الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أرض الميعاد

جهاد علاونه

2014 / 11 / 4
الارهاب, الحرب والسلام


اليهود يحلمون بالعودة إلى أرض الميعاد, ولا يمكن أن يعود اليهود إلى أرض الميعاد ما لم تعد الشعوب العربية أو ما لم تسكن الشعوب العربية الحديثة أرض الميعاد الحديثة التي تبشر بالحب وبالمساواة وبالحرية وبالديمقراطية, هذه الأرض كلنا نحلم بها, أنا كعربي أحلم بأرض الميعاد الجديدة التي يتطور فيها الدين الإسلامي , إن أرض الميعاد هذه لا بد أن يتقاسمها معنا اليهود والمسيحيون, ليسكنوا معنا جنباً إلى جناب في أرض تؤمن بتوفير الحياة الكريمة للإنسان باعتباره إنسانا وليس لاعتباره مسلما أو يهوديا أو مسيحيا, أرضٌ يعيش فيها المسلم وهو مقتنعٌ بأنه ليس الوحيد على وجه هذه الأرض وليس هو الأفضل دائما, فكل شعوب العالم عرفت الله وعبدته وتطورت دياناتها وفلسفاتها بعد أن مارست الحروب لسنواتٍ طويلة, كانت لتلك الحروب تأثيراتها السلبية على حياة الإنسان وفي النهاية عملت على أنسنة العلوم الدينية وغيرت من مناهج التدريس وكانت لمخرجات المناهج الحديثة طيفا جديدا من المجتمع يؤمن بالجمال وبالخير وبضرورة مكافحة ألشر واحترام الإنسان من أجل إنسانيته.

لقد آمنت تلك الشعوب بعدوها الحقيقي وتجاهلت عدوها التقليدي, فعدونا التقليدي إذا أردنا النهضة الفكرية في الشرق الأوسط ليس المسيحي ولا اليهودي بل هو الذي يلوث لنا نظامنا البيئي, فلا بد من محاربة التلوث والجراثيم وتطوير العقاقير الطبية وأن نجلس مع اليهود في بيتٍ واحد وعلى طاولةٍ واحدة وأن نستقي من روح العلم منهجنا في الحياة, فمن الممكن عن طريق زيادة نسبة الوعي بين الأفراد والجماهير العريضة,نعم, من الممكن أن نجد دينا جديدا ولاهوتا إسلاميا جديدا مثله مثل اللاهوت المسيحي واللاهوت اليهودي, يؤمن بالمعرفة وبمؤسسات المجتمع المدنية الحديثة بدل الإيمان بنفي الآخر وإقصائه عن ساحة العمل الثقافي والاجتماعي, من الممكن أن نطور الدين الإسلامي لنجد دينا إسلاميا حديثا يؤمن بحق اليهود في أرض فلسطين وحق المسيحيين بنشر دينهم وحق كل فكر بمزاولة ظاهر الانتشار والتبشير, من الممكن أن نجد دينا إسلاميا يؤمن بالعلمانية ويؤمن بروح النقد الحديثة, وكل ذلك عن طريق دراسة علم الأخلاق وتطور عِلم الأخلاق, من الممكن أن يدرس الطلبة المسلمون في المدارس الفلسفات القديمة والحديثة والأخلاق أو علم الأخلاق عند الشعوب القديمة والحديثة, بما يكفي لإقناع المسلم أن هنالك شعوبا لديها أخلاق إنسانية جميلة, من الممكن أن يدرس الطالب المسلم علم الجمال وعلم الأخلاق كمادتين أساسيتين في التعليم الابتدائي والثانوي.

أرض الميعاد الجديدة التي نحلم بالعيش فيها لن تقدس الملوك والأفراد بل ستقدس الأشياء العلوية المحيطة بنا من كل جانب, سنقدس الحب والعدل والخير والمساواة وإمكانية العيش مع اليهود في بيتٍ واحد وأن نتزوج منهم ويتزوجوا منا,وأن نتخذ منهم أساتذة ومعلمين لأولادنا في المدارس وبأن نزدحم معهم في الطريق وعلى الإشارة الضوئية وأن ندخل تل أبيب بطريقة أسهل من دخولنا إلى الدول العربية المجاورة, أرض الميعاد تؤمن وتوفر للإنسان المعاصر الأرضية الصلبة التي يبني عليها مشاريعه الكبرى مثل الفن بكل أشكاله والوانه,وهذه الأرضية التي نقف عليها اليوم من المستحيل أن تكون أرض الميعاد, فأرض الميعاد ليس فيها لا حروب ولا تقطيع للرؤوس, أرض الميعاد يشترك فيها المسلم والمسيحي واليهودي , وكل إنسان يجب عليه أن يحترم خصوصيات الآخرين ومعابدهم الدينية وعاداتهم وتقاليدهم, وكل الناس عن طريق التطور والتقدم في العلم والأخلاق ستعيش ضمن إطار واحد من الأخلاق ناتج عن التشكيلة الاجتماعية الحديثة للناس, التي توفرها لنا مناهج التعليم الحديثة, أرض الأمل وأرض الميعاد فيها كل الناس سواسية أمام الله وأمام القانون, وبدل صرف الأموال على شراء السلاح والآلات الحربية سنصرف في أرض الميعاد أموالنا على دعم المؤسسات الثقافية وعلى دعم الفن وتدريس الأخلاق وعِلم الجمال, وعلى نشر ثقافة التواصل الاجتماعي وتشبيك العلاقات الأخوية والإنسانية بين العرب واليهود وبالذات بين المسلم واليهودي,وبين المسيحي واليهودي والمسلم والمسيحي, سننفق الأموال على شراء المختبرات العلمية الحديثة التي تطور لنا وتصنع لنا الطاقة الجديدة والطاقة البديلة, سنستغل الشمس من أجل إنارة المنازل والبيوت والمصانع, سننفق الأموال على مشاريع السلام وعلى المشاريع الثقافية التي تزيد من فرصة انتشار السلام بين الأمم والشعوب قاطبة, أرض الميعاد لا يوجد فيها مصطلح هذا يهودي وهذا مسلم وهذا يهودي وهذا أردني وهذا فلسطيني وهذا عراقي وهذا سوري, أرض الميعاد فيها شيء واحد وهو(الإنسان) مهما اختلفت ديانته أو عقيدته, أرض الميعاد الجديدة فيها بارقة أمل للعيش بسلام متحابين متجاورين كإخوة وكأصدقاء وبيننا منفعة واحدة وهي محاربة الجراثيم وقطع رؤوسها بدل قطع رؤوس البشر وخدمة المجتمع المحلي وزيادة الإنتاج ومقاومة جيوب الفقر وتوفير الحياة الكريمة لكل إنسان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ارض الميعاد
الدرة العمرية ( 2014 / 11 / 4 - 21:59 )
ارض الميعاد التي تحلم بها سيد جهاد بعيدة المنال.........خاصة وانك مصاب بالتحيز في تحليلك...........تريد انت ان تطور الاسلام ليقبل اليهودي في ارض فلسطين ولكنك تعاميت وتناسيت ان على اليهودي ان يتطور ايضا وان لا يسرق ارض الناس ارض الفلسطينيين معتمدا بالدرجة الاولى على الدين.
جهاد علاونة لماذا اغتصب اليهود فلسطين وعلى ماذا اعتمدوا؟ألم يزعموا انها ارض موعودة لهم من الرب؟ أليس هذا دين؟ كيف انت تكون علمانيا عندما تنتقد الاسلام...........وأراك تكون يهوديا عندما تسمح لليهود بأغصاب فلسطين؟ أي عدل تدعو اليه؟ اين حقوق الشعب الفلسطيني المشرد؟ اتنظر انت بعينتين اثنتين؟ أم اصبت بالعور


2 - مارتكبته اسرائيل لاينسى ولايمكن تجاوزه
عبد الله اغونان ( 2014 / 11 / 4 - 22:13 )

وقضينا الى بني اسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا

فاذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان

وعدا مفعولا

ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا

ان أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وان أسأتم فلها فاذا جاء وعد الاخرة ليسوؤا وجوهكم

وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ماعلوا تتبيرا

عسى ربكم أن يرحمكم وان عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا

القران المقدس - سورة الاسراء الايات 4-8


3 - الدرة العمرية 1
جهاد علاونه ( 2014 / 11 / 5 - 04:00 )
ألم يغتصب المسلمون أرض القبط وأسلموها وأجبروها على قبول العربية؟ ألم يغتصب المسلمون أرض المسيحيين في الأردن وسوريا والعراق وفلسطين؟متى كانت فلسطين عربية؟اقرأ التاريخ جيدا,ولا تتعامى عن ذكر الحقيقة,المسلمون اغتصبوا المقدسات الاسلامية وجعلوها عربية,الم يغتصبوا كنيسة يوحنا المعمدان وجعلوها(المسجد الأموي) في الشام؟,يجب أن يعود الحق لأصحابه.

اخر الافلام

.. شبكات | الانتخابات الفرنسية.. ماذا يحدث عندما لا يفوز أي حزب


.. شبكات | بالفيديو.. غش جماعي في مصر بامتحانات الثانوية العامة




.. هل تشهد فرنسا سيناريو البرلمان المعلق؟


.. المؤثرة الجزائرية نوران توزع شهادات تخرج طلبة جامعة الجزائر




.. الكشف عن رسائل بين قيادات حماس في غزة والخارج.. ماذا جاء فيه