الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نور الدين فكاك : سوق الفن يعاني من قلة الخبراء

عبد الواحد مفتاح

2014 / 11 / 8
الادب والفن


حاوره : عبد الواحد مفتاح


يعتبر نور الدين فكاك أحد أصغر مجمعي اللوحات التشكيلية والمشتغلين بسوق الفن بالمغرب، يطمح هذا الشاب إلى إحداث صالة عرض دائمة لحفض ذاكرة الفن المغربي، تضم مجموعته الفنية لوحات لتشكيلين معاصرين ورواد الفن كالجيلالي الغرباوي وأحمد الشرقاوي ومحمد قاسيمي وأخرين، يطبع اشتغاله بحت دائم وخبرة أهلته ليكون مستشارا فنيا لعدد من صالات العرض،

– نلاحظ ازدهارا في الحركة التشكيلية المغربية في الآونة الأخيرة، من حيت تسارع نمو دور العرض الخاصة وعدد الفنانين الشباب الذين بدأ يسطع نجمهم، كيف تنظر إلى واقع السوق الفن هل ينعكس هذا الحراك الثقافي عليه؟

كما قلت هناك تسارع في وتيرة ظهور القاعات التشكيلية الخاصة، لكن يجب أن لا نغفل أن هذه القاعات ما زالت تعمل بنفس العقلية الكلاسيكية، حيت يطغى عليها الجانب الاستهلاكي والربحي، إلى جانب اعتماد التعامل مع نخبة محدودة من التشكيليين، وهذا ما يضر بجودة التشكيل المغربي ولا يساعد على ظهور طاقات شابة واعدة في المجال،

أما بالنسبة للسوق فهو يعتمد على القيمة الفنية التي في غالب الأحيان ما تجد مجموعة قليلة من تحتكر إعطاء هذه القيمة، وتحرص أن لا تصدر من خارجها

– شهد السوق المغربي طوال 10 سنوات الماضية ازدهارا هل تجد أنه ما زال يحافظ على استمرارية هذا الازدهار؟

نحن نعلم أن الفن التشكيلي من أقل المجالات التي تتضرر بالأزمة المالية، لكن حاليا السوق المغربي يعرف حالت ركوض حذر، أرتقب شخصيا تجاوزه قريبا لكن عموما السوق المغربي اليوم أفضل منه كثيرا من الماضي .

– برزت ظاهرة مربكة في السوق التشكيلية تتعلق باللوحات المزورة كيف تتعامل كمقتنى للوحات مع هذا الأمر ؟

أثرت انتباهي إلى أمر مهم يسئ إلى السوق المغربية، لكن المشكل الأساس هو في قلة الخبراء في المجال، الأدهى من ذلك أن هناك أشخاص يدعون الخبرة دون أن يمتلكوها فعلا

نحن نعلم أن الخبير يكون له المام بتجربة فنان معين، يكرس دراسته وجهده لتجربته، ويكون مشتغلا على أدق الجزئيات فيها، في حين أننا نرى ظهور بعض الأشخاص يدعون الخبرة في أي أي لوحة أو تجربة تعرض عليهم للتحليل أو إعطاء المصداقية،

تحضرني طرفة، كانت حصلت حين قدم أحدهم لوحة للفنان حسن الكلاوي، قال له أنه اشتراها من أحدهم وسأله هل هذه اللوحة تعود لك ؟

فأجابه : إنه نفس أسلوبي وتقنيتي لكني لا أعلم إن كنت أنا الذي رسمتها.

الأمر هنا يحيلنا إلى أنه بدون خبرة فنية وتقنية حقيقية، يصعب الحسم في الموضوع

ما هي معايير اختيارك للوحة أو الفنان الذي تقتني أعماله ؟

أولا أنا من المفتنين بأعمال التشكيلين المغاربة الشباب، وأعمل على الموازاة بين الاقتناء منهم ومن أعمال جيل الرواد في الفن التشكيلي المغربي،

معيار اختيار اللوحة هي إعجابي بها أولا، تم تقتي بمصداقية المشروع الجمالي الذي كرسته تجربة صاحبها، ومن الأشياء الأساسية في الفنان الذي أتعامل معه أن يكون يحترم تجربته ويعمل على إغنائها باستمرار،

– كيف تقيم دور النقاد داخل الحركة التشكيلية خاصة أن كثير من الفنانين الشباب تتدمر من أن النقد لا يسلط الضوء إلا على أسماء قليلة ومعروفة؟

فعلا ما يضحكني أن أقرأ نصوصا نقدية، لا ترى في العمل موضوع دراستها إلا الجانب الإيجابي، فقط وكأنك تقرأ نصا مدحيا لا أكتر، إن الناقد لا بد أن يحترم اسمه ويكتب عن الإيجابي والسلبي في العمل، ليحقق الموضوعية كما أن الناقد الحق هو الذي يسلط الضوء على التجارب الجديدة والقوية لا الكتابة وإعادة الكتابة على تجارب مكرسة مسبقا،

كما أني دائما أقول أن على التشكيلين الشباب أن يشتغلوا بِجد ولا ينتظروا الاعتراف المجاني فالعمل الخلاق والمبدع ،هو وحده من يحقق اسم الفنان ويهبه قوة الاستمرارية، داخل الساحة لا اللجوء إلى المساحيق الإعلامية، والتضخميات التافهة التي يلجئ إليها البعض لخلق ضجة هناك أو إشاعة هناك

- في نهاية هذا الحوار، أريد منك أن تُعيدنا إلى بدايات اشتغالك بالسوق التشكيلية كمقتني للوحات وكيف بدأ ذلك ؟

الأمر له قصة طريفة، جدي كان مهتما بالفن التشكيلي وباقتناء اللوحات إلى جانب السفر والتنقل بين البلدان، وكان قد تراكم لديه مجموعة فنية لا بأس بها في البيت حيت كل العائلة كانت تستغرب ما يعتبرونه هواية جدي هذه، وكنت أنا حفيده الأكبر والأقرب إليه وإلى عالمه، أسئله عن الصباغة والألوان وتاريخ الفن ..بشغف وحب، وهذا ما جعلني بادئ الأمر أنتبه لهذا العالم المثير والفاتن.

بعد وفاته، جمعت العائلة اللوحات كلها في مستودع البيت، الذي كنت أزوره باستمرار متفقدا ذكريات جدي، لم أكن أعرف قيمة اللوحات، غير أنها كانت تذكرني برجل عزيز على قلبي، لذاك كانت قيمتها لا نهائية بالنسبة لي، وهذا ما جعلني أتعهدها باستمرار وأحافظ عليها .

بعد مدة قصيرة نشب خلاف في العائلة عن المستودع الذي توجد به اللوحات، من أجل إخلائه وإدخال السيارة، كانوا يريدون بيعها لأصحاب الخردة – تصور معي الأمر – (يصحك)

قلت لهم أعطوني اللوحات فهي أخر ما يذكرني بجدي، ووافقوا على الأمر،

بعد عامين رحت أبحت عن أسماء أصحابها، واكتشفت أن الأمر يتعلق بثروة،

بحكم عملي بالتوثيق ومشاورتي مع مديري الأستاذ محمد موهوب الذي شجعني على التأني والتعامل مع الأمر بذكاء وعدم التسرع في البيع .. من تم أخدت أوسع معارفي وأقرأ عن تاريخ الفن إلى أن وجدت نفسي شيء فشيء مغرما بهذا المجال، ومتابعا مسيرة جدي في اقتناء اللوحات، والانغماس كليا في عالم التشكيلي الذي صار عالميا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب