الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عيد الحب، والأم أيضاً!

عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري

(Adel Attia)

2014 / 11 / 3
كتابات ساخرة


كنت أتحدث مع صديقي عن احتفاليات إجتماعية، يمارسها الغرب، ولم تصل بعد إلى بلادنا، كعيد الأب، وعيد الجدة!
فقال لي: انها اعياد المرفهين!
قلت له: وما رأيك في أن اللبنانيين يحتفلون بعيد الأب، والتونسيون يحتفلون بعيد الجدة.. هل هما دولتان مرفهتان، وهل التذكير بالمعاني الإنسانية العميقة، التي تنطوي عليها مثل هذه الأعياد، تشترط علينا يسر الحال؟!..
قال: ما أجمل هذه الأعياد، ولكنها على الأقل، مكلفة بالنسبة لي؛ لذلك أحمد الله؛ لأننا لم نستوردها إلى الآن!
وأكمل حديثه:
هل تعلم، يا صديقي، انني اختزل ما عندنا من أعياد، فمثلاً: نحن في مصر نحتفل بعيد الحب ـ دوناً عن خلق الله ـ مرتين في العام: مرة في الرابع عشر من فبراير مع أحباء فالنتين، ومرة أخرى في الرابع من نوفمبر مع احباء على أمين ومصطفى أمين.. لذلك أقوم بدمجهما معاً، ليصبحا يوماً واحداً هو: "عيد الحب المصري"، ثم أضيف عيد الأم إلى هذا العيد الموحّد؛ ليصبحا أثنان في واحد، أو قل: ثلاثة في واحد؛ ألا يقولون: الأم حب، والحب أم؟!..
وفي هذا العيد، المُجمّع، تجدني، أهدي زوجتي هدية واحدة في عيد الحب، أو تأجيلها إلى عيد الأم، ان لم تسعفني ذات اليد في شهر "فقراير"، لتكون عن العيدين معاً!
وأنا حين أعطيها هديتي، فليس باعتبارها أماً لأولادي، ولا لأنها حبي الزوجي؛ وانما تملقاً وزلفى لزوجة تحب: القرف، والنكد، والمشاكل.. بل هي: أم القرف، وأم النكد، وأم المشاكل!...
ثم أبتسم لي، وقال: بعد تقديم اعتذاري للاخوين على أمين ومصطفى أمين، أطالب بتوحيد العيدين معاً؛ لأنهما تعبيران عن معنى واحد، وليكن اسمه ما يكون!
قلت له: يا أخي، لن أقل لك، يكفي وردة واحدة؛ حتى لا تقول لي أن الورود غالية، وان بائعها يفضل أن تذبل في معرضه عن أن يبيعها بسعر مناسب للناس، بل أقترح عليك أن تقول لها كلمة طيبة، ولو على سبيل الصدقة!
ففاجئني، قائلاً: زوجتي لا تقتنع إلا بالهدية، وتعتبر أن الكلام الطيب، ككلام الصحف!
تركت الرجل، مع قناعاته الشخصيّة؛ لأنه من أجل متاعبه الزوجيّة، بات يطلب في كل مناسبة، إذاعة الفتوى: بتحريم عيد الحب، وعيد الأم، وكل عيد يطالبه بالهدية، ويهديها لكل الناس!...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا


.. شكلت لوحات فنية.. عرض مُبهر بالطائرات من دون طيار في كوريا ا




.. إعلان نشره رئيس شركة أبل يثير غضب فنانين وكتاب والشركة: آسفو


.. متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا




.. أون سيت - هل يوجد جزء ثالث لـ مسلسل وبينا ميعاد؟..الفنان صبر