الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فرق تسد ،،، ونحن الغافلون

إسلام طه عبد المطلب

2014 / 11 / 5
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


بسم الله الرحمن الرحيم
فرق تسد ... ونحن الغافلون ؛ .
أن عنوان المقال في ذاته ، ينقسم علي نفسة إلي شطرين (فرق تسد) ، (ونحن الغافلون) . فهذاين الشطرين للعنوان هم صميم القضية الأزلية بين الغرب والشرق ، بين الأستعمار الأوربي قديما وحديثاً وبين الشرق الأوسط (الدول العربية علي وجه الخصوص) .
فنحن نعلم أن مصطلح (فرق تسد) هو مصطلح سياسي عسكري أقتصادي الأصل اللاتيني له"divide et impera". ويعني تفريق قوة الخصم الكبيرة إلى أقسام متفرقة لتصبح أقل قوة وهي غير متحدة مع بعضها البعض مما يسهل التعامل معها كذلك يتطرق المصطلح للقوى المتفرقة التي لم يسبق أن اتحدت والتي يراد منعها من الاتحاد وتشكيل قوة كبيرة يصعب التعامل معها. وكما أن هذا المصطلح ليس بالجديد بل هو قديم جدا قدم السياسه نفسها علي الرغم من أستخدام هذا المصطلح في العصور الحديثه .
وبناء عليه فقد أستخدم هذا الفكر في الأستعمار الغربي علي الدول العربية بعدما فشل الحل العسكري في ايجاد تطبيع بين الطرفين ، وهذا يظهر بكل وضوح في خرائط حدود الدول العربية التي كانت جميعها قطعه واحده وان كانت مقسمه كاولايات تحت رايه الحكم العثماني (الأمبراطوريه العثمانية) كانت امبراطوريه استمرت من 1299 حتي1923 كانت بتمتد على ثلاث قارات: اسيا و اوروبا و افريقيا .
حيث أكد الأستعمار علي تقسيم الوطن العربي إلي قطع صغيرة في حدودها الجغرافيه كي يسهل عليه أحتلالها وكي يصعب علي أهلها الأتحاد مره أخري ، أو ان يفكر مجرد التفكير في ايجاد اتحاد بين الدويلات العربيه فيما بينها .
بالإضافه إلي ذلك لم يكتفي الأستعمار بتطبيق هذا المصطلح علي أرض الواقع بل حاول أن يطور في فكر وروح المصطله نفسه . وهنا يأتي السؤال : كيف يفرق قلب الوطن العربي معنوياً إلي جانب الجزء المادي في أيجاد حدود جغرافيه فاصله كي يسد ؟!!
فجاء بالطامة الكبري : وعد بلفور أو تصريح بلفور و هو الاسم الشائع المطلق على الرسالة التي أرسلها آرثر جيمس بلفور بتاريخ 2نوفمبر1917 إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين .
فعلي سبيل المثل العربي المصري البسيط الذي يقول (هذا مسمار جحه) ، فساند الأستعمار والمستعمرين حين خروجهم وجلائهم الوهمي عن الدول العربية (اليهود) وتذويدهم بكافه الأمكانيات كي تكون قوة توازي ما ينشئ في هذه المنطقه من قوي .
وإيضاً لم ينتهي الأحتلال أو الأستعمار الغربي عن الشرق كما يتخيل الكثيرون أو كما هو واضح ؛ في الظاهر . وانما أزداد التدخل بصور شتي منها التدخل الأقتصادي ، و عن طريق تطبيع العلاقات بين الشرق والغرب وكما هو واضح في بعض الدول العربية من اتخاذها سبل الغرب في شتي مناحي الحياة ، وعن طريق بعض المنظمات العالمية (الفيفا ، الأتحاد الأوروبي ، صندوق النقد الدولي ، مجلس الأمن الدولي ، إلخ) وغيرها من المنظمات الأوربية والتي من أهدافها ومضمونها هو التدخل بطرق أو بأخري في الشرق كي يسد عن طريق التفرقة . ، وعن طريق وسائل الأتصالات الحديثه (الأنترنت ، فيس بوك ، إلخ ) وغيرها من وسائل الأتصال الأجتماعي . ، وعن طريق التحكم والأحتكار للتكنولوجيا والمختراعات والأسلاحه والأدوية وحتي المخدرات ، واستخدامهم بصورة تساعد علي تحقيق أهدافهم وليس للتنوير والمساعده .
وهنا يأتي الجزء والشطر الثاني للعنوان (ونحن غافلون) ،،، أي الشرق الأوسط ، والوطن العربي ، الدول العربية ....إلخ وغيرها من المسميات .
وهنا أتسائل : فكثير ما أجد الأهتمام بالتاريخ من قبل ابناء وعلماء ومفكرين وشعراء وسياسيين الوطن العربي ، فهل نعي هذا التاريخ ؟!!!
وهذا السؤال يدفعني لسؤال أخر : هل التاريخ علم ؟ أم قصص ونوادر وحكايات صماء؟ !!! وهنا أتذكر ما درسته وتعلمته في مدارسنا وجامعاتنا علي أيدي أساتذه ومفكرين أفاضل .
حيث قيل لي أن التاريخ : - هو تحليل وفهم للأحداث التاريخية عن طريق منهج يصف و يسجل ما مضى من وقائع و أحداث و يحللها و يفسرها على أسس علمية صارمة بقصد الوصول إلى حقائق تساعد على فهم الماضي و الحاضر و التنبؤ بالمستقبل.
فإين هذا التاريخ ؟؟!
وأتعجب حينما قال الشاعر العربي :
من لا يعي التاريخ في صدره ليس بإنسان ولا عاقل
أضاف أعمارا إلى عمره ومن درى أخبار من قبله

