الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المشاهد الضدي لما بعد حداثية لارس فون ترير

محمد احمد الغريب عبد ربه

2014 / 11 / 4
الادب والفن


العالم يعبر عنه محتوياته الاعتيادية واشيائه العميقة بمشهدية عارية أمام الذات المختبئة عن الحقيقة التي لا يود أحد ان يراها، لنري رواية سينمائية صادمة، هذا الانقلاب المشهدي للمخرج لارس ترير قاسي لأي بعد حد، ما بعد حداثي وتفكيكي بكلمات تحطم الاصنام وحدود المعاني، نصبح عرايا بدون اي اغطية عابرين إلي انفسنا بدون قيود، فننقلب علي الحقيقة التي اتضحت أمامنا، ننقلب علي أنفسنا كالمعتاد، فنخفي المشهدية التريرية داخل لاوعينا بشكل اعمق مما اسبق، وندخل في ثنائية النفسية المعتادة التهمة والاتهام، ونلقي الحقيقة بعيداً عن حدودنا المكانية والروحية، كأنها تهمة تبحث عن متهم جاهز، متمسكين بالخير الدائم العابر لكل شئ، نصبح اخيارا مثاليين نادرين أمام هذا الكشف التريري للمعني والحقيقة، ونجهز علي شخصيات المادة الفلمية بالتهم والشرور وفقدان المعني، تصبح الحقيقة المشهدية ماثلة أمام العدالة ومحملة بالغرابة والصدمة الغير مبررة. اللقطة التريرية تقذف موت الاشياء إلي حضن وذهن المشاهد، تقول له اعرف بعدك العميق الخفي، أنه امامك ليس عن طريق كتاباً فلسفياً، او ادباً، ونقاشا مطولاً، انما عبر مسلك الابداع البصري وجماليات الحوار وتدفق المعاني، انها داخلك تحدثك بكل عمقك. فأنت تري تأثير نهاية الامومة أمام عين سيدة تمارس نشوتها مع ابوية جامدة، يسقط الطفل من الشرفة واعين الام تشهد اللحظة الاخيرة لحياة طفلها، فتقد حبها لزوجها، وتبدأ المعاناة، بنهاية الحياة، في فيلمه ضد المسيح، يتتبع لارس هذه اللحظة الفارقة للسيدة.
قد تجاوز معني الحزن بسرده الممتد لنهاية العالم نفسه، عبر عن الحي الميت داخل كل انسان، وكشف عورة الحزين العميق داخل الذات، في فيلمه مانخولايا وضح الاكتئاب والبؤس في كل شئ وفتح اسرار أمامنا وفكك السردية النفسية العيمقة المتخبئة عن المأساة جلعها عارية ومكشوفة في أيدينا، في اول فيلم تشعر أمرأة في حفل زفافها بالاكتئاب وتترك الزوج، وتدخل في نوبة الحزن، ويعلن لارس نهاية العالم الدائم عبر لحظات حزن انثوية رائعة، وكأنه يقول لنا، الانثي خير معبر عن الاشياء الجادة في الانسان ومنها الحزن، الانثي مصدر العاطفة والحنان وعبرها اسبر المعاني الرقيقة للذات، ويقول ترير " في نظري، لا أعتقد أن الفيلم يتحدث عن نهاية العالم ولكن عن شعور نفسي وهو الحزن. يتعرض كوكبنا الأرض للدمار فلماذا الخوف بما أننا سنموت جميعا؟".. ويعبر بعمق عن صفة الاكتئاب وأنها حقيقة وألم يساعدنا علي النضج قدماً، هو يعزز ويدعم الاكتئاب كمنحي تكيتكي داخلي الظهور دائما معرض للطرد للخارج، فهو يوجده رغم بؤسه ويطرده مرة أخري من اجل الصعود الي القوة والحيوية والحياة، من هنا يفكك ترير الاكتئاب كرمز للبؤس، فهو ينهي الحياة ويعدها مرة اخري برموز كشفية للمعني داخل الذات،ويقول ترير "" الإكتئاب هو الكشف عن حقيقة شخصيتنا. الذين واجهوا الاكتئاب خرجوا منه أقوياء. وهذا ما جرى للشخصية التي أمثلها التي تعززت قوتها كلما تقدّمنا في الفيلم."








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نابر سعودية وخليجية وعربية كرمت الأمير الشاعر بدر بن عبد الم


.. الكويت.. فيلم -شهر زي العسل- يتسبب بجدل واسع • فرانس 24




.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً


.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع




.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو