الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الالة وجيش العاطلين عن العمل

ادم عربي
كاتب وباحث

2014 / 11 / 8
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


الالة وجيش العاطلين عن العمل
من الامور ذات الجدل اليوم الالة واستخدامها في الانتاج الراسمالي ، مع العلم انها احتلت مكانا مهما في كتابات ماركس في " راس المال " ، واصبحت الالة اليوم عماد انتاج الراسمالي للتوسع في استخدامها ، حتى اننا نجد اليوم وحدات متكاملة من المكننه لا تحتاج لاكثر من عامل او اثنين .

ان التوسع في استخدام الالة ينبع من ميل الراسمالي الى انتاج وفير وخفض وقت العمل الضروري وبالتالي المنافسة بالسعر وغزو الاسواق العالميه ، اذن اسخدام الالة له مردود في خفض تكاليف الانتاج وففرة السلعه ، حيث ان سرعة الالة في الانتاج لا تقارن مع انتاج العامل ، فماكنه على سبيل المثال تنتج الف مغلف ورقي بالدقيقه لا يمكن مقارنتها بانتاج عامل ولربما نحتاج الى مئة عامل للقيام بنفس العمل ونفس السرعه ، الا ان اهم مساوئها تسريح الاف العمال ، وبالتالي جيش من العاطلين عن العمل ، ونلاحظ ذلك سنة بعد اخرى في عالمنا المعاصر ، حيث طابور العاطلين عن العمل باضطراد ، وهذا الوضع يزلل الانتاج الراسمالي من اساسه ، فالبضائع والسلع تملئ الاسواق بكافة الاشكال ولا تجد من يشتريها ، لان جيوش العاطلين عن العمل نزداد عاما بعد عام ومن المفترض في الانتاج الراسمالي ان يتم امتصاص ذلك الانتاج من السوق ، والا دخلت في ازمات كما حصل في امريكا واروبا ، حيث تم طرد العائلات من بيوتها لانها مملوكة للبنوك ، بعدما عجز العامل عن تسديد ديونه المستحقه .

ان الالة تقلل وقت العمل الضروري قاذفه للعمال في الشارع ، ولنفرض ان مصنعا ما يستخدم عشرة ، ووقت العمل الضروري لكل عامل خمسة ساعات والفائض هو ثلاثة ساعات ، اي العمل المجاني ، والذي هو سر الربح للراسمالي ، اي ان لكل عامل ثلاث ساعات مجانيه ليكون لدية 30 ساعه مجانيه في اليوم وخمسين ساعة ضروريه في اليوم ايضا ، ثمن شراء قوة العمل من العشرة عمال .

ان الراسمالي يبحث عن تخفيض وقت العمل الضروري ويبحث عن وفرة الانتاج وقد يجد ضالته في الالة ، فيكفي عامل واحد ، ويتم طرد تسعه ، ليعفي نفسه من 45 ساعه في اليوم كتكاليف وقت عمل ضروري للعمال ، انه الان يدفع خمسة ساعات تكاليف عمل ضروري لعامل واحد لينتج نفس القيمه، وبالتالي سوف يخفض الاسعار وينافس بقية المصانع في الاحتكار والاسعار .

ان الالة وفرت خمسة واربعين ساعة عمل ضروري للراسمالي ، وهذا الموضوع شرحه ماركس في موضوع فائض القيمة القيمة المطلق والنسبي ، حيث اوضح انه لا يمكن تمديد فايض الوقت النسبي المجاني الا على حساب الوقت الضروري للعمل ، وبسبب ذلك وبغية تقصير وقت العمل الظروري ، يجبر الراسمالي على تحسين وسايل الانتاج ، قد يقول قائل ان قيمة الاله قبل الانتاج وبعد الانتاج لم تتغير ، والحقيقه ان الالة تنقل قيمتها الاستعماليه فالالة بعد الاستعمال لا تساوي قيمتها قبل الاستعمال ، فهي باستمرار تستهلك قسما من قيمتهامع كل عملية انتاج ، تستهلك جزءا من قيمتها الاستعماليه الى ان تنتهي ولم تعد صالحه ويتوجب تبديلها كجزا من راش مال ثابت ، وهنا تاتي اشكاليه اخرى ان راس المال الثابت ، لا ينقل قيمه اضافيه ، ولكن هنا الالة تنقل قيمتها الى المنتج وهي لذلك جزء من العمليه ككل ، الالة تتاكل وهي لا تضيف اكثر من تاكلها ، وهي تنقل قيمتها التبادليه القادمه من مصنع اخر قام بانتاجها ، وهي لا تضيف اكثر ما تفقد ، ولنفرض انها دامت خمسة سنوات ، فتكون بذلك نقلت قيمتها كامله ,








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - للطرح تكمة
حميد خنجي ( 2014 / 11 / 8 - 15:02 )
طرح مهم جدا.. والمسألة هذه جدالية وملتبسة (كما تعرف).. غير أنك يا أخي لم تكمّل الموضوع الإشكالي وهو أن الآلة الأوتوماتيكية (آلية الأتمنة) تفيد الرأسمالي في كذا وكذا ولكنه يفلسه او لنقل؛ يقلل من رأسماله - شيئا فشيئا- في نهاية المطاف!.. وذلك بسبب (تعرف أفضل منى كونك متبحر في الاقتصاد السياسي) أن الآلة، الأوتوماتيكية- في حد ذاتها- لاتدر القيمة الزائدة، التي تمثل عسل الرأسمالي؛ وحجر الزاوية للمنظومة الرأسمالية
إشرح لي من فضلك لو تعتقد العكس، حتى يتسنى لي تطوير مداركي المحدودة في الإقتصاد السياسي


2 - الاخ حميد خنجي المحترم
ادم عربي ( 2014 / 11 / 8 - 15:37 )
تحيه لك ، وانا العبد المتواضع لا اعتبر نفسي متبحر في العلوم الماركسية ، على اي حال شكرا لثقتك ، الالة كما تعلم وكما ذكر ماركس من اجل تقليل الوقت الضروري بالتالي المنافسة بالسعر وغزارة الانتاج ، الا انها منافس حقيقي للعامل ، وهي بالتالي تدمر بنية النظام الراسمالي ، وهي من المفترض اداة للتحول لمجتمع شيوعي ، اما قولك تنتج فائض قيمه؟ هي تنتج وتنقل قيمة فيها الى المنتج ، فهي سلعه تم شرائها من مصنع اخر ولها قيمة استعماليه وتبادليه ، قد اريحك في طرح السؤال التالي - ما هو وقت العمل الضروري للاله؟ لم اجد اجابه لماركس .......لكن قولي هو تنقل قيمه فيها


3 - الاخ اسو
ادم عربي ( 2014 / 11 / 8 - 15:50 )
لم افهم ما تود قوله . هل سؤلك عن الاله ام عن اي سلعه؟


4 - معذرة
ادم عربي ( 2014 / 11 / 8 - 17:06 )
مقتطفات من قول ماركس في الموضوع والتي يفترض اورتهافي المقال
«حين تصبح أدوات العمل على هيأة آلات ميكانيكية، فهناك تبدأ المنافسة المباشرة بينها وبين العامل»
« التوسع الذاتي لرأس المال بواسطة الآلات يتناسب تناسبا مباشرا مع عدد العمال الذين حطمت الآلات وسائل عيشهم»
«تدخل اليوم عملية العمل بالشكل الذي دخلت به بالأمس»، لكنها تستهلك جزءا من قيمتها الإستعمالية


5 - ميل معدل الربح للتناقص
هاشم ربيع ( 2014 / 11 / 10 - 00:29 )
مع التوسع في استخدام الميكنه حسب ماركس يميل معدل الربح للتناقص
علي اساس ان راس المال المتغير مصدر فائض القيمه يتناقض
ولكن راس المال الثابت مع الميكنه التي تنقل قيمتها الاستعماليه للسلع يرفع من كثافه الانتاج وبالتالي من معدلات الربح وهنا يكون الكلام بصدد فائض القيمه كمصدر وحيد لثروه الراسمالي محل شك كبير-بصرف النظر عن انه توقف عن كونه راسماليا كونه لا يستخدم عملا ماجورا
سمه كما شئت قلا تكمن المشكله في المسميات ولكن في نمط الانتاج الخاص
وقد تكون الاجابه ان تسريح العمال المتزامن مع تعميم الميكنه ثم الاتمته يضيق من السوق ويقود الي الركود والتراكم ولكن هذا يصح فقط علي مستوي اسواق قوميه مغلقه وليس الحال كذلك الان
ثم ان دولا راسماليه تمتلك دخولا ريعيه تمكنها من التعامل جزئيا مع مشاكل المتعطلين عن العمل-السياحه كمثال-الامر الذي يحجم من مشكله الركود===المشكله ان كتابا ماركسيين يتعاملون مع النظام الراسمالي في صورته الاوليه النقيه التي استعرضعها ماركس وكان الانتاج الصناعي وما يدره من قيمه هو المصدر الوحيد للثروه--وما ابعد هذا عن حقائق الواقع
تابع


6 - بحوث (اركيولوجيه)في الراسماليه
هاشم ربيع ( 2014 / 11 / 10 - 00:40 )
لم يكن احد يحلم في القرن التاسع عشر ان نظما راسماليه تفرض ضرائبا تصاعديه تصل ل خمسون وستون بالمائه علي الانشطه الراسماليه--وتوجه حصيلتها الي خدمات التامين الاجتماعي ومنها اعانات المتبطلين
هل لو كان ماركس يعيش بين ظهرانينا الان كان سيكتب راس المال وان كتبه هل كان سيعبر عن نفس المفاهيم التي يجهد رفاقنا الماركسيين انفسهم الان في شروح مطوله حولها
اي عاقل سيجيب بالنفي-واغلب الظن انه لم يكن سيتوصل اليها اصلا الا في سياق استعراض تاريخي للراسماليه
الحنين للماض يقتل الحاسه النقديه لدي افضل المثقفين ويبدد والوقت والجهد فيما لاطائل من ورائه


7 - هشام ربيع المحترم
ادم عربي ( 2014 / 11 / 10 - 05:13 )
هشام ربيع المحترم
انا لا ارجع الى المقال بعد زواله من شاشة الحوار ، لفت نظري لتعليقك زميل ، على اية حال خلاصة تعليقك ان فائض القيمة يمكن ان ياتي من غير العمل الحي ،،، اليس كذلك؟
انت تقول -مع التوسع في استخدام الميكنه حسب ماركس يميل معدل الربح للتناقص- اين قال ماركس ذلك؟ ماركس يقول الماكينه الطريقة الوحيدة لدى الراسمالي لتقليل وقت العمل الضروري ، وبالتالي الربح ، ثم انك لا تفرق بين الربح وفايض القيمه ،، اكثر الموسسات الراسماليه ربح هي البنوك ،،،هل تنتج فائض قيمة؟ الالة هي سلعه انتجت في مصنع اخر وتختزن قيمه بداخلها ، الراسمالي اخذ هذه القيمه واستعملها ونقلها الى المنتج الجديد ، خذ بعين الاعتبار انها لم تدخل في البنيه الاولية للانتاج ، هي حلت محل العامل ونقلت قيمتها كامله لان قيمتها فيها ، فاي منطق خلقت فائض قيمة؟ ما حدث ان القيمة الموجودة فيها سرحت مئات العمال وهذا سر الربح ، فهي لم تحقق فائض قيمه ، القيمة التي بها ستبقى تدور دون جديد ....وشتان بين الربح وفائض القيمه
تحياتي


8 - تعليق
حميد خنجي ( 2014 / 11 / 10 - 06:31 )
إضافة الزميل -هاشم ربيع- في حاجة إلى تأمل.. أكيد نحنُ في حاجة ماسة إلى تفكيك بُنية الرأسمالية المعاصرة بدقة علمية، بُغية فهمٍ أعمق لما يجري في الواقع.. وبالتالي فهم سمة العصر! لكني أعتقد أن ما سماه؛ الحنين إلى الماضي ليس بالضرورة حنينأ إلى الماضي بقدر ما هو ادراك للقوانين الموضوعية المتحكمة في العملية الانتاجية للرأسمالية، بغض النظر عن تطور وتنوع أشكال الرأسمالية، وقدرتها في استمراريتها بتجديد نفسها.. أترك الجواب الشافي للمعلق وكاتب المقال

اخر الافلام

.. احتمالات فوز اليمين المتطرف تقلق سكان أحياء المهاجرين المهمش


.. استطلاعات الرأي ترجّح فوز اليمين المتطرف في الانتخابات التشر




.. الفرنسيون يصوّتون في انتخابات تشريعية تاريخية وسط توقعات بفو


.. زعيم التجمع الوطني بارديلا يدلي بصوته: هل يتحقق حلم اليمين ا




.. 3 تيارات تتنافس على الفوز بالانتخابات الفرنسية.. واليسار يتم