الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين معتقل ميسور و الصحراء المغربية

منعم وحتي

2014 / 11 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


من المهم أن لا تحدث القطيعة بين تناسل المواقف داخل السياق الزمني، لهذا لا بد من العودة للأُسس التي بَنَى عليها الحكم المخزني مواقفه من الصحراء المغربية، و كذا مواقفنا التاريخية كطليعة بامتداداتنا الاتحادية الأصيلة.

محطة فارقة للتحليل، تقتضي آستحضار ما ذهب إليه الحسن الثاني خلال قمة منظمة الوحدة الإفريقية بنيروبي سنة 1981، بتزكية شروط المنظمة، دون الرجوع للموقف الشعبي، بإقامة استفتاء على جزء من الأراضي المغربية، و الرضوخ لمناورة العسكر الجزائري و أذناب منتفعي البوليساريو، ـ ولا أقصد هنا الشعب الجزائري ـ ، الموقف الذي يتقاطع حتى مع بعض أطراف اليسار الطفولي بهتانا بعدم التفريق بين تقرير المصير و السياسة الاستعمارية بتفتيت و تقسيم الشعوب، حيث تصدى الحزب لمحاولة التفريط هذه في الصحراء المغربية تحت ذرائع واهية بتقرير المصير، إيمانا منا بربط السيادة الشعبية بالسيادة الوطنية.

فلا حق لأي كان أن يحتكر إعطاء الصلاحية لأي كان بأن يمثل دور وصاية التحكيم لحسم انتماء جزء من الوطن للوطن، إلا باستشارة كل الوطن و ليس جزء من الوطن.

فلقد رفضنا ولازلنا الاستفتاء الاستعماري الذي سُوِّقَ له ببهرجة إعلامية من طرف أدوات المخزن، منذ مهزلة نيروبي، و بادر المخزن و من أعلى هرمه إلى زج مناضلي الحزب بسجن ميسور النائي عن أسرهم، لا لشيء إلا لأنهم عبروا عن موقف جريء، وطني و ديمقراطي برفض مبررات الاستفتاء على جزء من أراضينا دون استشارة كل المواطنين المغاربة من طنجة إلى الكويرة (ولنقف بحكمة عند هذه الحدود فقط حتى لا نثير المواجع).

و كان شد الحبل يمكن أن يعطي أكله بإرضاخ الحُكم، خصوصا مع قرار انسحاب الفريق الحزبي من البرلمان، و الذي أربك مخططات المخزن وسط أجواء انتفاضة الخبز بالمغرب، لكن الارتداد اليميني الذي استهوته المقاعد بعد الخطاب التهديدي، جعل بعض ضعاف النفوس يدخلون سياق الإجماع المخزني بدل الحفاظ على الخط الحزبي بعدم التفريط في سيادتنا الشعبية و الوطنية في ان واحد، وصَرَّفَ عبيد المرحلة فعل رجوع الخنوع.

مناسبة التذكير، شبه عودة للحكم إلى موقف معتقل ميسور، و الأيام المقبلة ستكشف مدى ثبات أو ظرفية الموقف، لأن البوابة الأولى تكمن في الحسم مع ثقافة الريع بأقاليمنا الجنوبية، إعطاء الفرصة لتجديد نخب الأعيان الفاسدة بالشباب، و حسم أي موقف للصحراء ديمقراطيا من طرف كل المواطنين المغاربة شمالا و جنوبا، شرقا و غربا.

ملحوظة لها علاقة بما سبق : يجب أخذ الدروس من المخططات الدولية النيوكلونيالية الحالية، بإعادة تقسيم المنطقة و إحياء روح سايس ـ بيكو بسوريا، العراق، لبنان، السودان، مصر، فلسطين، ليبيا، فلا حل إلا بالاستماتة في الدفاع عن الدولة الوطنية الديمقراطية، و الموحدة ضد أي تقسيم أو تفتيت.

منعم وحتي / المغرب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحة وقمر - قمر الطائي تبدع في تجهيز أكلة مقلقل اللحم السعودي


.. حفل زفاف لمؤثرة عراقية في القصر العباسي يثير الجدل بين العرا




.. نتنياهو و-الفخ الأميركي- في صفقة الهدنة..


.. نووي إيران إلى الواجهة.. فهل اقتربت من امتلاك القنبلة النووي




.. أسامة حمدان: الكرة الآن في ملعب نتنياهو أركان حكومته المتطرف