الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخوف من السلام

كور متيوك انيار

2014 / 11 / 5
السياسة والعلاقات الدولية



بعد قمة الايقاد التي عقدت في خواتيم شهر اكتوبر واللقاء الذي جمع فرقاء الحركة الشعبيىة باجنحتها الثلاثة في اروشا والتي ختمت بلقاء جمع الرئيس كير وزعيم التمرد د.رياك مشار ، والتوقيع على اعلان مبادئ ، كان من المفترض إن تمهد كل ذلك لبداية افضل لطرفي الصراع في طاولة المفاوضات باديس ابابا والتسريع من وتيرة التفاوض للوصول الى اتفاق النهائي ، حيث تم الاتفاق على مجمل القضايا محل الخلاف بنسبة 70% ، لكن من الواضح إن الطرفين يواجهان صعوبات في السيطرة على الامور .
اطراف عديدة في الحكومة والتمرد ابدت خشيتها من فكرة توحيد الحركة الشعبية من الاساس واتخذوا موقفاً سالباً من الفكرة واصبحوا يروجون لفكرة عدم امكانية توحيد الحركة ومحاولة تاليب الراي العام ضد الفكرة واولئك المعارضون للحوارات التي ابتدرتها تنزانيا موجودين في الحكومة والتمرد على النحو التالي :
معارضي اعادة التوحيد في الحركة الشعبية جناح الحكومة هم اولئك الذين وضعوا رهانات كبيرة من تشظي الحزب الى احزاب صغيرة حيث يمكنهم ذلك من الاستيلاء وشغل مناصب حكومية وحزبية كبيرة مثل منصب النائب الاول لرئيس الحزب والامين العام ويتعذر ذلك في حال بقاء الحركة كما هي بالاضافة الى عضوية المكتب السياسي والاستفادة من تلك الفراغ القيادي لشغل مناصب وزارية مهمة جداً ، وهولاء يدركون إنهم لايستطيعون المنافسة في ظل حزب متماسك قوي لذلك لايهمهم تضعضع الحزب وهشاشتها ، ومايهمهم هو الاستيلاء عليها ولقد اصبح مستقبلهم السياسي مربوط بوجود حزب حاكم ضعيف ، لذلك خرجوا بقوة محاولين الحصول على التفاف شعبي وجماهيري ، إلا إن الجماهير تدرك جيداً إن بضاعتهم مغشوشة ومنتهية الصلاحية .
كما يوجد داخل الحركة الشعبية جناح الحكومة من هم حريصين على اعادة توحيد الحركة وضرورة عودتها اكثر قوة رغم إنهم اقلية واصواتهم غير مسموعة إلا إنهم اكثر حرصاً وقلقاً على مستقبل البلاد والتماسك الاجتماعي لمكونات الدولة ويمكن التعويل عليهم .
في الحركة الشعبية جناح التمرد يوجد تيار عريض معارض لفكرة اعادة توحيد الحركة ولهم اسباب شتى ومنها إن الكثيرون مازالوا يراهنون على الحل العسكري والذي سينتهي في النهاية بالاطاحة بالرئيس كير والسيطرة على مقاليد الامور لكن هذا سيدخل البلاد في دوامة من الصراع الاثني الغير منتهي وبالتالي يتلاشى فكرة الدولة من الاساس ، بالاضافة إن احداث الخامس عشر من ديسمبر وما صاحبتها من انتهاكات لم يفارق هولاء حتى اليوم .
لذلك عندما وقع الرئيس كير ود. رياك على اعلان المبادئ خرج مقاتلين ببيانات في وسائل الاعلام يرفضون اي فكرة لتوحيد الحركة مؤكدين انهم ليسوا جزء من ذلك وانهم سيواصلون الحرب حتى لو اتفق د. رياك مع الرئيس كير ، واذا قمنا ربط هذا مع احداث بانتيو حيث عاد الحرب عليها وادانة الايقاد للمتمردين ونفي المتحدث الرسمي باسم رياك إن يكون الاخير قد اصدر اي تعليمات بالهجوم فان هذا يوصلنا الى فكرة إن الاطراف التي رفضت فكرة اروشا في التمرد تحاول المقاومة وفرض موقفها على قيادة التمرد وارادت التاكيد إن موقفها يجب ان يؤخذ في الاعتبار .
كذلك يمكن القول إن هنالك مجموعات حريصة في التمرد على انهاء الحرب والعودة بالقضية الى مسارها الصحيح لكنها اصوات خجولة لا تجد مخرج وغير مسموعة .
وبما إن الطرفين يواجهان صعوبات ومعارضة داخلية ، فيمكن القول إن الاطراف بحاجة الى ضغوطات هائلة يدفعهم لتقديم تنازلات حقيقية والتوقيع على اتفاق للسلام في اقرب وقت ممكن وذلك لايمكن ان يتم إلا بعقوبات دولية من قبل مجلس الامن الدولي والاتحاد الافريقي والذي ظل دوره غائباً تماماً ، يجب فرض عقوبات يجعل من استمرار الحكومة في القيام بمهامها بشكل عادي امراً صعباً وكذلك التمرد وان يشعرا إن السلطة سيتسرب من مقابضهم إن لم يتخذا خطوات اكبر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة