الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأملات في أبجديات الحرف والطين واللون

سعد محمد موسى

2014 / 11 / 9
الادب والفن



حين ولدت بيّ موهبة الرسم في بواكير طفولتي وانا كنت أدفع وأتشبث بعربة الحجلة الخشبية... قبل أن أتعلم ابجديات حروف اللغة العربية. كنت أشخبط
. بالطباشير الملونة
فوق جدران بيتنا القديم وفوق الرصيف وفوق كل الاوراق التي كانت تقع تحت يدي وحتى فوق عباءة أمي الجنوبية حين رسمت وتعرضت الى توبيخها الجميل.
و بعد أن تجاوز عمري أعداد أصابع الكف قليلاً كنت أتسلل أحيانأ الى ضفاف الفرات القريب والبعيد من دارنا كي أجمع غرين الفرات في اكياس صغيرة وأعبأها في جيوب دشداشتي المقلمة.
كنت أحمل الطين بشغف الى الدار مثلما كان يحمل كلكامش لوائحه الى اوروك .
وأنا أعمل من هذا الطين المقدس تكوينات ومنحوتات آدمية وحيوانية وأختام تشبه أختام ملوك سومر . ثم اجففها فوق سطح دارنا وتحت اشعة الشمس كي افخرها فيما بعد بتنور امي الطيني والسومري حين توقده بسعف النخيل اليابس.
وحين دخلت المدرسة كانت أولى الحروف والكلمات في اللغة العربية والتي تهجيتها مازال صداها يعيد بي صوت المعلم ونحن نردد وراءه (دار .. دور .. نار .. نور ..) عشقت الحرف حينها وأنا أردد أبجديات القراءة الخلدونية فوق رحلات الصف الاول الابتدائي قسم – ب ... في مدرسة 17 تموز الابتدائية للبنين في مدينة الناصرية.
...
ثم شكلت لي الكتابة فيما بعد هماً جمالياً وتعبيرياً أخر يضاف ويرفد تواصلي مع الفن .. وأنا أشعر بالتقارب الكبير مابين الرسم والكتابة .. وتعشيق الكلمة مع اللون مثلما تلقح أغصان اشجار الفاكهة المختلفة مع بعضها كي تنمو ثمار جديدة وهجينة في شجرة واحدة . ومنذ بواكير التعاطي مع الرسم كنت أعشق القراءة والكتابة الادبية أيضا. وقد كانت لديّ محاولات عدة في كتابة الشعر والخواطر والمذكرات اليومية مذ كنت في دراستي الاعدادية والثانوية ثم دخولي الى أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد قسم الرسم .
...
كان أول نص شعري نشر لي في جريدة الجمهورية في الجزائر آنذاك كان عام 1992 بعنوان (قد تمر كل الليالي) وكان مفاجأة طيبة من الصديقية الكاتبة الجزائرية (عزيزة بلحاج) والتي كانت تنشر نصوصها في تلك الجريدة .
فقد نشرت بلحاج النص الشعري وارسلته لي فيما بعد عبر البريد المراقب الى مخيم رفحاء الصحراوي .
كنت حينها لاجئاً منفياً وسجيناً في صحراء الربع الخالي في المملكة العربية السعودية
...
بعد سنة 2000 بدأت تجاربي الجادة في الكتابة والنشر في الصحف الورقية والمواقع الالكترونية
لكن في السنوات الاخيرة شعرت بميول لكتابة
النص الادبي المفتوح وكان ذلك هو اسلوبي الشخصي والذي ارى فيه ذاتي والمتمثل بالكولاج في تشكيلاته وبنيته اللغوية والبصرية أيضاً
حيث يتداخل مع النص المفتوح السرد النثري والقصصي والشعر والمناجاة الوجدانية وفن المقالة مع اللوحة الفنية أو حتى التصوير الضوئي كي يكون هنالك ابداع النتاج الجمعي من كل هذة المفردات كي تجسد وتخلق في الاخير النص الحداثوي المفتوح.
مثلما ان الرسم كان لديّ هو حرية وتمرد دون انتماء الى مدرسة أو مذهب ستبقى أيضاً اسلوبية كتابة النص المفتوح خصوصية واسلوبية فردية في كتاباتي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-