الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العطاء سمة العظماء

فائز تركي القريشي
(Faiz Turky)

2014 / 11 / 2
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


العطاء سمة العظماء
منذ بدأ الخليقة جعل الله سبحانه وتعالى صفة أساسية وهي من الصفات التي أراد لها الله أن تنمو وتستمر وإنها من أحب الصفات لديه سبحانه وتعالى إذ انه قرن الثواب بالعطاء وقرن الجزاء الوافي للإنسان بحجم العطاء ونوعه ،علم أبانا ادم العطاء والزمه بالعبادة وهي من أسمى أنواع العطاء ومنحه القلب والذي هو مصداق العطاء ثم تتالت العطاءات التي تقدمها البشرية جيلا بعد جيل ولعل من أكثر الناس عطاءا ماديا ومعنويا عبر تلك الحقب التاريخية هم الأنبياء والأوصياء والصالحين وسأعرج على أهم شكل وأعظم شكل من أشكال العطاء ولكن دعوني انتقل بكم قليلا إلى ما وصلنا إليه في عصرنا حيث إن العطاء قانون من أهم قوانين النجاح وتطوير الذات باختصار فان هذا القانون ينص حسب قول العالم ديباك شوبرا (أن الكون يعمل وفقا لتبادل ديناميكي مستمر في الأخذ و العطاء، و نحن عندما نبدي الاستعداد الدائم لنعطي نحصل على ما نطمح للحصول عليه، فنحن بذلك نعمل على إبقاء الوفرة الكونية جارية في مسارها الطبيعي) ويقول بوب بروكتور( كاتب أمريكي ) ( العطاء هو القانون الرئيسي للحياة انه القانون الأول للخليقة ، العطاء هو قانون الحياة في حالة مبسطة ) ويقول ( طالما إن التلقي هو الذي يهيمن على عقولنا هذا العقل يكون في حالة عجز حيث انه مقيد في أفعاله طبقا للقانون الرئيسي للخليقة ) ، إن العطاء من وجهة نظري الشخصية هو بمثابة رد الجميل لله سبحانه وتعالي ذلك لأنه منحنا قدرات هائلة فأي شكل من أشكال العطاء مصدره بالنتيجة من الله سبحانه وتعالى ، ولو ركزنا قليلا لوجدنا إن بدون العطاء لايمكنك أن تتلقى وحتى إن تلقيت سيكون التلقي خال من المعنى وسرعان ما تخسر ما تلقيته واضرب مثلا مبسطا عن هذا الأمر شخص ما يحصل على مبلغ من المال من دون جهد كان يكون ربحه في برنامج أو أي كان مصدره فان هذا المال لن يدوم طويلا وسرعان ما يفقده الشخص لعدم تقديره لقيمة المال الحقيقية وهي الجهد المبذول بينما في المقابل شخص تعب في جمع مبلغ من المال فانه يعلم قيمة المال الذي حصل عليه ما يجعله حريصا على إنفاقه في أوجهه الصحيحة وحريصا على استثماره بالشكل الصحيح ، كذلك هنالك مردود نحصل عليه من العطاء المعنوي لا بل هنالك عطاء معنوي يرتقي فوق كل عطاء مادي وأفضل من مثل هذا العطاء بشكل منقطع النظير هو الإمام أبي عبد الله الحسين ( عليه السلام) حينما أعطى كل شئ ولم يتردد في هذا العطاء لأجل الإسلام والأمة فضحى بعائلته وبنفسه إثباتا بان العطاء هو أسمى الصفات التي يريدها الله سبحانه من الإنسان فهل فكرنا بحجم ما أعطيناه وما سنعطيه وهل كان ما أعطيناه كافيا وهل لدينا الوقت الكافي لنعطي مستقبلا كلها تساؤلات يجب أن تكون مطروحة أمامنا وخير ما اختم به، هذه الآيات من سورة الإسراء (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا * وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا * كُلا نُمِدُّ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا * انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلا )

فائز تركي القريشي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة.. الجيش الإسرائيلي يدعو السكان لإخلاء شرق رفح فورا


.. إسرائيل وحماس تتمسكان بموقفيهما ولا تقدم في محادثات التهدئة




.. مقتل 16 فلسطينيا من عائلتين بغارات إسرائيلية على رفح


.. غزة: تطور لافت في الموقف الأمريكي وتلويح إسرائيلي بدخول وشيك




.. الرئيس الصيني يقوم بزيارة دولة إلى فرنسا.. ما برنامج الزيارة