الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سياسة كردستان والاخطار المحدقة

ضرغام عادل

2014 / 11 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


قرار موافقة برلمان اقليم كردستان ارسال قوات البيشمركة الى مدينة عين العرب السورية (كوباني) للمشاركة مع القوات الكردية السورية لمقاتلة مسلحي تنظيم داعش الذين يحاصرون المدينة منذ اسابيع يحمل في طياته اهداف سياسية واقتصادية بعيدة المدى وليس كما يتصور البعض هو قرار من اجل الدفاع عن الوحدة القومية الكردية.
في زمننا هذه لم يعد هناك سعي وراء وحدة القومية كما لم يعد هناك سعي وراء وحدة الدين او المذهب او العشيرة او حتى العائلة احياناً، بقدر ما هناك سعي وراء المكاسب سعي وراء المصالح والمناصب وتشبث بالسلطة لتحقيق اكبر قدر من الصيت والعنترة والمال الحرام لا غير، وهل مشاركة دول التحالف في ضرب تنظيم داعش في العراق هو من اجل عيون العراق، انه الضحك على الذقون!
ان موافقة برلمان اقليم كردستان ارسال قوات البيشمركة لمقاتلة تنظيم داعش في كوباني ودون اخذ موافقة الحكومة المركزية، بل بدون درايتها بوجود نيه بهذا الاتجاه يعد استهانة بالحكومة المركزية ويهدف لبروز اهمية الاقليم بالمنطقة اعلامياً تمهيداً لاقامة دولة كردستان العراق وبهدف تجقيق مكاسب مالية من خلال تصدير النفط ،لان بروز قوة كردستان يمهد لجلب كبار شركات النفط الى الاقليم، ولان الاقليم يدرك تماماً ان خيار اقامة دولة كردستان العراق هو الاسهل والاقرب والاكثر انتاجية من خيار اقامة الدولة الكردية في المنطقة، لذا فأن الاقليم لم يجازف بخسائر مالية او بشرية مقالب تحقيق هدف قومي غير منتج اقتصادياً، وان قرار ارسال المئتان جندي من البيشمركة الى كوباني هو قرار اعلامي لتحقيق اهداف سياسية لا اهداف قومية كما يزعم البعض .

والا لماذا لم يرسل اقليم كردستان قوات البشيمركة الى مدن وقرى وبلدات عراقية سقطت بيد تنظيم داعش واحدة تلوه الاخرى ومن بينها بلدات كردية في الموصل التي تبعد عن مدينة اربيل (80كم) فقط ، فيما ارسل قوات البيشمركة الى كوباني التي تبعد (200كم) عن الاقليم، اليس هو الدفاع عن القومية.
ان اقليم كردستان استغل ضعف الحكومة المركزية في السنوات العشرة المنصرمة وانشغالها بمحاربة التنظيمات الارهابة وتناحر السياسيين والاحزاب في هرم السلطة في بغداد على المناصب والامتيازات ليكرس وجوده كدولة في المنطقة، وعمل ايضا على اقامة علاقات دبلماسية رصينة مع دول الجوار وعدة دول اوربية من خلال الزيارات التي قام بها رئيس الاقليم الى تلك الدول، كما استغل الاقليم كما اسلفت ظروف البلد وضعف الحكومة المركزية وتعاقد مع شركات لتصدير نفط الاقليم دون موافقة حكومة بغداد رغم ان الاقليم يتسلم سنوية %17 من واردات نفط العراق .
في حقيقة الامر كان بأمكان اقليم كردستان ان يكون لاعب اساس في وحدة البلد لو لا تشبث رئيس الاقليم بالسلطة منذ سنوات وانتهاجه سياسة مستقلة عن الحكومة المركزية ورغبة اصحاب القرار هناك بالخروج من تحت مظلة العراق، متانسين ان قوة الشعوب باتحادها وعملها بيد واحدة وليس بمالها ورضوخها لدول اقليمية.
اقول بمرارة وحرقة قلب ان كردستان لم تعد عراقية اللا بالاسم فأن سياسة الاقليم لم تعد ضمن اطار كل مفاصل الحكومة الاتحادية رغم منح الاقليم العديد من الحقائب الوزارية، لذلك يجب ان يحسم موضوع الاقليم اما ان يبقى اقليم عراقي يحترم الدستور والحكومة المركزية ام بالانفصال


ان قرار اقليم كردستان ارسال قوات البيشمركة الى كوباني كان بأمكان حكومة الاقليم ان تجعله قرار لتعزيز التقارب بين بغداد واربيل لو انها استحصلت الموافقة من حكومة المركز خاص بعد عودة الوزراء الكرد الى مجلس الوزراء ولا اعتقد ان حكومة المركز سترفض ذلك. على الاقليم ان يعيد النظر بسياستة التي ستضر يوماً بالإقليم قبل ان تضر العراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو