الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مرارة الفرجة

محمد التهامي بنيس

2014 / 11 / 6
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


مرارة الفرجة
في لحظة يأس من مخاض فرجة ما وصف وسمي تطويرا للحزب .بينما هو يعيش حالة الانحلال والتفكك . وينأى عن الوحدة والديمقراطية الداخلية . وعن استعمال العقل والفكر الذي يؤدي إلى الإقناع . ويرجح كفة الفرجة السياسية المتحركة من فضاء إلى فضاء آخر . ومن مبدأ إلى مبدأ آخر . يوظف هنا الحكواتي . ويوظف هناك الراوي . لتشخيص مواقف متباينة ومتناقضة , فيما بينها , ومتناقضة مع مبادئ الحزب اليساري التقدمي ( الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ) حالة الحزب هاته المقززة والمنفرة . أشعرتني بأنني أصرخ وحيدا عند فوهة بركان سياسي . بين يوم وآخر يقذف حمما تتطاير في الفضاء ثم تستقر جاثمة على أرض الواقع المرير- واقع اللاشيء يفعل - أصرخ فيخرج صراخي صمتا مخيفا مما أدى إلى التهاب مشاعري وتعطل تفكيري . أمام تسارع أحداث التضاد وسكاكين قطع شعرة التلاقي أو التفاهم . تتصارع قبالتنا . ونحن نستلذ الفرجة في ذهول وصمت وعجز . في خضم هذه الحالة . قررت يوما أن ألتحق بالصمت . أسوة بكثير من مناضلي ومناضلات اليأس . لكنني شعرت بهلامية. ولا أخفي أنني أتصبب عرقا , وأطرافي ترتعش ولحظات الخوف تزداد من أن الكارثة قادمة والانفجار قريب . فالهيستيريا المتبادلة لم يعد من الممكن التحكم في أحاسيسها . لأن المصابين فقدوا السيطرة على أنفسهم نتيجة ما حصل من اضطراب في التحول . بغرابته المثيرة للفرجة , التي تشكل صدمة للشخصية الاتحادية , في نفس الوقت الذي تصدم الرأي العام والمهتم لقضايا الحزب . سواء أكان متشفيا أو متحسرا أو مراقبا . فالوقت يطول وبقصر معه عمر الاتحاد اليساري الاشتراكي التقدمي الديمقراطي بكل حمولته التاريخية والنضالية والسياسية . لأن ما فيه من جوهر ولب المضمون والذي بني بالتضحيات والاغتيالات والاعتقالات والمواقف المبدئية . يغيبه ويزيحه نسق الأحداث البهلوانية , وشكلها الموسع لدائرة الفرجة في شخوص هذا الاتحاد . وطنيا أوإقليميا . سرا أو تهريبا لكل اللقاءات . في أي فضاء جغرافي , لا تراها إلا عروضا هزلية وفرجة كوميدية . تقحم الكوميديا في عالم السياسة . بأسلوب ينفر في الحزب , ويقرأ الفاتحة على سوء الختام . كل الأطراف تتصارع بشكل فرجوي . يغيب الفكر والجد في النضال . ليتحول الصراع بينها أحيانا كما لو كان صداما . وأحيانا كهدوء يسبق العاصفة . وأحيانا بلا مبالاة . وأحيانا بارتجال أفعال وارتجال قرارات غير محسوبة العواقب . فليس هذا هو الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية . صانع الأحداث . وصاحب المبادرات . وصاحب التضحيات . وصاحب النضال الجاد مع ولصالح القوات الشعبية وكل فئات المجتمع . لقد أصابه الوهن وأصبح هو الفرجة السياسية بعينها محمد التهامي بنيس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صاروخ باليستي روسي يستهدف ميناء أوديسا


.. ما فاعلية سلاح الصواريخ والهاون التي تستخدمه القسام في قصف م




.. مراسل الجزيرة يرصد آثار القصف الإسرائيلي على منزل في حي الشي


.. خفر السواحل الصيني يطارد سفينة فلبينية في منطقة بحرية متنازع




.. كيف استغل ترمب الاحتجاجات الجامعية الأميركية؟