الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وعد بلفور والتكفير عن الذنب

طاهر مسلم البكاء

2014 / 11 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


عام 1917 م أعطى بلفور وعدا ً لليهود بان تكون فلسطين وطنا ً لهم ،اطلق الوعد قبل ان تحتل بريطانيا فلسطين وقد كانت نسبة اليهود الى سكان فلسطين لاتتجاوز 5 % ، وقد وصف بوعد من لايملك لمن لايستحق، وكان على بريطانيا ان تملكهم مقاطعات في الأراضي البريطانية ، لو كان هناك حق وعدل ،وبدأت بريطانيا بمساعدت موجات المهاجرين من كل اصقاع الأرض ضد اهل فلسطين الحقيقين وهم الفلسطينيون ،ولاتزال الأسباب التي دفعت بلفور للتكرم بأعطاء اراضي الفلسطينيين لليهود غامضة لحد اليوم ، فقد نقل عن بلفور كرهه الشديد لليهود .
الغول الصهيوني :
وهكذا ظهر الغول الصهيوني يكبر شيئا ً فشيئا ً وقد استخدم القوى الدولية الكبرى لتحقيق مصالحه وخدمة اهدافه ،فبعد ان هزلت بريطانيا وانزوت تاركة الساحة الدولية لقوى جديدة لعب الصهاينة ادوارا ً أخرى اشد اثارة لربط مصالحهم الأستراتيجية مع المصالح الأستراتيجية لهذه القوى وكان ابرزها الولايات المتحدة الأمريكية ، التي اصبحت هي راعية مصالح الصهيونية في المنطقة وليس العكس واصبح الصهيوني هو السيد الذي يوجه سياسة المنطقة لصالحه بالدرجة الأولى .
واليوم يعيش العالم وخاصة الدول الغربية عقدة الذنب تجاه الشعب الفلسطيني الذي اخرج من ارضه بالقوة واجبر على ترك ممتلكاته والعيش بصفة لاجئ في الدول المجاورة او على اجزاء صغيرة من ارضه وهي محاصرة بالقوانين والنيران الصهيونية ، ولايزال الصهاينة يكرون بين الفينة والفينة لقتل هذا الشعب واستعراض احدث الأسلحة الفتاكة التي تزودهم بها امريكا والدول الغربية .
بدأ الأعتراف الدولي ،وعلى نطاق واسع ، بدولة فلسطين منذ العام 1988 م غير ان كل من دولة الصهاينة والدول الأوربية ،لاتعترف بالحق الفلسطيني ،وتستمر دولة الصهاينة بالسيطرة العسكرية على الأراضي الفلسطينية و بالأستيطان السرطاني الذي يقضم المزيد من الأراضي الفلسطينية دون وجه حق ،كما تعمل جاهدة على هدم المسجد الأقصى وبناء هيكلهم المزعوم مكانه والعمل على تغيير معالم مدينة القدس المقدسة ، وتكتفي بعض دول اوربا بالأستنكار اللفظي فيما هي تقيم علاقات متينة مع الصهاينة .
الجديد في الأمر :
الجديد اليوم ان هناك مفارقة كبيرة في الوضع الدولي فرغم ضعف العرب وتمزق دولهم وغياب رأيهم الموحد ومقاتلة دولهم لبعضها فأن الصمود والمقاومة الفلسطينية المنوعة أوجدت وعي اوربي لمساندت هذا الشعب المغيب ،والذي ابتلي بكل انواع المآسي منذ وعد بلفور المشؤوم والى اليوم ، وابتدأت السويد ،بقرار تاريخي شجاع ،الدول الأوربية في الأعتراف بالدولة الفلسطينية ،وتناقش ايرلندا خططا ً حكومية للقيام بخطوة مماثلة ، كما بدأت برلمانات دول اوربية مهمة تعد العدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية كالبرلمان الفرنسي وفي اسبانيا قدم الحزب الأشتراكي الأسباني اقتراحا ً في البرلمان لمناقشة الأعترا ف .
وباعتراف السويد، العضو الوحيد في الأتحاد الأوربي ، يكون عدد الدول التي اعترفت بفلسطين 134 دولة .
اما بريطانيا صاحبة الذنب المشهود بأعطاء ارض فلسطين هبة للصهاينة والتي يفترض بها ان تكون هي صاحبة اول مبادرة في هذا الأتجاه للتكفير عن ذنبها ، فأنها اكتفت بأعتراف غير ملزم من قبل برلمانها الذي صوت بأغلبية 274 صوتا ً مقابل 12 في جلسة تغيب عنها رئيس الوزراء ديفيد كاميرون .
وهذا يعني ان حكومتها الحالية لاتزال هي هي لاتختلف في التوجهات الأستعمارية عنها في وقت بلفور وهي جنبا ًالى جنب مع الولايات المتحدة الأمريكية لاتزال تغدق الحماية اللازمة لدويلة الصهاينة وتمدها بأنواع الأسلحة الحديثة لقتل الفلسطينين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملامح حرب واسعة بين حزب الله وإسرائيل؟ | المسائية


.. بأول تصريح له.. بزشكيان يؤكد أنه -سيمد يد الصداقة للجميع-




.. بعد تقارير عن -انفراجة-.. كيف تغيّر موقف حماس في مفاوضات اله


.. فرنسا تدخل مرحلة الصمت الانتخابي عشية الانتخابات التشريعية ا




.. جو بايدن يتشبث بموقفه ويؤكد أنه الأنسب لهزيمة منافسه ترامب