الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البونمر والفرص السانحة

ضرغام عادل

2014 / 11 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


وسط جو سياسي مضطرب ونعرات طائفية هنا وهناك وتدهور امني مخيف قد يكون من الصعب على الحكومة ايجاد حلول ولو مؤقتة لازماتنا المتعددة والمتكرره .لكن هناك فرص وعلى طبق من ذهب تسنح للحكومة بين الحين والاخر لو استغلت ستكون كافية لايجاد حلول لكثير من ازماتنا على نحو غير متوقع وبسرعة تختصر لنا الزمن الذي لم نعد نلحق به.
لا تزال فرصة حادثة عشيرة "البونمر" سانحة امام الحكومة لكسب هذه العشيرة ومن تحالف معها من العشائر الانبارية ليس لمحاربة داعش في الانبار فحسب بل لكسب العشائر السنية في المناطق الغربية لتكون داعمة للحكومة في محافظات صلاح الدين وديالى والموصل وستكون بوابة الدخول لتحرير تلك المدن وطريقاً سالكاً للحد من الاحتقان الطائفي الذي نعيشه.
في زمننا هذا لم تعد القوة العسكرية بكثرت جيشها ووفرت سلاحها وحدها من تفرض الامن وتحقق الاهداف، بل مكر السياسة وذكاء التحالفات مع الاخر يعد عنصر اساس في تحقيق اهداف الحكومات المتمثلة بتوفير الامن والازدهار والرفاهية لشعوبها، انه واقع حال عملت وتعمل به عدة دول على نحو متسع، والدليل ان الولايات المتحدة الامريكية حين قررت توجيه ضربات جوية لتنظيم داعش في العراق شكلت التحالف الدولي بتأليفة ضمت اكثر من خمسين دولة، وهل تصعب على دولة عظمى مثل الولايات المتحدة الامريكبة ان تنفذ ضرباتها لداعش بمفردها،عجيب حقاً!



"البونمر" وغيرها من العشائر السنية التي ذاقت مرارة داعش حين قتل ابنائها بدم بارد في محافظة الانبار، يمكن ان تكون خلاية نائمة للحكومة يمكن الاستعانة بها حالياً ومستقبلاً، شريطة ان تقف الحكومة معهم وتدعمهم بالمال والسلاح وتوفير الخدمات الاساسية لبلداتهم، لا تريد العشائر اكثر من ذلك، ويمكن ايضاً ضم رجال تلك العشائر الى القوات الامنية خاص وان الحكومة تزعم تشكيل الحرس الوطني.
لكن في حقيقة الامر ان تعامل الحكومة والى اليوم ليس بالمستوى المطلوب رغم اعلانها الاسبوع الماضي وصول كمية من السلاح والعتاد الى العشيرة الانبارية، لكن قرار ايصال السلاح الى عشيرة "البونمر" لم يكن بنائاً عن خطة معده لدعم العشائر هناك، انما جاء رد فعل حول مجزرة العشيرة، وتلبيت طلب ابنائها.
ان على حكومة العبادي ان تدرك تماماً انها لن تستطيع استعادة المدن التي سيطرعليها تنظيم داعش دون اقامة تحالف مع العشائر في تلك المدن، لكن يجب ان يكون هذا التحالف بعيد المدى وليس تحالف مؤقت، لان التحالفات المؤقتة عادتاً ما تكون قابلة للانهيار في اي لحظة، كما ان هذا التحالف يمكن الحكومة من تحقيق هدف اخر في غاية الاهمية الى وهو المصالحة الوطنية، اي سيكون هذا التحالف بوابة لتعزيز الوحدة الوطنية والحد من الحتقان الطائفي الذي نعيشه، لذا على حكومة حيدر العبادي ان تستثمر فرصة انتفاضة عشيرة "البونمر" والعشائر الاخرى على تنظيم داعش وان لا تفرط بهذا الفرصة لان الاخطار محدقة والاعداء يخططون لابتلاعنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بوتين يضع شروطه لإنهاء الحرب.. ورفض قاطع لها من أوكرانيا|#غر


.. المنطقة..وتأرجح بين التهدئة والتصعيد|#غرفة_الأخبار




.. عسكريون إسرائيليون عبر وسائل إعلام عبرية يحذرون من مغبة الحر


.. سلاح جيش الاحتلال يتسبب في فقدان نطق طفل في غزة




.. مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال بعد اقتحامها بلدة