الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فتاة بريطانية على شاطئ البدروسية

حازم شحادة
كاتب سوري

2014 / 11 / 4
الادب والفن


لمحت الخال ( أبو محمد) قادماً صوب ( الشاليه) بصحبة رجل وامرأة شقراوين وقد كان أي أجنبي في البدروسية مثار دهشة للمصطافين ولنا نحن الذين نعمل هناك بصيد السمك وتأجير الشقق للسواح القادمين بمعظمهم من محافظة حلب كي يستمتعوا ببحر اللاذقية الأزرق الرحيب في تلك المنطقة المطلة على رأس الخنزير قرب الحدود مع تركيا.
خرجت من خيمتي لأعاين الوضع فطلب الخال مني أن أفهم الرجل الإنكليزي أن أجار اليوم الواحد في الشاليه هو ألف ليرة سورية.
بإنكليزيتي الركيكة أوصلت المعنى للسائح الأجنبي وكان اسمه ( تاكوين)،، وبعد أن رأى المكان جيداً وافق على الدفع.
هكذا أصبح تاكوين وصديقته ( أماندا) ضيفان عندنا وإكرام ضيفة كأماندا مضاجعتها لكن هيهات أن ألفت انتباهها أنا الطالب المنتقل حديثاً من الإعدادية إلى الثانوية،، أي حظ هذا الذي أرسلها مع تاكوين؟ هل من الممكن أن يموت اليوم مثلاً فتصرخ هي طلباً للنجدة،، أهرع إليها لكن بعد فوات الأوان،، أضمها إلى صدري مواسياً فأشعر بنهديها العارمين اللذين ما كانا بحاجة لحمالة صدر كي يشرئبا كجرمين منيرين في سماء هذا الكوكب السابح في الفضاء.
طبعاً لم يمت ابن الإنكليزية وبينما كانت تداعبه ليلاً كنت أنا أمام النار التي أشعلتها على الشاطئ وحيداً،، كئيباً،، بدون أماندا.
صباحاً توجهت الفتاة وصاحبها إلى البحر لتسبح،، كانت ترتدي ( البكيني) ولمن لا يعلم طبيعة سواح البدروسيه فجلهم من المحافظين،، تسبح نساؤهم مرتديات ملابس الخزانة كلها،، خمس دقائق كانت كفيلة كي تجتمع أمة ( الاحتشام) في المكان الذي تسبح فيه أماندا.
عندما شاهد خالي الوضع انفجر ضاحكاً وطلب مني أن أنزل القارب الصغير إلى الماء كي آخذها في نزهة بحرية بعيداً عن عيون المفترسين الذين تحلقوا حولها.
نظرت إليه ببلاهة وقلت كيف سأدعوها للركوب معي وصاحبها برفقتها،، أكد الخال أنني غشيم في هذه الأمور وأن الأجانب لا تعنيهم هذه الشكليات.
اقتنعت وأنزلت القارب في الماء ثم بدأت التجديف صوبها وما أن دعوتها حتى قبلت على الفور،، مددت يدي كي أساعدها على الصعود فلمست طرف نهدها الرجراج،، شعوري آنذاك عصي على الوصف،، نظرت صوب الخال وقلت ( روح يا شيخ الله يوفقك دنيا آخرة).
كان صدرها الطيب إسفنجياً،، لا هو بالطري جداً ولا القاسي.. ونظراً لتجربتي المتواضعه جداً في ذلك الوقت توترت الحالة معي على الفور والحمدلله أنني كنت ارتدي سروالاً قصيراً لا (مايوها) وإلا لكنت تحولت إلى مادة للسخريه امام هذه السيدة الانكليزيه النبيله.
ساعة من الزمن مرت وأنا مع أماندا في عرض البحر،، هي تتأمل الأمواج وأنا في أزرق عينيها أتأمل،، قلت يا اماندا هل تعرفين نزار قباني،،، هو شاعر سوري مشهور جداً فاجابت بالنفي،، قلت يا خسارة،، هو من قال ( في مرفأ عينيك الأزرق،، أحلم بالبحر وبالإبحار،، وأصيد ملايين الأقمار،، وعقود اللؤلؤ والزنبق،، لو أني لو أني بحار،، لو أحد يمنحني زورق،، أرسيت قلوعي كل مساء،، في مرفأ عينيك الأزرق).
طبعاً لم تفهم شيئاً مما قلته،، أنا بالنسبة اليها مجرد فتى بالكاد يظهر شارباه،،، لم يعن لها شيئاً ذلك اليوم ربما،، آه يا أماندا لو تعلمين كم عنى لي.
استيقظت في اليوم التالي لكن أماندا وصديقها كانا قد غادرا،،، قلت للخال ألم تحاول اقناعهما بالبقاء فراح يستهزئ بي متهماً إياي بالعشق.. وبالفعل كنت عاشقاً،، لأجمل نهدين مرا عبر العصور... صاحبتهما فتاة بريطانيه ألتقيتها صدفة على شاطئ البدروسيه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع