الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى شكيب الخياري: احمل أوراقك وارحل.

يوسف المساتي

2014 / 11 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


إلى العالم العلامة، جهبذ الجهابذة، غوث الزمان، المنقذ، الواحد والعارف والمدافع عن قضايا الكيف، وفارسها المغوار الذي لا يشق له غبار، إلى شكيب الخياري.
سيدي المحترم، أعترف أن مشاعرا وأفكارا عديدة قد تزاحمت في رأسي، وأنا أقرأ حوارك المنشور في إحدى الجرائد الوطنية، أسندت رأسي للحائط، وتذكرت كل الأحاديث التي يخلفها ذكر اسمك هنا في كتامة –عاصمة الكيف ومهده، وجزء من كونفدرالية قبائل صنهاجة والمحاذية لقبائل غمارة المناطق المعروفة تاريخيا بزراعة الكيف- وكيف يعتبرك الكل هنا مساهما في الزج ببعض من شباب المنطقة في غياهب السجون، وذلك عندما ازروك وانت تبحث عن موطيء قدم لك في المنطقة، فكانت النتيجة تنكرك لهم، لكني أعتبرها مجرد أحاديث مقاهي.
سيدي المحترم، تذكرت كلامك عن توظيف أموال المخدرات في البناء السياسي المغربي، وما تلوكه الألسنة هنا عن التحاقك، أو تقربك من حزب البام -أحد المستهدفين من الحراك العشريني الذي أطلق سراحك في أوجه- وأحد الأحزاب التي تكثر الاسئلة حول علاقتها بأموال المخدرات، لكنها تظل أحاديث مقاهي.
سيدي المحترم، دعنا من كل هذه الأحاديث، ولو أني لا أخفيك كم كان بودي أن تكون فارسا مغوارا مدافعا عن مدينتك "الناضور"، التي تعرف سيادة مافيات التهريب والمخدرات وحدث ولا حرج من الأمراض والعاهات الاجتماعية والسياسية، بيد أنك اخترت أن تطوي المسافات لتحلق فوق سماء مناطق زراعة الكيف منظرا فوق العادة، ومتحدثا رسميا باسم المزارعين وباسم الكيف نفسه، ومع ذلك مرحبا بك.
سيدي المحترم، في أحد حواراتك تقول "لا يوجد أي تراجع في النقاش الجاري حول الكيف، لا من طرف السياسيين أو غيرهم، هناك أربعة مقترحات قوانين متعلقة بالكيف في البرلمان" هنا كنت أود أن أسألك عن عدد المرات التي اقترحت فيها تلك الاحزاب مشاريع قوانين متعلقة بالكيف، سرعان ما جمدت بعد مرور الفرجة الانتخابية؟؟ عن عدد المرات التي أثير فيها هذا النقاش بشكل ظرفي ثم يخمد فيما بعد؟؟ ألم يأت الحزب الذي تنتمي أو تقترب منه، ذات يوم إلى كتامة، بقيادة مسؤول حزبي، أصبح اليوم في منصب رفيع، ليبشر الزارعين والفلاحين بأنهم أحرار، طلقاء، ولن يمسهم أحد، وليمارسوا زراعتهم كما أرادوا، وبعدما حصد الحزب ما حصد من المقاعد عادت حملة الاعتقالات، والمطاردات، والمتابعات، وكأن شيئا لم يكن، ثم يأتي اليوم نفس التنظيم الحزبي على بعد شهور قليلة من الانتخابات الجماعية ليقدم مشروع العفو العام؟؟.
سيدي المحترم، بي رغبة جامحة أن أسألك عن ذلك الائتلاف الذي أسسته والذي لا يعرف أحد في المنطقة كيف تم تأسيسه؟ ولا متى؟ ولا أين؟، ولا حتى الدراسات التي اعتمدت عليها وبوأتك منصب الافتاء في شؤون الكيف؟ وأنت لم تزر المنطقة إلا مرات قليلة؟؟ وهل تتوفر على تصور ومفهوم متكامل للتقنين بكل انعكاساته السلبية والايجابية؟؟ وقد أجهدت نفسي مرارا وتكرارا محاولا العثور عليه في مشروع سبق لك أن قدمته، دون جدوى، فهل يا ترى هو قصور فكري مني؟؟ أم أنها عادة النسخ واللصق التي ابتلينا بها؟؟
سيدي المحترم، هل تعرف انعكاسات الكيف الصناعي على الفرشة المائية ومدى تدميره للبيئة؟؟ ألا تعلم سيدي أن هذا الكيف الذي تبشر به كان سببا وراء حروب الماء التي عرفتها المنطقة؟؟ لدرجة جعلت الكثير من الفلاحين يتراجعون عنه بعدما اكتشفوا خطورته؟؟ أم يكفيك أنه يستجيب فقط لمواصفات الاتحاد الأوروبي حتى يكون بالنسبة لك دليلا على نجاعته؟؟ في إهمال تام للخصوصيات الجغرافية للمنطقة؟.
سيدي المحترم، هل سبق لك أن استمعت لرأي ساكنة المناطق المعروفة بزراعة الكيف مباشرة؟؟ بعيدا عن التجمعات الحزبية التي نعرف جميعا كيف تتم؟؟ حتى تخلص إلى أن السكان يوافقون على التقنين؟؟ هل تجرؤ على قول هذا الكلام وسط الساكنة في تجمهر مباشر؟ ثم كيف تختزل معارضي التقنين في جمعية وحيدة؟ ألا تعلم سيدي أنه توجد كونفدرالية تضم أكثر من 13 جمعية ولجنة تحضيرية لجمعية وطنية نظمت يومين دراسيين خرجت برفض الساكنة لمقترح التقنين، إضافة الى فرع لجمعية حقوقية وجمعيات أخرى بمنطقة غمارة، وكلهم يرفضون التصور المطروح لتقنين القنب الهندي؟ لأنه غير عملي، بل إنه في الواقع يحمل بوادر كارثية، أم يبدو أن انتفاضة المجتمع المدني في مناطق كتامة وصنهاجة وغمارة، قد فاجئت أولئك الذين اعتادوا على الفراغ ليقفزوا بالباراشوت وينصبوا أنفسهم أوصياء على المنطقة.
