الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هذيان ماركسي عراقي

مناضل البصري

2014 / 11 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


انا ماركسي منذ نعومة اظافري و قارئ جيد و خدمني الحظ ان اعثر و من خلال اصدقاء صادفتهم في حياتي منذ نشأتي على التيار الماركسي الحقيقي و ليس المشوه تيار غير ظاهر بشكل ملفت لاغلب المثقفين اليساريين حيث كانت سطوة الستالينيةو الماوية و الشتراكيين الديمقرطيين التقليدين على اليسار العالمي و على اليسار العراقي كنت اؤمن بالماركسية الثورية و بالثورة الدائمة و ما زلت و ان على الحزب الثوري ان يعتمد على القاعدة العمالية و الكادحين من الشعب و ان يكون طليعتها في التغيير و الثورة و ارفض اسلوب النخبة الثورية في احداث التغيير و كان لي رغم حبي و اعجابي الكبير بالثائر جيفارا مأخذ عليه هو اتباع اسلوب النخبة الثورية بعيدا عن التجذر و الامتداد في صفوف الجماهير , هكذا تعلمنا من ماركس و لينين فالثورة يجب ان يكون اداتها و محركها هي الجماهير و الاغلبية الكادحة من الشعب صاحبة المصلحة الحقيقية في الثورة و التغيير و اقامة الاشتراكية , و حتى و ان كان الشعب دون مستوى الوعي لكي يدرك هذه الحقيقة فهناك منعطفات ثورية تحدث نتيجة تسارع الضروف الموضوعية تدفع جماهير الشعب الى سلوك ثوري يحقق له ادراك بضرورة التغيير و باهمية اقامة نظام جديد يحقق له العدالة الاجتماعية و يجعله سيد الموقف في ادارة البلاد من خلال ادارة و رقابة شعبية .
رغم تراجع الثورة العالمية بعد سيطرة الستالينية على حكم اتحاد السوفيتي و سيطرتها على قياداة الاحزاب الشيوعية و تراجع اليسار الثوري الحقيقي بسبب هذه السيطرة و بقاءه في حدود النضال النظري لم تتراجع قناعاتي و لم افقد الامل يوما بان لا بد لليسار الثوري ان يأخذ دوره الحقيقي في قيادة الثورة العالمية و يزيح كل القيادات المتهالكة المنحرفة رغم كل العقود الرتيبة التي عشتها سواء في العراق او خارجه و اطلاعي من خلال الصحف و المواقع الالكترونية بان اليسار الثوري الحقيقي يتقدم ببطئ و يتعثر عمليا و صعوبة ما يواجهه و خصوصا في منطقة شرق الاوسط لحين مجئ ما يسمى الثورات العربية و خصوصا في تونس و مصر حيث رأيت اليسار الثوري يأخذ دور اكبر في صفوف الجماهير و اصبحت له قاعدته الجماهيرية و تتوسع يوما بعد يوم نتيجة ثبات هذا اليسار على مواقفه الثورية و صحة طروحاته متوافقا مع تطور وعي الجماهير فانا ارى تطور في وعي الجماهير في تونس و مصر و لبنان و الجزائر و المغرب و تطور و تجذر اليسار الثوري و توسعه , زاد ذلك تفائلي و زاد ثقتي بهذه المبادئ و صحة هذا التيار في طروحاته التي تعتمد على النظرية الماركسية اللينينية في دور الحزب و دور الطبقة العاملة و حلفاءها من الكادحين في تغيير و اقامة النظام الاشتراكي .
هذه القناعات تترسخ في ذهني عندما اتابع الاحداث الان في كل دول العالم
لكن ...... مع كل الاسف و اكرر مع كل الاسف عندما اتابع الاحداث في العراق تتراجع هذه القناعة و بدأت جديا ادرس واقع العراق و شعبه و مستوى وعي هذا الشعب و تركيبته النفسية و التي بالتأكيد نتاج عقود من الزمن بدأت تترسخ لدي قناعة مغايرة ليس في النظرية و التطبيق لاني على يقين بصحتها الا في العراق فهو حالة شاذة بكل ما تعبر عنه هذه الكلمة فهذا الشعب و هذا الواقع لا تصلح عليه هذه النظرية و كل ما درسناه و امنا به ..... هذه الحقيقة علينا الاعتراف بها علينا ايجاد استثناء او نوع اخر من النضال لانقاذ شعب لا يريد الحياة بل ينبذها و يسير نحو الموت و دمار نفسه شعب منوم مغناطيسيا , شعب يحب جلاده , شعب يعرف الخطأ و الصواب و نراه يختار الخطأ, شعب يتلذذ بالالم و يعبر عنه بالعويل و البكاء فيزيده تلذذا .
انا لا اريد الانتقاص من الشعب العراقي ابدا لكني اوصف و احلل حالة لاختيار طريقة نضالنا لتخليص هذا الشعب المنوم من عذابه و المه من خلال قهر كل من يريد به شرا دون الاعتماد عليه , و هنا استذكر اسلوب جيفارا في النضال الثوري بالاعتماد على النخبة الثورية و حرب العصابات و الفصائل المقاتلة , فهذا الاسلوب الوحيد حسب تصوري في النضال الثوري في العراق و في كسب تدريجيا التأييد الجماهيري , فالتركيبة النفسية للشعب العراقي و التي ترسخت لديه عبر عقود من السنين تجعله غير مستعد نهائيا و بكل طبقاته ان يؤيد الضعيف , ان اي دراسه سايكولوجية لهذا الشعب تجعلك و تفرض عليك اتباع اسلوب نضالي خاص يبتعد عن قناعاتنا النظرية و يجعلنا التفكير بان هذا الاسلوب يجب ان لا يعتمد على الطاقة الجماهيرية في بداياته بل على نخبة ثورية .
لا اعرف ان كان هذا هذيانا نتيجة ما ارى من مستوى البؤس الذي يعيشه هذا الشعب و مستوى اللامبالات الذي يعيشه مثقفيه او تلك حقيقة و خيار علينا اتباعه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اتفق ولا اتفق
فريد جلَو ( 2014 / 11 / 4 - 08:29 )
السيد مناضل الكثير مما تقول صحيح ونحن بحاجه ماسه لانتاج برنامج عمل يتلائم مع واقعنا لكن وطبعا اساليب النضال متنوعه تعتمد الموضوعي والذاتي ويجب تغيرها ليس مزاجيا او ان تقوم على الفعل ورد الفعل النخبه التي تسترشد بالنظريه الان مطلوبه كطليعه اذا كان لديها برنامج تعمل على تطبيقه لتفعبل الجماهير الكادحه لتأخذ دورها القيادي في التغير الايجابي وطبعا في ظروف العراق الحاليه لا يوجد بديل عن النضال من اجل تحقيق الديمقراطيه واجراء التغير المنشود من خلال مؤسساتها

اخر الافلام

.. طائرات بوينغ: لماذا هذه السلسلة من الحوادث؟ • فرانس 24 / FRA


.. رفح.. موجات نزوح جديدة وتحذيرات من توقف المساعدات | #غرفة_ال




.. جدل الرصيف الأميركي العائم في غزة | #غرفة_الأخبار


.. طلاب فرنسيون يطالبون بالإفراج عن زميلهم الذي اعتقلته الشرطة




.. كتائب القسام تقصف مدينة بئر السبع برشقة صاروخية