الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مليشيات بدر والصدر وجهان لظلام واحد

مالوم ابو رغيف

2005 / 8 / 26
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لم يتفاجأ ولم يفغر احد فاهه من شدة الدهشة وهول المفاجأة لما يسمعه من القتال المحتدم بين المليشيات الاسلامية الصدرية والبدرية.فالدهشة والمفاجاة تكون عادة لشيئ غير مالوف ولا معتاد او غير متوقع.ولكن عندما يتعلق الامر بالمليشيات و الفرق والاحزاب الدينية فكل شيئ متوقع وليس من اسثناءات ،هم مثل فتاويهم الدينية ،متغيرة متبدلة ،انتهازية الطابع ،غبية التناول ،مظلمة المحتوى ، تحرم اليوم ما ستحلله غدا من دون ان يطرأ اي تغييرعلى الشيئ نفسه ،اكان على جوهره او مظهره. اليوم هو سماحة السيد وغدا يشار اليه بقرن الشيطان واساس الفتنة والخراب والعكس صحيح.
فمقتدى الصدر متهم بجريمة قتل السيد الخوئي وصدر امر بالقبض عليه وعلى اعوانه ولا يزال الامر ساري الفعول لحد هذه اللحظة ،لم تسقطه اي هيئة حقوقية او قضائية.لكن تدخل ،من الاعتراض على تدخله رجسا من عمل الشيطان ،اعاد مقتدى الى حلبة الدين السياسي،دون الاخذ بنظر الاعتبار استقلال القضاء ووجوب احترام القانون المفترض ان يكون جميع الناس امامه ،سواسية كاسنان المشط. لكن مشط رجال الدين لا تتساوى اسنانه الا عندما يمرعلى لحاهم ،فلا يصفف الا اموالهم ومكانتهم وامتيازاتهم،ولا يساوي الا بين عمائمهم.
ورغم فضائع جيش المهدي وافعاله الشنيعة بحق ابرياء الناس وبسطائهم ،ورغم همجيته وفهلوته وطيش منتسيبه واعتدائاتهم المتكررة على الناس في الشوارع وفي محلات العمل وفي الجامعات وفي المنتزهات ،ورغم فرض نزوات شيوخه بالقوة باسم بالمعروف والنهي عن المنكر،ورغم ان هذا الجيش يشكل احد المعوقات الكبيرة في استقرار العملية السياسية ،ويشكل احتياطي تحت اهبة الاستعداد لمشعلي الحرائق والفتن واثارة الاحقاد والبغائض بين مكونات الشعب العراقي،جاهز متى ما دعت الحاجة الى استخدامه واقحامه في كل المنعطفات الحساسة والهامة ،رغم ذلك كله يطلق عليه من يشابهوه في الاعتقاد والمنهج ويخالفونه بالولاء ،من انه فصيل واحتياطي وطني مجاهد في سبيل الوطن والحق.
فيتوجه رئيس الوزراء الى الاب الروحي والقائد الاعلى لجيش المهدي مقتدى الصدر، ليجلس معه على حصير واحد،يتطارح معه شؤون السياسة والاقتصاد والدستور،ويظهران على شاشات التلفزه كصبي اخرق يرشد اباه الشيخ الخرف .يزوره نائب رئيس لوزراء احمد الجلبي ويعلن تفهمه لاسباب عصيانه وهيجانه. ويستقبله السيد علي السستاني في صومعته الممتنعة عن الوصول ،ويرحب به المراجع العظام ايما ترحيب ،ولا احد يعرف لماذا.هل فعلا انه علامة وراسخ في العلم الديني ام لانه اصبح امير حرب .؟ام لانهم مجبورين على ذلك مثلما أُُجبروا على الصمت ايام البعث فتعوده واصبح من طبائعهم،الامر الذي حعلنا نتفهم نعت مقتدى لهم بالمرجعية الخرساء.؟
لكن بالمقابل،هل ان من ينازعه السيطرة والجاه والمركز،يمتلك صفة قانونية او حقوقية او تفويض شرعي ؟ام انه مثله لا يملك شرعية غير شرعية السلاح والتهديد بالانهاء والوعيد باشر العواقب للمعترضين.؟
هم مثله ،لا يختلفون عنه ابدا سوى باختلاف الولاء لرجل اخر ،فالولاء لصاحب العمامة وليس للناس ،وليس من اقتداء بـ ،اعرف الناس بالحق ولا تعرف الحق بالناس،فاالعمامة اصبحت اليوم هي صولجان الحكم وكرسيه وكرباجه .من اعتمرها اخضع الحق لصالحه و دانت له رقاب الناس ،طالما كان الجهل هو اساس العلم واساس المعرفة وطالما خيم الدين على الاذهان كما يخيم الظلام على الاشياء فيجعلها معتمة.
ما يلفت النظر هو ان الدولة لا تتدخل لانهاء القتال وتلقي القبض على الجناة ،انما يخرج رئيس وزرائها على شاشة التلفاز ليرتجل خطبة دينية وكانها حديث يوم الجمعة،عن الحب والتسامح والمغفرة، ثم يترحم على سماحة فلا ن وفلان والثناء على انجالهم والاشادة بجنودهم المدججين بالسلاح والقنابل . يترجاهم الهدوء وتفويت الفرصة على من يحاول التصيد في المياه العكرة ويتعهد ببناء مكتب الصدر.رئيس الدولة يلغي دور الدولة ويلغي دور القانون ودور رحال القانون وحق الضحايا ولا يشير الى المسؤول عن الخراب والدمار والترويع ولارهاب.ولا يطالب بنزع سلاح المليشيات الاسلامية لانها غير شرعية خاصة تلك التي تدعي ان لها جيش يوازي الجيش النظامي بقوته ويتفوق عليه عددا ،بل يطلب منهم ظبط النفس وعدم الانجرار الى مؤامرات النيل من الحكومة وليس الكف عن توريع الناس وقتلهم وانزال الخراب ببيوتهم.
وتتوالى الاعتذارات لصبي اقل ما يقال عنه انه معتوه ،فهادي العامري زعيم مليشيات بدر المسلحة يعتذر ،واكرم الحكيم عضو الجمعية الوطنية يعتذر ،والطلبانيرئيس الجمهزرية يتصل تلفونيا لطمانته،وعبد العزيز الحكيم يستجيب لطلب مقتدى ويسارع بالاعتذار.افليس له الحق بعد الان ان يفرض ظلمه وظلامه على الشارع ويجبر الناس زفرض عليهم اتباع اوامره واوامر جيشه الهمجي.؟

موقف رجال الدين والاحزاب الاسلامية من ما يحدث في العراق الان من قتل وارهاب هو مجرد نموذج مصغرعن خراب عام وشامل سيكون اشد واقسى ان هم استطاعوا فرض هيمنتهم على السطلة وان لم تستطع الناس وضع حد لتماديهم وعنجهيتهم واستهتارهم بالارواح والمصائر.فمليشيات الصدر ومليشيات بدر هما وجهان لا يختلفان كثيرا عن بعضهما ،فالظلام يبقى كالحا مهما كانت درجة عتمته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد انتخابات -تاريخية-.. لا أغلبية مطلقة في البرلمان الفرنسي


.. احتفالات بالانتصار.. -الجبهة الشعبية الجديدة- تتصدر التشريعي




.. -سأقدم استقالتي-.. كلمة رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال ب


.. سمكة قرش ضخمة تسبح قرب مرتادي شاطىء في تكساس




.. بايدن.. مصيبة أميركا العظمى! والدولة العميقة تتحرك! | #التا