الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة عيد الفقراء «١-;-»

مني يسري

2014 / 11 / 7
الادارة و الاقتصاد


إن مارأينا فى ميدان التحرير بالقاهرة علي مدار ١-;---;--٨-;---;-- يوما متتالية كان وبلا شك من أعظم ما قدم الشعب المصري فى العصر الحديث !
إتحاد طبقات الشعب ضد القوي الإمبريالية التي تمثلت فى نظام مبارك !
عندما هتفت الجماهير «عيش ، حرية ، عدالة اجتماعية » كانت تقدم معني مختلفا لمن لا يجد قوت يومه عما كانت تعنيه لأبناء الطبقة الوسطي وترجمة هذه الشعارات الي إجراءات عملية تختلف بين الإسلامي والليبرالي والإشتراكي ....
مثل هذا التباين فى المصالح والأهداف هو مايحدد من يسير لإستكمال أهداف الثورة بالمعني الحرفي ، أى حياة كريمة للجميع --;-- للأشد فقرا قبل الميسور وحرية للمرأة والقبطي والشيعي ، وكرامة لكل بني آدم فمن سيعقد الصفقات ويتحالف مع النظام ويبرر قمعه عند كل مفترق طرق ، لذلك كان من الضروري توحيد وتنظيم الجماهير ، ولكن لاتحت شعارات فضفاضة وغير واضحة ولا برامج وأفكار مائعة !
ونحن هنا لسنا بصدد ذكر القائد الملهم ولا الجماعة المختارة التي تسير خلفها الجماهير --;-- بل المصالح والأفكار والرؤية والتنظيم الذي يجمع هذه الجماهير فيخلقون نظاما آخر معبرا عنهم يمثلهم ويخدم مصالحهم !
ونحن فى مصر إذ نعيش أزهي عصور الرأسمالية فنجد من يطل علينا من رجال الأعمال والحكام الرأسماليون ليقدموا لنا تفسيرات لمظاهر البؤس والفقر التي أصبحت أحد سمات الشعب المصري !
فيتهمون الفقراء أنهم السبب الأول فى بؤسهم عن طريق زيادة معدلات الإنجاب وزيادة السكان ، إذ أن زيادة السكان تلتهم كل مجوداتهم الجبارة لتنمية الإقتصاد القومي !
وبالطبع هذا ليس الا خدعة كبري فصحيح أن موارد مصر محدودة ولكن إلا أن التقدم التكنولوجي الذى وصلت له البشرية اليوم يمكنه تحقيق مستوي تنميه أفضل للمجتمعات بشكل عام !
ونصل به لمستويات تنمية تحتوي هذا التضحم السكاني ..
وإذا افترضنا أن معدل نمو السكان وصل لرقم فلكي وهو ٣-;---;--٪-;---;-- سنويا ، وفى الحقيقة أن أكبر معدل تضخم سكاني وصلت له مصر كان ١-;---;--٬-;---;--٧-;---;--٨-;---;-- ٪-;---;-- ، فإن المطلوب تحقيق معدل تنمية بمقدار ١-;---;--٠-;---;--٪-;---;-- سنويا وهو ليس معجزة فى تحقيقة إذ قامت به الصين علي الرغم من الإنفجار السكاني التي تعانيه !
يمكن لهذا المعدل استيعاب الزيادة السكانية وتوفير حياة أفضل لهم !
وهناك أيضا التفسير الأكثر سخرية لهؤلاء البرجوازيون ، وهو أن السبب فى بؤس الفقراء هو كسلهم عن العمل وكسب الرزق !
هل نستطيع أن نصف بالكسل الأطفال تحت سن البلوغ الذين يعملون لتوفير نفقات طعامهم دون تعليم !
أو الطلاب الذين يتركون دراستهم لمساعدة أسرهم فى النفقات !
أم العمال والكادحين فى المصانع والشوارع الذين يعملون أكثر من ١-;---;--٢-;---;-- ساعه يوميا لتوفير نفقاتهم الأساسية !
في حين أن أقصي مجهود يقوم به هؤلاء المتكرشون الرأسماليون هو إيداع حساباتهم بالبنوك والذهاب فى رحلات عبر العالم لإنفاق ما نهبوه وامتصوه من دماء العاملين الكسالي !
ومن مظاهر الإنسانية والكفاح المضني الذي يقدمه لنا رجال المال والأعمال
هو مشاريعهم الإستثمارية الضخمة فى العقارات وبناء الفيلات الفخمة والكومباوندات ، والتكالب علي هكذا مجال مربح فى حين أنهم يغضون الطرف عن ٧-;---;-- ملايين مصري يقطنون المقابر والأكواخ الصفيح !
ونتاج هذا الطمع والجشع والتكالب علي الإستثمار فى القطاعات الاقتصادية المختلفة التي ترتفع فيها معدلات الربح بغض النظر عن مصالح المجتمع الذي يعيشون فيه ...
فكما ضربنا مثلا فى قطاع العقارات يؤدي هذا إلي زيادة المعروض منها مقابل الطلب فتتكدس البضائع ، لأنها لاتجد مشتري ، نتيجه لتدني الأجور ، ثم إفلاس الرأسماليين وإنهيار الإقتصاد بأكمله وهو مانطلق عليه «فوضي السوق » ، حينما تتحكم مصالح حفنة من الأغنياء فى توجيه ثروة المجتمع وموارده وقراراته الإقتصادية !
وتعد مصر من الدول المتأخرة اقتصاديا أى التي لم تصل بعد إلي مستوي تطور اقتصادي تستطيع معه أن تدخل حلبة المنافسة فى السوق العالمي ، وهذا مايضاعف المشكلة فالمشكلة لدينا ليست فى الأزمة الدورية والركود الإقتصادي فقط ، بل فى الإنخفاض المزمن لمستوي الإقتصاد بشكل عام !
وهذا مايدفع السلطة فى مصر إلي اتباع سياسات أكثر توحشا تجاه الفقراء !
حيث خصخصة المصانع ودور الرعاية العامة ، ورفع الدعم --;-- وكل هذا من أجل تحقيق أكبر قدر من تراكم رأس المال للوصول إالي الأسواق العالمية ...
وهنا تفسير للعلاقة التي جمعت رجال الأعمال بالنظام الحاكم فى مصر منذ عهد السادات ومبارك مرورا بطنطاوي ومرسي ، انتهاءا بالسيسي !
فالسلطة تسن لهم القوانين التي سهلت لهم النهب والاستغلال ، لذا فقد كان رجال الأعمال والرأسماليين ولايزالون وراء السلطة الحاكمة التي تحمي مصالحهم وبالتالي يحولونها لنظام مبارك آخر بوجوه جديدة وهذا مانسميه «إصلاح الرأسمالية » !
لذا فان هؤلاء الرأسماليون هم أكبر مهدد للثورة ، واكثر عقاباتها صعوبة !
يتبع ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تسمح الأعباء الاقتصادية لإسرائيل بفرصة فرض حكم عسكري على


.. إبراهيم رئيسي.. هل تحتدم المنافسة على خلافة خامنئي؟




.. الذكاء الاصطناعي ساحة منافسة ضروس بين شركات التكنولوجيا العم


.. أغلى من الذهب.. ريشة طائر نيوزيلندى تسجل رقم قياسي فى مزاد




.. مصممة سويسرية تكشف سبب احتكار صناعة وتصميم السعفة الذهبية بم