفاق وقواعد ع




.. قوة روسية تنتشر في قاعدة عسكرية في النيجر