الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النفط يتخلى عن الصدارة

طاهر مسلم البكاء

2014 / 11 / 9
الادارة و الاقتصاد


شهد النفط فترات ذهبية تسيد فيها مصادر الطاقة المتنوعة قديمها وحديثها ، وكان طيلة السنوات الماضية السلعة الأولى في الأهمية الاقتصادية والسياسية ، وبالمقابل فأن الدول المصدرة للنفط ارتفعت اهميتها كدول الشرق الأوسط النفطية وزاد تكالب الدول المحتاجة للنفط عليها وخاصة الدول الكبرى وهناك دول منتجة استغلت تلك الفترات الذهبية بحق ،في سياسة حكيمة لتحسين المستوى الأقتصادي لشعوبها ،ولبناء اساس لصناعة وزراعة وبنية اقتصادية رصينة تحسبا ً لوقت ينزل فيه النفط عن عرشه وتدول دولته ، بينما هناك دول لم تهتم لهذا الجانب او ان الظروف التي مرت بها اجبرتها على الأعتماد كليا ً على النفط .
ارتفاع جنوني :
في وقت تراوح فيه سعر برميل النفط بين 40 – 50 دولار عام 2004 فانه بدأ يتصاعد بشكل جنوني وخاصة بعد زيادة الطلب على البنزين والديزل في نهاية عام 2007 حيث وصل الى اعلى من 60 دولار وسجل عام 2008 طفرات كبيرة بالأسعار حيث تجاوز حاجز المئة دولار حتى وصل الى 147دولار ثم عاد ليهبط مرة اخرى بسبب الركود الأقتصادي العالمي الذي حصل كنتيجة لأزمة الرهن العقاري .
اليوم يبدو ان النفط يزاح عن الصدارة وبصورة واضحة ،يدل على ذلك هبوط اسعاره وتدنيها رغم مايحصل من تدهور للوضع الأمني وتدهور للقدرة التصديرية في العديد من الدول المصدرة كالعراق وليبيا وسوريا والذي يفترض ان يرفع اسعار النفط العالمية .
ان الدول المصدرة في غالبيتها العظمى هي من الدول المتخلفة والتي تسمى مجاملة بالنامية يصدق عليها صفة التخلف كونها لاتتحد وتتساند من اجل تحقيق مصالحها كما تفعل الدول المستوردة والتي هي في غالبيتها من الدول المتقدمة كدول الأتحاد الأوربي وامريكا ،وان اغلب القرارات المهمة التي تتخذها تظهرها كألعوبة بيد الدول الكبرى تزايد على بعضها البعض في قرارات ليس لصالحها العام .
كما ان الدول المستوردة قد استفادت من عدم مقدرة الدول المصدرة على الخروج بصيغ تفاهمية موحدة وادت سيطرتها على القرار السياسي للعديد من هذه الدول الى ارباك اسعار النفط وزيادة العرض وانخفاض السعر .
اجراءات الدول المستوردة :
دأبت الدول المستهلكة على تشديد اجراءاتها الرامية الى الحد من استهلاك المنتوجات النفطية وتقنينها لأستهلاك الطاقة ،وخاصة وهي تمتلك شعوب واعية وتكنلوجيا متقدمة ،واخذت بدائل عملية للنفط تظهر بصورة واسعة جدا ً سواء مصادر تقليدية كالفحم اوحديثة كالطاقة النووية وغيرها والتي تعوض عن ملايين الأطنان من النفط المستورد ،اما الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر اكبر المستهلكين للنفط في العالم ،والتي طالما تحكمت بالأوربيين من خلال سياسة التخويف من فقدان تدفق النفط والتي جرتهم الى حروب ضخمة في الشرق الأوسط هي اليوم تصرح انها اصبحت مكتفية ذاتيا ً وقد تكون من الدول المصدرة للنفط بعد ارتفاع انتاجها .
المستقبل ليس في صالح الدول النفطية :
ان المستقبل يشير الى اننا قد نجلس يوما ً لنجد ان سلعة النفط لامشترين لها بعد التطورات الحديثة في انتاج الطاقة وهذا ناقوس خطر يقرع بقوة باتجاه الدول المنتجة لأعتماد سياسات موزونة واستغلال الثروة المتوفرة اليوم في بناء اسس اقتصادية متينة يمكن اعتمادها في حال تدهور اهمية النفط او نضوبه حيث ان الأحصاءات العالمية تشير الى ان اعلى انتاج وصله النفط هو بين عامي 2008 و2011 وان انتاجه سوف يبدأ بالهبوط التدريجي .
taher [email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الانتخابات الفرنسية.. صعود أقصى اليمين يثير مخاوف من بينها ا


.. أسعار الذهب اليوم 6 يوليو..عيار 21 الآن




.. اليونان تعتمد أسبوع العمل ستة أيام: تحفيز للاقتصاد أم استغلا


.. الشمس.. طاقة لا تفنى، كيف يتم إنتاج الطاقة الشمسية؟




.. جزء من مسار الإصلاح الاقتصادى الحكومة الجديدة فى عيون الغر