الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عشية عيد الحب -3-

كريمة مكي

2014 / 11 / 4
الادب والفن



في هذه اللحظة أمدّتها مساعدتها بالهاتف فأخذته متلهفة لتتثبت من ورود مكالمة أو رسالة يبدو أنها كانت تنتظرها لكنها لم تجدها فسرحت قليلا ثمّ وضعت الهاتف في جيبها و الخيبة تعلو محياها.
عادت إليّ تقول و هي تحاول استرداد وعيها الذي غاب للحظات: عما كنا نتحدث؟؟...آه ...عن الشوكولا. أنا أقول لك ما هو أكثر... بل إن كلمة حلوة واحدة من فم الحبيب تبقى أحلى و ألذ ذكرى تسكن بال القلب العاشق الولهان...
- إذن لماذا التحيز للكتب؟ ألأنك صاحبة مكتبة و تريدين الترويج لبضاعتك...
أجابت تنفي التهمة عنها في عيد للحب صار منذ مدة حبيب حسابات التجار: لا أبدا فأنا في هذه الحالة بالذات أنسى مهنتي لأتذكر أني امرأة بالأساس فالكتاب له دائما وقع مميز لدى العشاق المغرمين بالكتب و ها أنني قد قضيت، من أجلهم، أسبوعا كاملا في إعداد هذه الزينة التي ترينها خاصة و أننا حرمنا منها في العام الفارط بسبب الثورة.
قلت -آه فعلا، فالبلاد وقتها كانت في حالة من الفوضى رهيبة و ما كان بالإمكان الاحتفال بسائر أعيادنا فما بالك بهذا العيد الوافد علينا من بلاد الكفر كما يقولون هذه الأيام.
قالت متألمة: - يا لها من ملهاة حزينة حكاية التكفير التي تنتشر بعنف في تونس هذه الأيام...كيف انقسم البلد فجأة بعد الثورة إلى مسلمين و كفرة. أين كان هؤلاء " زمن بن علي"؟؟
قلت:- كانوا موجودون و لكن ظلوا طويلا تحت السطح و ما إن هرب الدكتاتور حتى أطلوا برؤوسهم من كل صوب.
- و لكني أحب أن أفهم لماذا يثيرون هذه الفتنة في بلد مسالم مثل تونس؟
قلت:- الأسباب كثيرة و لا يمكن لأحد أن يدّعي الإلمام بها و ها أننا كل يوم نصحو على معطى جديد حول ثورة ألهمت كل الأحرار في بدايتها... لكن المؤلم أنهم يستهدفون وحدة البلد و أرضه و تاريخه و رموزه.
قالت:- هؤلاء لا يمكن أن يكونوا توانسة...قطعا هم مأجورين بأموال أجنبية ليعيثوا في البلد فسادا...التونسي كما أعرفه يحب الحياة و لا يريد إلا الحياة الكريمة له و لأسرته.
- و هذا هو الأصل في كل إنسان سوي و لكن هناك أيادي أنانية شريرة تستغل النفوس المنكسرة و القلوب المعذبة لتعذب الجميع إن بالدين أو بالمخدرات أو بغيرهما.
- حقيقة هذه الثورة لم تجلب لنا سوى الخوف و الرعب و كثرة الهموم فمتى يا ترى ستهدأ البلاد و تطمئن القلوب!
قلت - انه قدرنا أن نكون اليوم في عين العاصفة...في هذا المخاض التاريخي العسير.
- كل يوم أجهد نفسي لأفهم هذا الذي يجري حولنا لكن الشيء الذي لم أفهمه و لا أستطيع أبدا أن أفهمه هو منطق هؤلاء الذين يدعون لتحريم الفن...بالله عليك كيف يكون الفن حراما؟؟؟
قلت-أهل التحريم لا يتكلمون بالمنطق فلا توجعي رأسك لتفهمي.
- و لكن لولا الفن لانتحرت البشرية.
- قطعا فالفن هو الذي يجعلنا نتحمل آلام الحياة التي لا تحتمل...

*يتبع*
12 مارس1012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حوار من المسافة صفر | المسرحية والأكاديمية عليّة الخاليدي |


.. قصيدة الشاعر العقيد مشعل الحارثي أمام ولي العهد السعودي في ح




.. لأي عملاق يحلم عبدالله رويشد بالغناء ؟


.. بطريقة سينمائية.. 20 لصاً يقتحمون متجر مجوهرات وينهبونه في د




.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل