الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سُلاف، الشيعة و الملك

منعم وحتي

2014 / 11 / 4
الادب والفن


على حِين غِرَّة، فاجأتني صغيرتي، ذات الربيع السابع، بسؤال غير متوقع، و أنا أهيم بين القنوات الإخبارية، حين استوقفنا صوت شَجي و حزين جدا داخل إحدى حُسَيْنِياتِ كربلاء بالعراق، و المشهد غير اعتيادي بطقوس لطم الصدور، و تلاوة أشعار في قمة صوفية الشجن، الذي تختلج به أصوات المُرَدِّدين. إنه توصيف دقيق لِلَّقْطَةِ وسط سؤال بريء جدا لابنتي سُلاَف : من هؤلاء؟ و لماذا غناؤهم حزين ؟.

قفزت من مكاني، لأن اللحظة تقتضي أكثر من جواب عابر، و من عادتي أن أكون مع الأطفال صريحا و أقرب إلى العِلمية مني إلى الموقف. إنهم يا صغيرتي يُحيون موت / قتل أحد قادتهم الكبار، إنه الحُسين بن علي، تابعت سُلاف بنفس جرأتها المعهودة، هل رئيسهم الحُسين، مثل الملك في المغرب ؟، أحسست أن تفاعل النقاش أصبح أشد صعوبة، لكي أفسر الفرق بطريقة مبسطة بين إمامة علي و الحسين عند الشيعة في إصقاع الأرض و المخيال الشعبي و الطفولي لموقع الملك. فأجبت مترددا : ليس بالضبط صغيرتي، فزعيم الشيعة له مكانة حاكم القلعة كما في الرسوم المتحركة، في وجدان و قلوب و طقوس أنصاره، لأنه قُتِل و كان في فئة قليلة ضد فئة كبيرة و طاغية، أما الملك في المغرب فلا زال حيا و يحكم قلعته، و لم أزِدْ على ذلك شيئا أمام طفلتي.

لا أدْري لماذا لم أحوِّل نظري إلى قناة أخرى، رغم انتهاء الحوارية و ابنتي، هل لأن صوت المناجاة الحزينة استهواني، أَم أن سؤال سُلاف لا زال يتراقص بمادتي الرمادية، بين طقوس التطبير، فورة حزب الله و استرجاع جوابي حول الملك.

ملحوظة لها علاقة بما سبق : إن القوة الاستدلالية للمفكر الشهيد حسين مروه، أنه متمكن جيدٌُ من ناصية التراث، بسنوات دراسته بحوزات النجف بالعراق، التي أفضت إلى أسئلة فكرية و معرفية، استثمِرَ فيها النسق المادي التاريخي و الجدل العلمي. فمنتوجه النظري ”النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية“، إحدى أرقى القراءات العقلانية للتراث.

عواشركم مبروكة.

منعم وحتي / المغرب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء


.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان




.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي


.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء




.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس