الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلسطينيو العراق .. ما زالوا في أنتظار العودة . اكرموهم ولا تبغضوهم

نبيل محمد سمارة
(Nabil Samara)

2014 / 11 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


الكل يعلم عند احتلال اسرائيل لفلسطين سنة 1948، وبمؤامرة من بعض الانظمة العربية في حينها , وبعد خسارة العرب في الحرب !, جاء العديد من فلسطينيّ حيفا مع الجيش العراقي مؤقتاً الى حين تحريرها، من مدينة حيفا، واول وصولهم كان في محافظة البصرة في منطقة ( الشعيبة ) وبقوا فيها مدة اربعة سنوات ,
كان العديد من رجال وشبب فلسطين وهم في البصرة يبحثون عن مقاهي بها راديو ليسمعوا اخبار العودة كما وعدتهم الجيوش العربية حينها ! وبعد مرور الاربع سنوات جائوا الى بغداد وتحديداً منطقة قرب قمبر علي واسمها ( تحت التكية) ....
وظلوا بها سنين طوال , وهم ينتظرون العودة الى فلسطين... , وانتظار, وامل , واحلام، وبعد تعاقب حكام العراق في السلطة، من عبد الكريم قاسم و عبد السلام عارف واحمد حسن البكر وصدام حسين , والفلسطينيين في العراق بانتظار العودة الى فلسطين , ومع العلم ان غالبية الفسطينيين - مواليد فلسطين بدءوا بالانقراض بعد مرور اكثر من ستين سنه على نكبة فلسطين , وعلى مرور السنين الطوال اصبح الفلسطيني اخاً للعراقي يتقاسم معه الرغيف , والكثير من الفلسطينيين تزوجوا من العراقيات , وايضاً العراقيين تزوجوا الكثير من الفلسطينيات وانجبوا منهم الاطفال وبدأ الانصهار والنسب والحسب حتى بات الفلسطيني يعتبر ان العراق هو بلده الاول ... احبوا اخوتهم العراقيين وتقاسموا معهم لقمة العيش وشاركوهم افراحهم واحزانهم , وكانوا اكثر من اخوة , ولم تميزهم عن العراقيين.

كان اكبر تجمع لفلسطينيّ العراق هي منطقة البلديات تليها الطوبجي والزعفرانية وبغداد الجديدة ... اما مدينة الحرية , وتحديداً منطقة دور الشؤون التي بناها الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم , وهذه المنطقة الشعبية، انجبت الكثير من الكتّاب والممثلين من الفلسطينين .
بعد سقوط النظام السابق وتدهور الاوضاع , والانفلات الامني والسياسي، غادر الكثير من الفلسطينيين حالهم حال العراقيين الى الخارج، ومنهم من ذهب الى مخيم الوليد ليبقى بها سنوات عديدة مع عائلته بانتظار المنظمات الانسانية ( التابعة للامم المتحدة ) لتسهل عملية خروجهم الى بعض الدول مثل امريكيا وكندا والسويد , وبعد مكوثهم اكثر من ثلاثة سنوات في الصحراء تم خروجهم على شكل وجبات الى تلك الدول , وعلى الرغم من خروجهم مجبرين الى الخارج , ما يزال الفلسطيني يحلم ببلد ولادته.. العراق ويشتاق الى مدنها ونهرها وناسها ,ولم ينسى الفلسطيني ابداً صديقه العراقي ....
انا هنا اسأل : عند الاحتلال الاسرائيلي لفسطين ومجيء الفلسطينيين الى العراق وبقائهم اكثر من ستين عاماًً، وهم ينتظرون بصيص امل لعودتهم الى ديارهم , واذا بهم يتشتتون مجبرين مرة اخرى الى دولٍ غربية ؟ وكأنما سنة 48 تعود من جديد ؟
ادعو الله ان يعم السلام في العراق الذي ضيّف الفلسطينيين لاكثر من ستين عاماً , وادعو الله ايضاً ان ترجع فلسطين الى اهلها ، وتتعانق اشجار الزيتون مع نخيل العراق , ليقولا : نحن الشعبين لم يتحمل شعب مثلنا ابداً .. سنمحو شيئاً اسمه الشتات..
_______________________________________________________________________
-;-تفيد الإحصاءات بأن عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين وصلوا إلى العراق سنة 1948 تراوح ما بين ثلاثة آلاف نسمة وخمسة آلاف نسمة، وقدرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، التابعة للأمم المتحدة، عدد اللاجئين الفلسطينيين في العراق سنة 2003 بـ34 ألفاً إلى 42 ألفاً.
ينحدر اللاجئون الفلسطينيون في العراق، في معظمهم، من قرى حيفا، وعلى وجه التحديد من ثلاث قرى هي: إجزم، وجبع، وعين غزال. والباقون يتحدّرون من قرى المزار والطيرة وصرفند وعتليت وأم الزينات ودالية الروحا وكفرلام وخربة المنارة والطنطورة وأم الفحم , وبعد سقوط بغداد لم يبقى في العراق سوى اقل من عشرة الاف فلسطيني , والذين لا يملكون المال من أجل السفر خارج العراق , أو غالبيتهم لا يحبون الخروج من البلد الذي ولدوا به ,
(أيها العراقيين النجباء)
أن الفلسطينيين المقيمون الان في بغداد , هم ضحية لسياسات واحزاب ! فهم يحبون العراق ويحبون شعبه , فلا تتصوروا انهم يغدرون بهذا الوطن الذي انجبهم , هم ضيوف ولا يتدخلون بالسياسات العراقية , ولا يحق لهم التصويت في الانتخابات الرئاسية ولا البرلمانية , ولا يهمهم من يعتلي سدة الحكم ... هم فقط ينتظرون العودة الى وطنه الأم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فصل جديد من التوتر بين تركيا وإسرائيل.. والعنوان حرب غزة | #


.. تونس.. مساع لمنع وباء زراعي من إتلاف أشجار التين الشوكي | #م




.. رويترز: لمسات أخيرة على اتفاق أمني سعودي أمريكي| #الظهيرة


.. أوضاع كارثية في رفح.. وخوف من اجتياح إسرائيلي مرتقب




.. واشنطن والرياض.. اتفاقية أمنية قد تُستثنى منها إسرائيل |#غرف