الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


5 نصوص شعرية

هبة عصام الدين

2014 / 11 / 10
الادب والفن


قصائد – هبة عصام
...



1 ــ فيسبوك
...

قادرةٌ على الكلامِ
على رسمِ قوسٍ ونقطتينِ
على مشاركةِ صورٍ وأغنياتٍ
على الفرحِ المزيَّفِ
قد يخبرك الفيسبوك بأشياءَ كتلك
لكنه لن يحسبَ هستيريةَ المسافةِ
كيف أعدُّ ساعاتِ نومِكَ
وانتظارُك نقطةٌ خضراءُ
بعدَ كلِّ خبرٍ يحملُ الموتَ

................................................


2ـ رهان بين سماءين
...

يختبرُ هزيمةَ الوقتِ في يدهِ المرتعشةِ
الرقمُ كما هوَ
ربما الآنَ يحملُ كنيةً أُخرى
ليسَ لأنَّ شيئا تغير
لكنَّه اعتادَ طِلاءَ القلبِ بقشرةٍ رمادية.
.
في قارةٍ قريبةٍ
ثمة أشياءَ لم تَعُدْ كما كانتْ
في كلِّ صباحٍ
ثمةَ ضبابٌ يسكبُ نفسَهُ داخِلَ فنجانٍ
وبنتٌ تشربُهُ دونَ سكَّر!
.
مدنُ الرَبِّ حوائطٌ كثيرةٌ
ساعاتٌ مُعَلَّقةٌ على كُلِّ شبْرٍ
الساعاتُ الراكضةُ دونَ وَعْي
والساعاتُ المعطلةُ دونَ اكتراثٍ
كَـ رِهانٍ بين سماءين.
.
الآنَ..
إلى أيِّ سماءٍ نتوسَّلُ أنْ ترفعَ يَدَها؟
اللعبةُ لم تَعُدْ حُلوةً
الحنينُ كلعنةٍ أبديةٍ
وإنْ وَجَدَ طريقَهُ إلى فُوَّهَةٍ خامدةٍ
لم يكنْ مُرِيحَا أبدا

............................................

3ـ أبريل
...

كأنها إيزيسُ حيثُ تنظرُ
تتجدَّدُ الأساطيرُ ملعونةً بالخلودِ
كأن المعابدَ التي حفظتْنا على جدرانِها
حشرتْ في جيوبِنا سحرًا قديمًا.
.
ربما المداراتُ أغنيةٌ قديمةٌ
ربما الصدفةُ وهمٌ كبيرٌ
ربما الإرادةُ وهمٌ أكبرُ
وربما نحن العرائسُ القماشيةُ
ربما حركتْك الخيوطُ دون وعيٍ منك
فلا مبررَ للقتلِ.. إلا المشيُ نومًا.
.
أبريلُ ليس تعبًا يتفتَّحُ كلَّ عامٍ
ليس المسلسلاتِ التي نشاهدُها معًا
ــ نتخيلُ أننا معًا ــ
نتخيلُ أكوابَ الشَّايِ وحديثًا متقطعًا
تحتَ غطاءٍ شتويٍّ
ليس طفلتَنا التي كبرتْ مع الكلمةِ
ــ نتخيلُ أنها كبرتْ مع الكلمةِ ــ
نتخيلُ غرفتَها المراهقةَ
مزاجَ الألوانِ وربطةَ الشَّعرِ
ليس هذا البيتَ الذي بنيتَهُ معي
ثم دفنتَني تحتَهُ..
ليس كلَّ الخياناتِ الكبيرةِ
فوق البلاطِ الباردِ
لكنه القتلُ القديمُ الذي لم ينتَهِ بعد

............................................


4ـ رسائل
...

الرسائلُ ليستْ لكَ
ربما لبقعةٍ فوق وجهٍ قديمٍ
لشهيقٍ ينتظرُ زفيرًا يليقُ
لعملةٍ قبلَ إلقائِها في البئرِ
بئرِكَ الصالحةِ لمياهٍ ثرثارةٍ
بغطائِها المحكمِ.
الرسائلُ قطعًا ليستْ لكَ
وإن كان عليك استقبالُها كلَّ صباحٍ
في بريدٍ إليكترونيٍّ

..................................................

5ـ عصام
...

كان يتحسسُ التذكرةَ التي وضعوها في جيبِه
حين احتضنني بعطشٍ أخير
أبي..
أنفاسي المحمَّلةُ بصورتِك،
صورتُكَ المحمَّلةُ بعقودٍ من التفاصيل
التفاصيلُ المحمَّلةُ بالأغاني وإذاعةِ البرنامجِ العام
بصوتِك القادمِ مِن آخرِ غرفةٍ في البيت،
ضحِكاتُكَ العاليةُ
ضوضاؤك الجميلةُ توقظُهُ
ذلك النصلُ المتربصُ داخلَ رئتي
حين أتنفسُ كَ
.
كان يَسقي الطينَ كل يوم
وينتظرُ ما تحملُهُ الرياح
لم نؤمن مثلَه
لكنه اقتسمَ معنا الطماطمَ الطازجة
وانتظارَ البلحِ الأحمر
شجيراتُك يا أبي
نادتكَ بثمراتٍ أخيرةٍ
وحين لم تُجِبْ.. أعادتها للرياح
لكن الطينَ يعرفُ بالأمر:
أبي كان يزرعُ النخلَ داخلَ إصيصٍ صغير
.
لروحِك يا أبي
أفسحُ مكانًا في سريري
تُربتُ على كتفيَّ حين أنام

.......................................


شعر: هبة عصام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