الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مواقف المؤسسات المالية الدولية من ازمة المديونية

أشواق عباس

2005 / 8 / 27
الادارة و الاقتصاد


موقف البنك الدولي :
إن رؤية البنك الدولي لأزمة المديونية و الحلول التي يقترحها لها ، لا تخرج عن رؤية صندوق النقد . فهي ترى أن الأزمة ما هي إلا تراكم في الأخطاء التي ارتكبتها الدول المدينة ، و أن تزايد الأزمة قد نجم بسبب تأخر هذه الدول في إجراء عمليات التكييف اللازمة للقضاء على الاختلالات القائمة فيها والهيكلية .
و رغم أن هدف البنك المعلن هو تحسين سياسات و أوضاع البلدان المدينة ، إلا أن أساليب البنك في التفاوض لا توصل دائما إلى هذه الفكرة ، بل كثيرا ما تذهب بها إلى النقيض . فالفكرة من الناحية النظرية هي انه يجب على البنك أن يتوصل إلى إجراء تحسينات في سياسات الدول المقترضة عن طريق المحادثات و الحوار ، و بإتباع أسلوب (خذ و هات) ، و من خلال هذا الأسلوب تظهر أفضل الحلول بشكل موضوعي ، و تحدث عملية الحوار تلك أحيانا . و بدون شك داخل حدود ما هو مقبول بالنسبة للبنك ، و لكن في أحيان كثيرة يعطي البنك انطباعا بأنه قد قرر مسبقا بالنسبة للمسائل المطروحة بتبني سياساته ، و يمكن أن تتم العملية نفسها بهذا الشكل أو ذاك . و بالتأكيد فإن سمعة البنك بأنه جامد و انه يضع شروطا محددة يتوقف عليها غالبا قرارات الإقراض من عدمها بدون محاولة لضمان أن الحكومة تتفهم الغرض من تلك الشروط و تتعاطف معها .
فمثلا عرف عن البنك الدولي محاولته لإقناع بنك الانتر اميركان بان يتوقف عن إقراض دولة ما ، أو على الأقل أن يضغط عليها لتجري تغييرات في السياسة التي تنتهجها ، و التي يرى فيها البنك أنها ضرورية ، و حتى الآن قوبلت تلك المحاولات بنجاح جزئي . ففي إحدى الحالات أبلغ البنك الدولي البنوك التجارية في نيويورك أن يتوقفوا عن إقراض دولة ما و نجحت المحاولة . بل لقد ذهب البعض مثل المستر ماكنمارا لزيادة فاعلية هذا البنك إلى القول بأن قدرة البنك على التأثير على السياسات يمكن أن تكون أكبر لو كان له تمثيل دائم في البلدان النامية . إلا أن السبب الرئيسي الذي حال دون تحقيق ذلك هو الشعور بأن موظفي البنك يمكن أن يتعرضوا لخطر فقدان الإحساس (إحساس واشنطن ) لتقدير الأمور فيما إذا أقاموا في البلدان النامية .
و طبعا لا يخفى على احد آلية تدخل الولايات المتحدة في اتخاذ قرارات البنك . و الأمثلة على هذا التدخل كثيرة ، فإذا ما بدأ البنك بمساندة السياسات في البلدان النامية التي قد تعتبرها حكومة الولايات المتحدة الأميركية غير متماشية مصالحها ،عندها فإن الولايات المتحدة تشير له بما يناسبها ، و هنا يجب على البنك الأخذ بهذه الإشارة . أما إذا تجاهل البنك ذلك فقد يمنع من جميع أموال رأس المال الرئيسية و لن يتم إعادة تمويله بعد ذلك .
و لعل افصل و أوضح مثال على استسلام البنك للضغط السياسي هو في قرار عدم تمويل السد العالي في مصر عندما بدأت العلاقات بينهما تسوء بين عامي 01955-1956 .
........... يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما تداعيات قرار وزارة التجارة التركية إيقاف جميع الصادرات وا


.. عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الجمعة 3-5-2024 بالصاغة




.. بلومبرغ: تركيا تعلق التبادل التجاري مع إسرائيل


.. أبو راقية حقق الذهبية.. وحش مصر اللي حدد مصير المنتخب ?? قده




.. مين هو البطل الذهبي عبد الرحمن اللي شرفنا كلنا بالميدالية ال