الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يفعلها السبسي مرة أخرى في الرئاسة؟

فوزي بن يونس بن حديد

2014 / 11 / 5
كتابات ساخرة


ربما كان فوز نداء تونس في الانتخابات التشريعية في تونس مفاجأة لكثير من أنصار النهضة التي كانت تتوقع فوزها بنسبة كبيرة وكانت تعول على الطبقة المتوسطة التي تبحث عن العدل والمساواة، ولكن فشل النهضة في القيام بشيء جديد إبان تسلمها السلطة في انتخابات 2011 هو الذي ساعد كثيرا على خطف نداء تونس الضوء من النهضة، طوال تلك الفترة كانت النهضة في وضع لا تحسد عليه، فهي خرجت من الحكم منهكة بعد أن أتعبها الإعلام في توجيه النقد واللوم سواء لحكومة حمادي الجبالي أو لحكومة علي العريض ولعل وجود نسبة كبيرة من المناصرين العاطفيين الذين لا يتحملون الخسارة وحماسهم واندفاعهم المبالغ فيه لحد الغرور أحيانا كان الدافع الأساسي وراء خسارة حزب كانت له شعبية كبيرة في بداية الثورة، كان الناس يعتقدون أن النهضة ستحقق أحلامهم في تغيير وجه الدولة ومحاسبة الفاسدين وطرد المجرمين ومعاقبة المخالفين وتوفير الأمن والأمان في كل ربوع تونس الحبيبة غير أن الذي حصل هو إطلاق سراح المجرمين وبدء سلسلة الاغتيالات وانتشار الفساد والرشوة والمحسوبية وأدخلت أنصارها المحرومين طوال فترة حكم بن علي في مناصب يستحقونها وربما لا يستحقونها أثار توترا شديدا في صفوف الشباب والعاملين، كما تعمّد بعض أنصارها الأخذ بالثأر ممن عاملوهم بقسوة في العهد السابق أحدث فجوة عميقة بين النهضة ومخالفيهم زد على ذلك فإن المواطن التونسي لم يشعر براحة رغم أنه نال حريته، حريته في التعبير، حريته في العبادة، حريته في اللباس، إلا أن كل ذلك قد حصل بعد الثورة مباشرة ولم تكن النهضة طرفا فيه، بمعنى أن الحزب الإسلامي المعتدل في تونس لم يحقق شيئا خلال فترة حكمه رغم أن الأمر كان بيديه، لم يحافظ على كعكة قدمها له الشعب التونسي بجميع أطيافه، ولكن يبدو أن لعبة السياسة عصية على البعض.

كانت النهضة وهي في الحكم تصارع فئتين، فئة كانت معها في بداية الأمر وساهمت إلى حد كبير في فوزها وهم السلفية بكافة تشكيلاتها وأخرى معارِضة معارَضة شرسة وهم العلمانيون بكافة توجهاتهم العلمانية، وبين هذا وذاك كان الصدام والجدال والتجاذب، بين الحركة وبقية الأحزاب حتى الأحزاب السلفية كحزب التحرير وغيره اصطدم معها في وقت كانت تونس تحتاج إلى فترة هدوء لتتفرغ نحو التنمية والرقي بالبلاد نحو آفاق أوسع من الحرية والتمتع بروح الاستقلال والتخلص من الاستعباد الذي ورّطنا فيه بن علي طوال 23 سنة خلت، كل هذه كانت مؤشرات ساهمت في تأخر النهضة خطوة إلى الوراء رغم أنها تعاملت بذكاء مع كل الأطراف فلم تستعمل العنف ضد أي طرف ولم تعتقل أي شخص دون توجيه تهمة ولم يتضرر منها أحد رغم ما قيل إنها وظفت أنصارها في مراتب لا يستحقونها، ومتى كان التوظيف في تونس على قاعدة صحيحة؟ فمنذ تولي بن علي الحكم في البلاد صارت الوظيفة مسيّسة إذ لا بد أن تكون منخرطا في الحزب الحاكم آنذاك ولديك واسطة من العيار الثقيل أو أنك تكون عرضة لتقديم رشوة من تحت الطاولة، كل هذا الفساد قد أخلّ بنظام التوظيف في البلاد وجعل الغطرسة والتكبّر والغرور يسود الجو العام فسقط بن علي وأذنابه تحت قوة الشعب وإرادة الحياة.

هذا السيناريو اليوم تكرر مع النهضة مع الفارق الكبير، تكرر من ناحية واحدة وهي حالة الغرور التي أصابت أنصارها فجعلهم يعيشون هستيريا الفوز وعندما صار العكس أحبطوا بل لم يصدقوا وكان زعيمهم الشيخ راشد الغنوشي أكثر تماسكا وعبّر عن الخسارة بديمقراطية فريدة من نوعها أكسبته احتراما وتقديرا من العالم الحر.

لكن وفي ظل هذه التغيرات الجديدة على الساحة السياسية في تونس، ظل الباجي القائد السبسي العنصر الأقوى في تونس بعد فوز حزبه في الانتخابات التشريعية، وأمامه فرصة كبيرة ليحقق حلمه الذي ما كان ليحلم به من قبل وهو الدخول إلى قصر قرطاج هذه المرة رئيسا يحكم البلاد وهو يقارب الثمانين من عمره، ربما يفعلها من جديد، وربما يسقط في فخ المنافسة مع خصمه اللدود المنصف المرزوقي صاحب التاريخ الإنساني، كلاهما عاش السياسة إلا أن الأول مارسها عن قرب والثاني مارسها عن بعد، فتحقق حلم الثاني لأنه كان الأقرب إلى الشعب الذي خرج لتوه من ثورة على كل فرد ينتمي لحزب التجمع ولو كان السبسي نفسه، غير أن الوضع اليوم تغير وبعد أن فشلت النهضة في تحقيق الأدنى للشعب التونسي بجميع أطيافه برز الباجي القائد السبسي وكأنه المنقذ يملك العصا السحرية لتوفير ما عجزت عنه النهضة وتحقيق المستحيل فمن أين يستقي موارده؟ وكيف يستطيع أن يحقق للشعب التونسي الاستقرار الأمني والاجتماعي وحتى الاقتصادي والسياحي الذي تدهور في الفترة الأخيرة؟ وهل فعلا يستطيع أن يعيد للدولة هيبتها دون الإضرار بالآخرين كما يزعم دعنا نرى في الأيام القادمة ما هو فاعل إذا فاز في الانتخابات الرئاسية؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنانة غادة عبد الرازق العيدية وكحك العيد وحشونى وبحن لذكري


.. خلال مشهد من -نيللى وشريهان-.. ظهور خاص للفنانة هند صبرى واب




.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس


.. بحضور شيوخ الأزهر والفنانين.. احتفال الكنيسة الإنجيليّة بعيد




.. مهندس الكلمة.. محطات في حياة الأمير الشاعر الراحل بدر بن عبد