سيدي المحترم، إذا كنت لا تعلم، فدعني أحدثك قليلا عن سبب رفضنا للتقنين، بعيدا عن الغموض الذي يحمله مفهوم التقنين، وغياب تصور واضح له، ذلك أن التقنين يعني العمومية والتجرد، وهو ما يعني بصيغة أخرى أن تقنين زراعة الكيف سيفتح المجال لزراعته في أي مكان، انطلاقا من عمومية القاعدة القانونية، أي أننا سنصبح هنا أمام امتداد المساحات المزروعة بسبب مردوديته المالية مقارنة بباقي المنتوجات الفلاحية، وهو ما يؤدي بالضرورة إلى ضرب الاكتفاء الغذائي في مناطق عديدة من المغرب تتميز بتنوع انتاجاتها الفلاحية، كما سبق وأن حدث في مناطق تاونات والشاون...الخ، في وقت أصبح فيه الأمن الغذائي بعدا استراتيجيا في سياسات الدول، فهل تتوفر سيدي على الضمانات الكفيلة بعدم ضرب الاكتفاء والتنوع الغذائي؟؟
سيدي المحترم، لنفترض أن هذا الأمر سيتم لأغراض طبية وصناعية، من خلال زرع الكيف الصناعي المستجيب لمعايير الاتحاد الأوروبي وهو الذي يحمل مخاطر بيئية عديدة على الفرشة المائية الباطنية وعلى التنوع الغابوي، فهل تتوفر على الضمانات الكفيلة بالحد من نشاط السوق السوداء للمخدرات، بشكل أكبر من السابق لترتفع أسعارها وتصب مداخيل أكبر بكثير من المداخيل الحالية في جيوب بارونات المخدرات، على حساب الفلاح البسيط، وخاصة مزارعي المناطق التاريخية الذين أشارت مجموعة من الدراسات قامت بها وكالة تنمية الشمال إلى أنهم سيكونون على رأس المتضررين من أي مشروع تقنين أو تحويل للاستعمال الطبي والصيدلي.
سيدي المحترم، ألا ترى أنك بهذا الأمر ستساهم في ملأ جيوب البارونات وكبار التجار والملاك على حساب الفقراء والبسطاء من الفلاحين الذي يداسون بالأقدام من طرف كل خبير ينصب نفسه وصيا على المنطقة؟؟
سيدي المحترم، لنفترض جدلا أنك تتوفر على كل هذه الضمانات، فهل تتوفر على الإمكانيات المالية لإقامة منشآت تحويل الكيف إلى الأغراض الطبية، وهي التي تتطلب استثمارات ضخمة، أم انك تريد أن يقتصر دور الدولة على فتح الباب للرأسمال الاجنبي، وللشركات والمختبرات الكبرى الخبيرة في المجال، ولتعيد معنا نفس اللعبة المبتذلة، تصنع كيفنا وتعيد بيعه لنا، وتخرج أموالنا إلى الخارج؟؟ أما أن هذا لا يهم، فالأساس هو الاستجابة لمعايير الاتحاد الاوروبي، ولو على حسابنا نحن؟؟ وعلى حساب الاكتفاء الغذائي للبلاد، ولا بأس في بيع كل شيء لمن يملك الامكانيات، وليذهب المساكين الى الجحيم؟؟
سيدي المحترم، كل أحاديثكم عن التقنين تظل هراء، لأنها تتم بمعزل عن رهانات الفلاح الحقيقي، المطارد في أعالي الجبال، والذي يتعرض للابتزاز من طرف الكل، كل أحاديثكم تلك هراء، مادام هناك الآلاف بلا وثائق هوية، ولا تعليم، ولا صحة، ولا طرق، ولا ماء، ولا كهرباء، ولا صرف صحي، كل أحاديثكم هراء في هراء، وهناك من يخاف الخروج من منزله لحضور الأعراس والجنائز خوفا من المتابعات والمحاضر والاعتقالات، كل أحاديثكم هراء، والمنطقة تعيش معزولة أشهرا طويلة في السنة بلا كهرباء ولا شبكة، ولا اتصالات، ولا ماء.
سيدي المحترم، نريد قبل كل شيء كرامتنا، وحقنا في هذا الوطن، وحقنا في التنمية، وآنذاك فقط نجلس على مائدة نكون فيها ندا لند، دون خوف، ولا مقايضة، ولا ابتزاز، ونحدد مصائرنا بأيدينا، دون أن يتحدث أحد بلساننا ويقرر عوضا عنا، نريد الكرامة أولا، الكرامة أولا، الكرامة أولا.
سيدي المحترم، إلى أن يأتي ذلك الأوان، احمل مشاريعك المستنسخة، وأوراقك المنقولة من دول أخرى، وأجنداتك التي تلوكها الالسن في المقاهي، وارحل، ارحل، ارحل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة :كارثة في الأفق ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مطعم في لندن طهاته مربيّات وعاملات نظافة ومهاجرات.. يجذب الم




.. هل تمتلك السعودية سلاحًا نوويًا؟| #التاسعة


.. روسيا تحذر...العالم اقترب من الحرب النووية!| #التاسعة




.. رئيس الاستخبارات الأميركية يلتقي نتنياهو لإنقاذ المفاوضات وم