الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لقاحات للديماغوجية في البلاد العربيّة

محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)

2014 / 11 / 2
كتابات ساخرة


عندما ترتعب ويرتفع معدل الأدرينالين لديك وأنت تسمع أحدهم يناديك بأسمك الثلاثي
وعندما لا تستطيع قول الحقيقة الا بعد الألتفات يميناً وشمالاً حتى في الصحاري
وعندما تبتسم مرغماً لموقف يدعو للبكاء وتبكي لموقف يستدعي الضحك والا الهلاكِ
وعندما تتملق جاهل لأن جهازك الحساس و وجودك بيده كما الطفل الماسك بالفراشةِ
فأعلم عزيزي القاريء بأنك مصاب بمرض أسمه (خارج السرب) علاجه بسيط أقدّمه لك مجاناً وهو أن تبقى تحلم بأن حياتك برنامج للكاميرا الخفيّه وسيأتيك بالنهاية المخرج والمنتج والممثلون ويعطوك كل ماتمنيت وتموت معهم من الضحكِ بسعادةٍ
أما أذا لم تجدي معك الأحلام و زاد همّك .. فالحل أن تهاجر بعد عمّك !
أين المتفائلين ليدحضوا تلك الوصفات بالأعشابِ أو التخدير الموضعي أو الكلي , أفتونا أحبتي ولنبقى مدوغجين لنحلم سويا ولمن ينتقد صمتنا عن الأيبولا فأقول له :
أطمئن ولا تكترث فهي ليست أخطر من وباء الطائفية .
وأزيدكم من الشعر بيت مع تلك الوصفة المجانية بأن (الديماغوجية) هي فن قبل أن تكون مصطلح أو نظرية , تعتمد في نجاحها على مهارة التلاعب بمشاعر البشر من قبل قياداتهم الأجتماعية هدفها السيطرة على الناس وتسهيل ترويضهم من خلال تأجيج الخوف أو الحب أو الكراهية , غسيل للأدمغة بالتحكم الحذق بالمشاعر الأنسانية وبحسب الحاجة المرحلية تلاقي نجاحاً رهيباً في بلدان التخلف والفقر والحياة الخيالية , أبشع مافيها أنها تسبب الأدمان مثل الحشيش والكوكائيين تجعل المدمن يبحث عمّن يضحك عليه وينعش دماغه بالكذب والوعود التي ليس لها وجود , مجرد طرهات غيبية , لاتصدقها الا العقول الغبيّة وهنا لا أتطرق للأيمان بالمعاد والحياة الأخرى , فهو على العكس يجعل الأنسان مخلداً ويمنحه قيمة وزخماً يستحقه هذا المخلوق الغير محدود القدرات فهو أكبر كثيراً من أن تلتهمه الطفيليات حين يموت , بل هو روح أزلية , أكبر من أديم ودم برائحة لاتطيقها أنوف البشرية , الأنسان ياسادتي أمتلك العقل وهو القوة الأكبر على مستوى الكوكب , وبما أن لكل عظيم نقطة ضعف فقد دخل الخبثاء عن طريق تلك الثغرة التي نسميها (المشاعر الأنسانية) البعض تمكن من تحصينها بالثقافة والإدراك الموضوعي الرصين , فنجح الأخيار في أيصال أفكارهم فيما عجز الأشرار على النيل من العقل الأنساني في بلاد التمدن , أما عندنا فنرى الأخيار متقوقعين , مصابين بداء أسميناه أعلاه (خارج السرب) , مما جعل الغالبية الغير عارفة لما تفعل تفتح بأرادتها تلك الثغرة على مصراعيها لتدخل منها أدوات التحكم لذوي المآرب الأخرى نسميهم قادة فيما هم أنتهازيين صاروا أكثر من الدود و النمل , يسرقون الثورات ويتشدقون حتى بالديمقراطيات, يملكون أدوات موروثة جاهزة تحيل الأنسان عن طريق أستدرار العواطف الى آلة تقاد عن بعد مثل الروبوتات اليابانية , ساعة يقودوهم بالرعب و ساعة بالحب الأعمى وساعة بتأجيج الأحقاد والكراهية , فكلما كثر التعاطف الغير مبرر مع السب والشتم الغير محبب أعلموا أن الشياطين تنجح في مسعاها لتدمير البشرية , لازال الناس ينساقون أمامهم وليس خلفهم منتهزين غياب العقلانيين فأخذوا مكانهم وأستولوا على مقدراتهم فعززوا مراكز قواهم ولذلك نراهم يتزايدون في السطوة بمتتالية هندسية , أشكالهم عديدة وأعدادهم غفيرة , وعّاظ , رؤساء , مدراء , أناس عاديين لكنهم ماهرين بفن الديماغوجية , في حقيقتهم شياطين تتلاعب بمشاعر البسطاء لتسوقهم نحو أهدافها الدنيئة , لتدفع الناس الى المزيد من التخلف والفقر وأنعدام أبسط الحقوق الأنسانية , هنا نرى أهمية قادة المجتمع , وكيف يؤثر غيابهم , أنهم موجودون ولا تتفاجئوا إن قلت لكم بأنهم أيضاً غالبية , فكل من يشعر بقرارة نفسه أنه (خارج السرب) هو في الحقيقة قائد مستقبلي ينبغي أن يتقلد وظيفته ويأخذ مكانه على الفور , وإن غاب لفترة فللغياب أسباب لايسعنا المكان لنبحث صلبها لكنها بالتأكيد ترتبط بالمشهد العام الذي أطاح بالمباديء التي ترتكز عليها نواميس البشرية , وماعلينا اليوم الا أن نستدعي الأخيار منهم ليكونوا منقذين ومؤثرين ’ كل من مكانه قائد لمن حوله ليسهم بقيادة أمة تاهت وأهدرت الكثير من مقدراتها على يد أشرار أستنزفوا الأعمار والأفكار وجعلوا البلدان ولايات يتصارع قادتها على المكاسب الدونية , أجيال كانت ستكون سعيدة وأموال كانت ستبني صروحاً تذهل نظرائنا في العالم لتترك بصمة تنفع كل معشر البشرية , أضعناها بسبب الديماغوجية , ولانملك اليوم الا أن نسترعيكم أيها الغائبون خارج أسراب الدجل وعليكم الوثوب والتدخل فلا غيركم ينقذ الناس من مستنقع الأقطاعيات والعبودية لتأخذوا بأيديهم من حياة الأحلام المستحيلة نحو حياة يستحقونها , ليست خيالية , بل حقيقية مجدية , كونية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين


.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي




.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو