الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيبي يريد أن نستجيب أكثر لِمُثيراته

راضي كريني

2014 / 11 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


4-11-2014
بيبي يريد أن نستجيب أكثر لِمُثيراته
راضي كريني
لا شكّ في أنّ المواطنين الإسرائيليّين البالغين، من الشعبَين، الأكثريّة اليهوديّة والأقليّة العربيّة، يعيشون وضعًا مضطربًا، ويخافون من المستقبل السياسيّ والاجتماعيّ والاقتصاديّ المثير للقلق والمبهَم والمحفوف بالمخاطر والعنف والمهدِّد لأبنائهم و....
يستثمر رئيس حكومة اليمين المتطرّف، بنيامين نتنياهو – بيبي هذه الحالة الاضطرابيّة، ويوظّفها في خدمة أهدافه السياسيّة وبقائه في سدّة الحكم، ويغالي في خلق ووصف المثيرات المنتِجة لخوف المواطنين اليهود، ولشكّها في نوايا الفلسطينيّين و... والمؤيّدين لحلّ الدولتين وفقًا لقرارات الشرعيّة الدوليّة؛ فيرتفع مستوى ومنسوب التردّد والحذر من جدوى وإمكانيّة الحلّ السلميّ إلى درجة يتحوّل فيها التردّد إلى اشمئزاز وفزع، والحلّ السلميّ إلى مروّع ومرعب... لذلك على اليهوديّ أن يستنتج استحالة العيش في محيط عربيّ غارق في التخلّف والقمع والفساد و... والدم.
وما الحلّ؟!
لا يمكن إدخال إسرائيل في حقيبة سفر والانتقال بها إلى مكان آخر.
ولا يمكن ترحيل العرب عن أراضيهم وأوطانهم، ولو صمّموا أعظم مِن فزّاعة داعش، وفتّتوا كلّ الجيوش العربيّة، وزرعوا الفتن الدينيّة والقوميّة و... في كلّ البلاد العربيّة!
لكنّ بيبي نتنياهو يفكّر بعقليّة المستعمِر الكولونياليّ القديم؛ لأنّ كلّ المستعمرين الكولونياليينّ فهموا بعد الحرب العالميّة الثانية، وبشكل خاصّ في سنوات الخمسين، أنّ عليهم أن يضعوا حدّا لسلطتهم السياسيّة الاستعماريّه، وأن يغيّروا من أسلوب سيطرتهم على المستعمرات فمنحوها الاستقلال السياسيّ وقيّدوها بعلاقات اقتصاديّة وثقافيّة؛ كي لا تنتقل إلى الأسلوب الاقتصاديّ الاشتراكيّ وإلى التحالف السياسيّ مع الاتّحاد السوفييتيّ.
يعتقد بيبي نتنياهو أنّه أعظم من المستعمر/المحتلّ البريطاني في فرض حقّ القوّة وفي تمجيد إرادتها، وأن الشعب الفلسطينيّ أقلّ من شعب زيمبابوي في تذويت قوّة الحقّ وفي الكفاح من أجل الاستقلال والحريّة، وأن القيادة الفلسطينيّة خاملة ومجموعة من السماسرة والنفعيّين والمراهقين السياسيّين! لذا، بإمكان إسرائيل أن تفرض سيادتها بأسوأ أساليبها القمعيّة لتوسيع اِستيطانها وتثبيت احتلالها وسلبها للأراضي العربيّة الفلسطينيّة والسوريّة.
يخطئ بعض المحلّلين والقياديّين السياسيّين في تحليل انحراف بيبي نحو اليمين وتصعيده من الصراع الدينيّ (تغيير معالم القدس والحرم القدسيّ الشريف، ويهوديّة الدولة) واستفزازاته للمجتمع الدوليّ العاقل ولهيئاته ولقراراته و... وللإدارة الأمريكيّة، وتركيزه على الصراع السياسيّ وطمسه للأزمات الاجتماعيّة والاقتصاديّة، إنّهم يعزونها إلى حمّى الانتخابات الإسرائيليّة؛ صحيح أنّ بيبي مُزمِن ومُدمِن على استطلاعات الرأي، وأنّه يستعدّ للانتخابات القادمة ويعمل لكسب المزيد من الأصوات... لكن الأصحّ أن نفهم ونحلّل تصرفات بيبي على أنّها أصيلة وغير مزيّفة؛ فانتخاب بيبي لرئاسة الحكومة وإقصاء دان مريدور وميخائيل إيتان وبيني بيجن وغيرهم من مؤيّدي "الأرض مقابل السلام"لم يكن إلاّ لعرقلة المساعي السلميّة ولشنّ الحروب العدوانيّة، ولتكريس الاحتلال وتوسيع الاستيطان ولضمّ/لنهب الأراضي الفلسطينيّة، ولإفشال الاتفاق مع إيران حول ملفّها النوويّ، وللقضاء على المقاومة اللبنانيّة والفلسطينيّة، ولتدمير جيوش ودول عربيّة، ولدعم وخلق بعض الحركات التكفيريّة، ولزيادة الفوارق الاجتماعيّة، ولخدمة الرأسمال المتوحّش، ولتوتير العلاقات السياسيّة في المنطقة، ولخلق وتأجيج الصراع الدينيّ فيها، ولإسقاط الإدارة الديمقراطية الأمريكيّة ولنصرة الجمهوريّين واليمين الأمريكيّ و.... فالجمهور الذي انتخب بيبي انتخبه على هذا الأساس وهو يحمّل كامل المسؤوليّة للفلسطينيّين في فشل حلّ الدولتين.
من العيب أن تنجرّ بعض القيادات السياسيّة التقدميّة وتتذيّل بشعارات الدين السياسيّ، كما من العيب أن لا ترتفع بعضها إلى مستوى الصراع، وأن تحاول وتجتهد وتركّز على إفشال مخطّطات الاستعمار الكولونياليّ النتنياهويّ المفضوحة والواضحة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نور وبانين ستارز.. أسئلة الجمهور المحرجة وأجوبة جريئة وصدمة


.. ما العقبات التي تقف في طريق الطائرات المروحية في ظل الظروف ا




.. شخصيات رفيعة كانت على متن مروحية الرئيس الإيراني


.. كتائب القسام تستهدف دبابتين إسرائيليتين بقذائف -الياسين 105-




.. جوامع إيران تصدح بالدعاء للرئيس الإيراني والوفد المرافق له