الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظام كامب ديفيد يبصق فتات الشرعية

أحمد سعيد قاضي

2014 / 11 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


بدأ نظام كامب ديفيد العمل على إقامة منطقة عازلة على الشريط الحدودي مع قطاع غزة تشمل إخلاء أكثر من 680 منزل على الجانب المصري والتهجير القسري لمئات العائلات، المهمّشة والمضطهَدة من النظام نفسه، بهدف التخلص من "الإرهاب" الذي يتهم الغزاويين و خصوصاً حماس به.
يبدو أن النظام المصري بلغ درجة من الغباء السياسي في أنه يقوم بإجراءات تعجل من سرعة إسقاطه ودوي سقوطه، إذ إنه لا يقوم على أي أسس من الشرعية الدينية لتوجهاته العلمانية، ولا الإنتخابية لتدني نسبة المشاركة الشعبية وما يكلل هذه المرحلة من إنتهاكات لحرية الإنسان وتكميم الأفواه والقتل والتعذيب والحكم التعسفي البطالة والفقر وغياب العدالة، ولا شرعية كاريزمية فعبد الفتاح السيسي بعيد كل البعد عن شخصيات زعماء مثل عبد الناصر وأبو عمار وصدام حسين، والشرعية القانونية غائبة بطبيعة الحال لما يعتري النظام من فساد عظيم متعاظم باستمرار، هذا إذا كان الشعب متوافقاً فيما بينه على الدستور، وشرعية الإنجاز غير حاضرة حتماً في خضم موجة السياسيات النيوليبرالية المتوحشة ولا سبيل لها أيضاً في المستقبل.
لذا يعتمد نظام كامب ديفيد في هذه المرحلة على قطرات "الشرعية" الزائفة التي تقتر من محاربته "للإرهاب" في سيناء خصوصاً، وفي عموم مصر عموماً، والتي يتسبب الفلسطينيون في غزة به على حد تعبير قادة النظام العسكري الشمولي.
غير أن النظام المصري بإنشائه للمنطقة العازلة إنما يأخذ بحرق الورقة التي ما انفك يطرحها ويغالي ويبالغ فيها. فـ"الإرهاب" لن يتوقف ولن تسد منابعه في مصر المنطقة العازلة على الحدود مع غزة وتشديد الحصار وتضييق الخناق عليها، لأن هذا "الإرهاب" هو أناس مقموعون حذوا حذو أساليب الدولة القمعية الإرهابية في إرهاب الناس على مدى عشرات السنين واضطهادهم وقمعهم واستغلالهم واستلابهم وافقارهم، وما هو إلا أناس مصريون مهمشون اقتصادياً وخدماتياً وأمنياً وتمارس عليهم يومياً عمليات إرهاب الدولة المنظم أيديولوجياً وعملياً.

فلا يمكن أن يكون العنف نتاج المضطهَدين على حد قول باولو فيراري، فهم نتاج العنف والاضطهاد، لذلك من انتهج العنف أولاً ووثب به إلى وعي العامة هم المضطهِدين بتنفيذ وحماية جهاز دولتهم.
قريباً سيتم نظام كامب ديفيد عمله وينجز المنطقة العازلة بين مصر وقطاع غزة، ولكن "الإرهاب" جزماً سيستمر لأنه إنعكاس للأوضاع الاقتصادية-الاجتماعية اللاإنسانية الظالمة المشوّهة إلى أقصى حد، ولما يقوض نظام كامب ديفيد نفسه بنفسه بعبع "الإرهاب الحمساوي" أو "الإرهاب الغزاوي" بيديه ماذا سيتبقى للنظام من مرتكاز للشرعية ليستند إليها؟
ألا إن النظام المصري بلغ من شدة التخبط والاضطراب أنه يكاد، وسوف، يدمر نفسه بيديه، ويضع نفسه على حبل المشنقة عندما يرى الشعب بأم عينيه كذب وهرطقات النظام عندما لا يتوقف "الإرهاب" عن التمدد والتوسع حتى بعد إقامة المنطقة العازلة التي يصورها النظام كسد لمنبع الإرهاب الذي تشكل غزة مصدره.
فسد منبع "الإرهاب" يتطلب إحقاق وحماية حقوق الناس كافةً، وتوزيع عادل للثروات، وتحقيق التنمية خصوصاً في المناطق المهمشة وأهمها سيناء، وإطلاق الحريات العامة والمدنية والسياسية، وجث جذور الفساد، وكف يد الدولة الإرهابية عن رقاب العباد، وبناء نظام ديموقراطي، ولسوف تشكل هذه الإجراءات البنيوية والوظيفية الإصلاحية قفزة كبيرة إلى الأمام في تقويض أسس "الإرهاب" وتحجيم حاضنته الشعبية، ألا أنها بطبيعة الحال لن تغلق أبوابه لأن وجود الدولة يفترض وجود مقاومة شعبية لهذا الجهاز البيروقراطي المحتل الذي يشكل درع البرجوازية الكومبرادورية والعالمية. لكن وجود دولة برجوازية حديثة مكتملة النمو تحقق بطبيعة الحال خطوة تقدمية للأمام وتفتح الأبواب على مصراعيها لبناء اقتصادي-اجتماعي أكثر تقدمية في مصر وغيرها من دول العالم الثالث.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيارة تقتحم حشدًا من محتجين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة أمري


.. -قد تكون فيتنام بايدن-.. سيناتور أمريكي يعلق على احتجاجات جا




.. الولايات المتحدة.. التحركات الطلابية | #الظهيرة


.. قصف مدفعي إسرائيلي على منطقة جبل بلاط عند أطراف بلدة رامية ج




.. مصدر مصري: القاهرة تصل لصيغة توافقية حول الكثير من نقاط الخل