فأين نحن من ذلك ؟ هل نعي كل ذلك ؟ هل نقرأ تاريخنا ؟ كي نستطيع أن نأخذ الحيطه والحذر كي نحبوا إلي المستقبل !!!!!
فهل نعلم ان مايحدث في أقطار الدول العربية الأن هو صنيعة أوربية غربية استعمارية حيث يعمل علي إثارة الفتنة الطائفية والتحريض على العنصرية ونشر روح الانتقام بين الطوائف والطبقات المكونة لهذا الشعب وإشعال حروب داخلية وخارجية تنتهى بإنهاك قوى كافة الأطراف.
فما كان يحدث في مصر ، ومزال يحدث في سوريا وأشد كثيرا ، ولبنان ، والعراق ، وليبيا ، والسودان ، ، وأثيوبيا ، وفلسطين .
وظهور النقط السوداء في الثوب الأبيض : - الجماعات الأرهابية ، الأرهاب ، الأحزاب المختلفه التي تمتلك سلاح وتلوح به يمين وشمال وليس في وجه العدو الحقيقي ، الأحزاب والجماعات الطائفية المتطرفة ، وأخيرأ التنظيم الداعشي (داعش) ، إلي جانب تنظيم القاعده .
علي الرغم من لدينا مقومات لم تتوافر لدي أعداؤنا ؛ من ثروات مدفونه أومجهوله في وطننا العربي لم نستغلها بعد ، من اتحاد وتقارب في اللغه والأديان والعقائد والطبيعة والأعراق والعلاقات الحميمة والتي لم تتوافر لدوله أوربيه ، فأمريكا علي سبيل المثال لا الحصر مواطنيها يختلفون في كل شيء في اللغة في الأجناس حتي في الفكر ومع ذلك استطاعوا مالم نستطيع نحن من أحداث تناغم وايديولوجية واحده فهم مختلفون ، ومتناقضون ولكنهم يتفقون ويسعون نحو هدف واحد يصب في النهايه لمصلحتهم ولمصلحه وطنهم .
فعار عليك يا بني وطني ،،، أهان الزمان أم انت الذي هانا
فإين هو التاريخ كي يقول ؟ !! (فرق تسد ونحن الغافلون) .

إسلام طه الشاعر
القاهرة 2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة