الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل المسيحيون مواطنون أم رعايا في هذا الوطن؟

روند بيثون

2014 / 11 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


إن محنة و مأساة المسيحيين المسالمين العزل منذ حزيران الماضي، وتهجيرهم قسراً من الموصل مدينتهم التاريخية، على ايدي المتشددين الجهاديين، بعد تجريدهم من كل ممتلكاتهم ومقتنياتهم و وثائقهم الشخصية والقانونية تحت تهديد السيف والقتل، وما تلا ذلك من نكبة التهجير الجماعي لبلدات ومدن وقرى سهل نينوى ذات الغالبية المسيحية على ايدي نفس المجموعات المسلحة المتطرفة، ولجوء غالبيتهم الى البلدات المسيحية في محافظتي اربيل و دهوك . وبعد مرور ثلاثة اشهر على محنتهم، مازال المشهد الانساني لهؤلاء الضحايا في اسوأ صوره، رغم الجهود المبذولة لتخفيف معاناتهم و تلبية احتياجاتهم الاساسية. اذ تم التعامل مع محنة ونكبة هذا الشعب الأصيل في وطنه بلاد الرافدين، وكأنه جالية طارئة و طائفة مهمشة، تقع وبالدرجة الاولى مسؤولية اغاثته و اسعافه على عاتق مؤسساته الروحية والكنسية و المجتمعية!، في حين ان ضحايا هذه الكوارث الانسانية - كما اسلفنا - هم مواطنون وسكان اصلاء عبر التاريخ ومنذ تشكل الدولة العراقية الحديثة..هكذا وبلامبالاة وبدم بارد، تنصلت الدولة العراقية بكافة مؤسساتها و وزاراتها المختصة ولجانها العليا والتي هي أصلا مكلفة بهذه المهام الوطنية والانسانية الجسيمة، من مسؤوليتها تجاه هذا المكون العراقي الاصيل، رغم رصد مبالغ هائلة لاغاثة أبناء جلدتهم المنكوبين، ناسين أو متناسين بأن هؤلاء هم مواطنون متجذرون بالوطن وترابه.. رغم رفع الدولة ومنذ بدء هذه المأساة الوطنية والانسانية الرهيبة، شعار "النازحون هم مسؤوليتنا" أي ( مسؤولية الدولة)، نجد ان احوالهم تسير من سييء الى اسوأ.. حيث لا يوجد في الافق جهد حقيقي لتحرير بلداتهم و تأمين عودتهم الكريمة الى ديارهم .. لم نلتمس من قبل الدولة لحد هذه اللحظة جهدا وطنيا حقيقا يليق بهوية المواطنة من حيث توفير اساسيات الحياة لهم..هذا يزيد من مرارتهم و شعورهم بالاغتراب في وطنهم و ارضهم، عندما يعاملون بشكل فعلي بهذه اللامبالاة وكأنهم غرباء و طارئون على ارضهم، لا حقوق لهم حتى في مأساتهم.. فيما تبذل المؤسسات الروحية بكنائسها ولجانها المشكلة والمتعاونين معها أقصى الجهود لاحتواء هذه المحنة العصيبة،رغم افتقارها الى الامكانيات المادية والبشرية المطلوبة لمواجهة هذه الكارثة الانسانية التي تقع مسؤوليتها اولاً واخيراً على الدولة ومؤسساتها، كون المسيحيين هم مواطنون اصلاء وليسوا برعايا او جاليات في هذا الوطن.
ومن جانب آخر وبقدر احساسنا العميق و تعاطفنا الكبير مع مأساة و محنة الاخوة الايزيديين، و غيرهم من الاقليات العراقية والمهجرة قسراً على ايدي مسلحي داعش، وأن تعمل جهات وطنية و رسمية على توثيق الانتهاكات المُروّعة والجرائم الوحشية التي ارتكبتها داعش بحقهم، لتثبيتها في المحافل الدولية والمؤسسات الدولية الأممية على انها جرائم ابادة جماعية وتطهير عرقي، والذي نعتبره أمرا هاما لابد منه، ونسانده و نناصره و نأمل ان يتحقق ذلك بأقرب فرصة. الا ان ما ارتكب بحق المسيحيين وغيرهم من المكونات والاقليات العراقية لا يقل بشاعة و جُرما وانتهاكاً عن الذي لحق بالاخوة الايزيديين. لذلك على الجهات المسؤولة ان تأخذ كل هذه الانتهاكات الصارخة الى المحافل الدولية بسلة واحدة دون تفرقة أو تمييز. وهذا يستوجب ايضا من منظماتنا المدنية وتنظيماتنا القومية و كنائسنا والنشطاء في مجال حقوق الانسان ومن يناصرنا من المجتمعات الدولية، تشكيل لجان فاعلة تعمل على توثيق الانتهاكات التي ارتكبت ومازالت ترتكب بحق شعبنا المسيحي المنكوب، ونذهب بها الى المحافل الدولية لكي نوثق ان هذه الانتهاكات التي ينطبق عليها وصف الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ( جينوسايد)، والتي يترتب عليها العديد من الحقوق الهامة جدا، يقع على عاتق المجتمع الدولي والدولة العراقية ايفاء وتنفيذ هذه الحقوق..
أتمنى ان المعاناة الانسانية االكبيرة لشعبنا المسيحي، لا تجعلنا غافلين عن هذه الامور الهامة والمصيرية لبقاء شعبنا في ارضه و نيل حقوقه. وأخيراً أؤكد يا قادة العراق: "المسيحيون هم مواطنون اصلاء و ليسوا برعايا او جاليات طارئة في هذا الوطن".
روند بولص

[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أبو عبيدة: قيادة العدو تزج بجنودها في أزقة غزة ليعودوا في نع


.. مسيرة وطنية للتضامن مع فلسطين وضد الحرب الإسرائيلية على غزة




.. تطورات لبنان.. القسام تنعى القائد شرحبيل السيد بعد عملية اغت


.. القسام: ا?طلاق صاروخ ا?رض جو تجاه مروحية الاحتلال في جباليا




.. بلا مناصب رسمية.. أدوار مهمة لـ-السيدة الأولى- في الدول المخ