الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بلدٌ مُكبّل بالحكّامِ وبالمسؤولين الطارئين

عدنان فارس

2014 / 11 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


في العراق اليوم شعبٌ أعزل من ممثليه الحقيقيين.. وبلدٌ مكبّل بالحكّام وبالمسؤولين الطارئين!
العراقيون وعلى مدى أربعة انتخابات عامة وأربعة انتخابات محلية وفي ظرف تسع سنوات لايوجد لهم ممثل حقيقي واحد لا في السلطة التشريعية ولا في السلطة التنفيذية ولا في السلطة القضائية..
رُبَّ أحدٌ ينبري ويقول: في هذه المؤسسات يوجد (أفرادٌ) نظيفو اليد والضمير ولم يسكتوا عن الغلط... نعم هذا صحيح.. ولكن لحين!... حيث (الاختلاط والمُهادنة) ومقتضيات المحاصصة، بأنواعها المقيتة، طيلة فترات الدورات الانتخابية العامة والمحلية السبعة الماضية والثامنة الجارية أثبتت انهم سكتوا وسيسكتون... وهنا لافرق بين أن تسكت عن الغلط وبين أن تساهم فيه!
وفي جانبٍ آخر من جوانب المسؤوليات والصلاحيات وتحديداً فيما يخص التصرّف بالمال العام فعلى البرلمان العراقي التدخل المباشر ومساءلة رئيس مجلس الوزراء وبعض وزراء الحكومة عن مدى أحقيتهم القانونية في التبرعات ومنح المكرمات.. فعلى سبيل المثال لا الحصر: تبرع رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي يوم امس الأثنين، وليس من جيبه الخاص بطبيعة الحال، بخمسة وعشرين مليون دولار الى محافظة كربلاء لسد احتياجات المحافظة وهي تستقبل زائري المراقد المقدسة في المحافظة دون أخذ موافقة البرلمان او مجلس الوزراء او على الأقل التشاور مع وزارة المالية حول ذلك قبل النطق (بالتبرع او المكرمة) خصوصا وأن البلد يعيش حالة (شاذة) من العوز في السيولة النقدية مما دفع البرمان والحكومة الى إلغاء موازنة العام 2014 ويتجه لمد اليد لمساعدات خارجية!!؟؟
إضافة الى جرائم الغزو الداعشي الارهابي الذي يهدد العراق وشعبه في الصميم وفوضى عسكرة المجتمع العارمة والتدهور الأمني الخطير وتردي الوضع الاقتصادي وتفاقم محنة النازحين وشحة الإمدادات والنقص في الخدمات.. تأتي تصريحات العديد من أعضاء البرلمان، خارج قبة البرلمان، وإصدارات (مكاتب إعلامهم) بيانات غير المسؤولة ناهيك عمّا ماتجود به قريحة أُمراء الميليشيات من تهريجات وإدّعاءات وتصرفات إستفزازية .. كل ذلك يأتي ليصب الزيت على النار ويزيد الطين بَلّة والأحوالَ شراً وسوءا.
البرلمان العراقي الجديد، منذ اليوم الأول لانعقاده ولهذا اليوم، لم يفعل حسناً ولم يُصلِح شيئا.. وهذا هو شأن الوزراء الجدد ورئيس مجلسهم... أما أصحاب الكتل والأحزاب والجماعات، السياسية والدينية والعشائرية، فليس بخافٍ على أحد بمَ يَهمّون وبماذا يَهتمون!
العراق اليوم بلدٌ مكبّل بالحكّامِ وبالمسؤولين الدستوريين وغير الدستوريين.. وحتى بالطارئين.. وهم كُثرُ!
عدنان فارس
4 ـ 11 ـ 2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تصحيح كلمة
عدنان فارس ( 2014 / 11 / 4 - 13:13 )
ورد في بداية السطر الرابع أعلاه تعبير (رُبَّ أحدٌ..) والصحيح: رُبَّ أحدٍ... وشكراً

اخر الافلام

.. عمليات بحث تحت الأنقاض وسط دمار بمربع سكني بمخيم النصيرات في


.. مظاهرات في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وإعادة المحتجز




.. رغم المضايقات والترهيب.. حراك طلابي متصاعد في الجامعات الأمر


.. 10 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في حي النصر شمال مدينة




.. حزب الله يعلن قصف مستوطنات إسرائيلية بعشرات صواريخ الكاتيوشا